نحن في القرن 21 والمرأة الباكستانية ما زالت تعيش حياة الاضطهاد من قبل المجتمع الذكوري المتسلط، حيث كشفت تقارير حقوقية أن العنف يتزايد ضد المرأة بنسب مخيفة عاما تلو الأخر وسط تساؤلات من قبل المتابعين لشؤون المرأة عن القوانين، التي تسنها الحكومة للحد منها، وغالباً تزيد جرائم الشرف بسبب التقاليد القبلية في باكستان، ولكن، لا تعد هذه الجرائم جزءاً من الإسلام، وبالرغم من أن هذه الجرائم تتزايد في المناطق الريفية، إلا أن حادثة الهجوم الأخيرة حصلت في مكان عام في المدينة.
لكن هذه الجرائم غالبا ما تكون ذات دوافع مختلفة في الحقيقة، ويقول بعض المراقبين في معظم الحالات تقتل النساء لأسباب تتعلق بالميراث" ويقال إنها قتلت بدافع الشرف، وهو ما يؤكده أيضا الخبراء الذين يؤكدون وقوع جريمتين أو ثلاث من هذا النوع يوميا.
ويقول مراقبون آخرون "الهدف من هذه الافعال غير الانسانية استبعاد النساء من التعليم والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من خلال خلق اجواء من الرعب"، ومما زاد الأمور صعوبة على النساء في باكستان هو الاتجاه الديني المتشدد والذي بات يدرس في معاهد دينية خاصة وبانتشار واسع، في بلد يعاني من وجود حركات دينية متطرفة تبيح القتل وسفك الدماء لأتفه الأسباب كالقاعدة وطالبان، حيث باتت المرأة تستخدم كسلاح في لعبة الإرهاب والتطرف.
وتقتل مئات النساء سنويا في قضايا عنف اسري او "جرائم شرف" في باكستان الا انه من النادر جدا ان يذهبن ضحية مشاركتهن في انتخابات، فيما بات جرائم الشرف مصدر خطر ليس فقط على النساء او الرجال ممن لا حول لهم ولا قوة، بل ايضا على الصحافيين الذين ينتقدونها، وقد تلقى عدد منهم تهديدات بالقتل، وترى أوان أن القضاء على هذه الجرائم لا يمكن ان يتم بالقوة فقط، بل ان الامر يحتاج الى رفع مستوى الثقافة لتغيير العقليات.
إذ تشهد باكستان مقتل مئات النساء سنويا نتيجة "إلحاقهن العار" بعائلاتهن بحسب "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان"، وهي هيئة مستقلة تندد بإفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب بالرغم من القوانين التي تمنع الزواج القصري وتعاقب "جرائم الشرف".
وفي باكستان يمكن لمدان بالقتل تجنب القضاء في حال قبلت عائلة الضحية "دية" لإغلاق القضية، بالتالي لم يطبق أي حكم بالإعدام على أي مدني في البلاد منذ 2008، وتعتبر كثير من العائلات المحافظة في باكستان أن من العار أن تقع امرأة في الحب وتختار زوجها، وكثيرا ما يؤدي رفض النساء الزواج ممن اختارته لهن الأسرة إلى "جرائم الشرف"، وقالت مفوضية حقوق الإنسان في باكستان إن وسائل الإعلام نشرت عن 869 حالة مماثلة في عام 2013 وإن العدد الفعلي أكبر على الأرجح لأنه لا يتم الإبلاغ عن حالات كثيرة.
وفيما النساء يعانين من التمييز بشكل يومي هناك، تنطلق في الآونة الاخيرة حملات داعية الى منح المرأة حقها في المساحة العامة، مثل ان يكون لها الحق في ان تجلس في المقهى، وهو ما لا يتقبله المجتمع بعد.
فيما يعتبر العنف الأسري في باكستان مشكلة اجتماعية متوطنة، وفقًا لدراسة أجرتها منظمة هيومن رايتس ووتش في عام 2009، يعاني تقريبًا ما بين 70% و90% من نساء باكستان من سوء المُعاملة، ويُقتل ما يقدر بنحو 5000 امرأة سنويًا نتيجة العنف الأسري، مع وجود آلاف آخرين من حالات التشويه والإعاقة، كما أن الغالبية العُظمى من ضحايا العنف ليس لديها ملاذ قانوني، ولا تنظر سلطات تنفيذ القانون إلى العنف الأسري باعتباره جريمة وعادةً ما يرفضون قيد وتسجيل أي حالة تأتي إليهم، ونظرًا لقلة عدد مراكز إيواء النساء في الدولة، فإن قدرة الضحايا على الهرب من العنف الأسري تكون محدودة.
وعليه يبدو ان يستمر مسلسل الانتهاكات الإجرامية بحق المرأة الباكستانية بشكل فضيع وسلب ابسط حقوقها، وتبقى تلك الانتهاكات ممارسات طبيعية من قبل الرجال ضد النساء في ذلك البلد الذي تعد فيه النساء الضحية الأولى لانتهاكات حقوق الإنسان.
باكستاني قتل شقيقته...لأنها صوتت في اقتراع محلي
وجهت الى باكستاني تهمة قتل شقيقته لأنها تحدت ارادته بمشاركتها في اقتراع محلي مع انه منعها من ذلك، على ما ذكرت الشرطة، وحصلت عملية القتل في مدينة تاكسيلا على بعد 25 كيلومترا عن غرب اسلام اباد، وقد ثار غضب دانيش علي (20 عاما) من شقيقته آصفة نورين وهي مدرسة في الثانية والثلاثين لانها لم تتبع تعليماته واصرت على الاقتراع، على ما قال ضابط في الشرطة المحلية يدعى نعيم عباس لوكالة فرانس برس.
واوضح الشرطي "بحسب افادة والد الضحية اطلق علي النار على نورين من مسدسه وارداها فورا في المنزل العائلي"، ولا تزال الشرطة تبحث عن الشقيق الفار، وغالبا ما تكون نسبة مشاركة النساء في الانتخابات المحلية متدنية في الارياف الباكستانية المحافظة حيث يعتبر ان دور المرأة محصور بالمنزل.
"جرائم الشرف" تودي بحياة الاف الابرياء في باكستان
ترفع السيدة الباكستانية راضية عينيها الى السماء، تحمل مصحفا بيدها، تختنق بالبكاء وتشرع في الدعاء..فقد فقدت واحدة من بناتها وقتلت الثانية في جريمة ثأر عائلية..لكن كما جرت العادة في باكستان، لا أحد يعاقب مرتكبي "جرائم الشرف".
تطلق راضية صرخة مدوية حين تنظر الى صور ابنتها القتيلة، صورة اولى تظهر فيها الفتاة ملأى بالحياة، وصورة اخرى تظهرها جثة هامدة يلفها الكفن، قبل ان تحمل الى مثواها الاخير، وراضية، الارملة ذات الاعوام الخمسين، واحدة من عدد لا يحصى ولا يعد من امهات منسيات فقدن بناتهن بسبب "جرائم الشرف"، في هذا المجتمع الريفي المحافظ والمتشدد اجتماعيا، ومنذ العام 2008، راحت اكثر من ثلاثة الاف امراة ضحية لهذه الجرائم التي يطلق عليها محليا اسم "كارو كاري"، وفقا لمنظمة اورات غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة. بحسب فرانس برس.
تجلس راضية على سرير وضعته قبالة منزلها في قرية ساشال شاه مياني في اقليم السند جنوب باكستان، على مقربة من النهر..وتروي مأساتها، بدأت القصة في العام 2010، حين انتقلت ابنتها خالدة مع عائلة زوجها الى كراتشي، على بعد 450 كيلومترا، حيث فقد اثرها في ظروف غامضة، اصابت هذه الحادثة الام بأسى بالغ، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل ان عائلة زوج ابنتها اتت غاضبة لمطالبتها بالتعويض عن اختفائها، وحدد التعويض بان تزوج ابنتها الثانية شادية شابا من العائلة.
رفضت راضية ذلك، ودفعت ثمن رفضها بان دخل ثلاثة رجال الى منزلها، وقتلوا ابنتها برصاصة في الظهر، ثم لاذوا بالفرار ولم يسع احد للبحث عنهم وتوقيفهم... ومنذ ذلك الحين تعيش راضية مع دموعها على ابنتها، طالبة عدالة لم تتحقق، وينتشر هذا النوع من الجرائم في الأرياف في باكستان، ويرتكب بذريعة ان المرأة المقتولة اقامت علاقة غير شرعية تستوجب التخلص منها ومسح "العار" عن العائلة، لكن هذه الجرائم غالبا ما تكون ذات دوافع مختلفة في الحقيقة، وتقول ايروم اوان المسؤولة عن وحدة مكافحة جرائم الشرف في الشرطة في السند "في معظم الحالات تقتل النساء لاسباب تتعلق بالميراث" ويقال انها قتلت بدافع الشرف، وهو ما يؤكده ايضا الصحافي خالد بنبهان الذي يؤكد وقوع جريمتين او ثلاث من هذا النوع يوميا، وما زالت الاسباب وراء قتل شادية مجهولة، لكن طلب فرض تزويجها ينطوي ربما على اعتبارات مادية، لا سيما انها لم تفعل ما اتهمت به، وتستخدم ذرائع "الشرف" كذلك للمحافظة على سلطة الاقطاع التي تضاهي قوة الدولة في ارياف السند.
ففي قرية اخرى من الاقليم، يقبع محمد حسن في كوخ على مقربة من مصارف للمياه الآسنة، مذعورا بعدما اتهمه احد ملاك الاراضي الواسعي النفوذ بانه "كاري"، اي رجل مرتكب للزنااو ما يجلب العار، ويقول محمد حسن "لقد اتهمني بذلك ليستولي على ارضي"، ويضيف "انا في خطر، لقد هاجموني ثلاث مرات، انا فقير وهو غني يمكنه ان يفعل بي ما يشاء"، ولا يسجل اي تحرك جدي من طرف السلطات لمكافحة هذه الظاهرة، وهو ما يثير حالة من الاحباط لدى رجال الشرطة المتحمسين لاداء واجباتهم، وتقول ايروم اوان "في الاونة الاخيرة، اوقفنا رجلا قتل زوحه...لكن القاضي اطلق سراحه بكفالة"، ويفاقم الامور اكثر ان القانون، وان كان يعتبر ان جرائم الشرف ينبغي معاقبة مرتكبيها.
السجن مدى الحياة لزوجين باكستانيين قتلا ابنتهما خوفا على "الشرف"
قضت محكمة ألمانية بالسجن مدى الحياة بحق زوجين من أصل باكستاني أقدما على وضع حد لحياة ابنتهما (19 عاما) لأنها أقامت علاقات جنسية قبل الزواج، وجاءت الإدانة بعد أن أقر الوالد البالغ (52 عاما) بخنق ابنته المراهقة.
حكم على زوجين من أصل باكستاني بالسجن مدى الحياة في ألمانيا بعد إدانتهما بتهمة قتل ابنتهما البالغة 19 عاما، لأنها أقامت علاقات جنسية قبل الزواج على ما أعلنت محكمة "دارمشتات"، وقد أدين الوالد البالغ 52 عاما الذي أقر بخنق المراهقة وزوجته البالغة 41 عاما، بتهمة "القتل المشدد" بناء على طلب النيابة العامة، إلا أن المدانين قد يحصلان على إطلاق سراح مشروط بعد 15 سنة بعدما رفضت المحكمة طلبا آخر من النيابة العامة لمنعهما عن الحصول على هذا الحق. بحسب فرانس برس.
وكانت جهة الدفاع احتجت على تهمة "القتل المشدد" وهي الأقوى في القانون الألماني وتعني السجن مدى الحياة مطالبة بتهمة "القتل" للأب وتهمة "التواطؤ" للام، وعرفت ألمانيا عدة "جرائم شرف" من بينها جريمة طالت "خاتون سوروتشو" وهي ألمانية من أصل تركي قتلها شقيقها الأصغر بالرصاص لأنها فسخت خطبتها على ابن عمها.
الحكم بإعدام أربعة باكستانيين قتلوا امرأة حامل "رجما بالحجارة"
قضت محكمة باكستانية بالإعدام في حق أربعة رجال أدينوا بقتل امرأة حامل "رجما" بتهمة (زواجها رغما عن عائلتها) والتي تعتبر من جرائم الشرف، وتعرضت فرزانة بارفين (25 عاما) للرجم بالحجارة حتى الموت في أيار/مايو الماضي بيد حوالى 30 فردا من عائلتها، حكمت محكمة باكستانية بالإعدام على أربعة رجال أدانتهم برجم امرأة حامل لزواجها رغما عن عائلتها، في "جريمة شرف" مروعة أثارت استياء كبيرا في باكستان والخارج.
وتعرضت فرزانة بارفين (25 عاما) للرجم بالحجارة حتى الموت في أيار/مايو الفائت بيد حوالى 30 فردا من عائلتها أمام محكمة في وسط لاهور كبرى مدن إقليم البنجاب وسط البلاد، آنذاك طلب رئيس الوزراء نواز شريف من السلطات المحلية "اتخاذ إجراءات فورية" بخصوص هذه الجريمة "غير المقبولة بتاتا". بحسب فرانس برس.
وصرح المدعي العام رأي آصف محمود أن "المحكمة حكمت على أربعة متهمين بالإعدام هم الوالد وأحد الأشقاء وابن العم والزوج السابق للضحية". وأضاف أن "الإعدام صدر بتهمة القتل والإرهاب وقتل جنين". كما فرض على كل من الأربعة تسديد غرامة تبلغ ألف دولار أمريكي، وأكد محامي المحكومين منصور رحمن أفريدي أنهم سيستأنفون الحكم. وصرح "نعتقد أن هذه القضية خضعت لتأثيرات سياسية وأن ضغط الإعلام لعب ضدنا".
قالت فتاة باكستانية نجت من محاولة دبرها أقاربها لقتلها بسبب زواجها من رجل أحبته لرويترز يوم الجمعة إنها تخشى على حياتها وانها ناشدت السلطات توفير الحماية لها، ونجت صبا مقصود (18 عاما) من قيام اسرتها يوم الخميس باطلاق الرصاص عليها والقائها في مصرف مائي وذلك بعد أسابيع من وقوع "جريمة شرف" أخرى راحت ضحيتها امرأة في باكستان مما أطلق موجة ادانة دولية.
وكانت صبا مقصود أثارت حفيظة اسرتها منذ بضعة ايام بزواجها من رجل ارتبطت معه بقصة حب في مدينة جوجرانوالا باقليم البنجاب في تحد للتقاليد المحافظة المرعية في هذه المنطقة من باكستان حيث جرت العادة على انه يتعين أن تقبل المرأة بالزيجات التي ترتبها الأسرة، وقالت صبا مقصود التي بدا عليها الإعياء بعد تعرضها لإطلاق رصاصتين في الوجه واليد اليمنى لرويترز بالتليفون من سريرها بالمستشفى "على الرغم من ان الشرطة توفر الأمن لي الا انني أخشى ان تحاول اسرتي قتلي انا وزوجي"، وأضافت "أناشد رئيس وزراء الولاية والسلطات ان يأخذوا هذا الهجوم الذي تعرضت له مأخذ الجد وان يتخذوا الاجراءات الكفيلة بتوفير الامن لي، وقالت الشرطة إن والد الفتاة وعمها وشقيقها وعمتها ألقوا بها في المصرف المائي يوم الخميس بمدينة حافظ أباد بإقليم البنجاب، وما لبث أقاربها ان فروا من مسرح الأحداث لكن الفتاة استعادت وعيها بعد دقائق من القائها في المجرى المائي ثم تمكنت من الوصول الى البر حيث ساعدها اثنان من المارة، وتعهدت الشرطة بحمايتها، وقال علي أكبر ضابط شرطة المنطقة "نقلنا صبا الى غرفة خاصة في المستشفى ونشرنا ضباطا وضابطات شرطة للحفاظ على حياتها." وأضاف "اتصلت بزوجها قيصر الا انه لا يود المجيء الى المستشفى لخوفه من التعدي عليه"، وقالت الشرطة إنها داهمت منزل اسرة صبا لكن يبدو ان جميع المشتبه بهم غادروه.
غرام وانتقام .. قصة حب مأساوية في قلب الريف الباكستاني
بكل إعزاز يستحضر الرجل الباكستاني الذي قتلت زوجته الحامل عندما أوسعها أهلها الغاضبون ضربا لانها تزوجت دون موافقتهم ذكريات الحياة القصيرة التي قضاها مع المرأة التي وقع في غرامها من أول نظرة، قال شهود والشرطة إن فرزانة إقبال (25 عاما) قتلت على أيدي عدد من المهاجمين كان من بينهم والدها يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي لأنها أحبت محمد إقبال وتزوجته في يناير كانون الثاني بدلا من ابن عمها الذي وقع عليه اختيار الأسرة للزواج منها، وقال اقبال (45 عاما) لرويترز في بيته المبني بالطوب اللبن في قرية موزا سيال بوسط باكستان على مسافة 240 كيلومترا غربي لاهور "كانت انسانة في غاية السعادة. وكانت أفضل زوجة يمكن أن يطلبها انسان"، وأضاف "لم تكذب قط. ولم تحنث قط بوعودها. وهذا أكثر ما أحببته واحترمته فيها. لم تخذلني قط. لكني خذلتها. كان من واجبي أن أنقذها وخذلتها"، أذهلت هذه القصة المأساوية لحكاية حب وخيانة وجريمة قتل الناس في مختلف أنحاء العالم ونددت الأمم المتحدة بقتل فرزانة ونشرت صحيفة دولية كبرى صورة من رويترز للمشهد البشع بعد الاعتداء على فرزانة على صدر صفحتها الأولى، أما في باكستان فكان رد الفعل خافتا.
وترى كثير من العائلات المحافظة أن من العار أن تقع إمرأة في غرام أحد وأن تختار زوجها بنفسها. وكثيرا ما ينتهي رفض قبول الزيجات التي ترتبها العائلات بما يعرف بجرائم الشرف، في عام 2013 نشرت وسائل الاعلام أخبارا عن 869 حالة من هذه الجرائم وذلك وفق ما قالت لجنة حقوق الانسان في باكستان ومن المحتمل أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك لان حالات كثيرة لا تصل لوسائل الاعلام.
وانتشرت أنباء الجريمة الأخيرة لاسباب منها أن الاعتداء وقع في وضح النهار خارج المحكمة العليا في لاهور العاصمة الثقافية لباكستان، كانت علاقة الزوجين نفسها قد نشأت في ظروف عنيفة ونتيجة جريمة ارتكبها اقبال نفسه. فقد اعترف صراحة أنه قتل زوجته الأولى في شجار بسبب فرزانة عام 2009، وقال "تملكني الغضب. كنا نتشاجر مثل الشجار الذي يحدث كثيرا بين زوج وزوجته. لكني أمسكت بها من عنقها وكنت أقصد فقط أن أدفعها لكنها ماتت"، وأضاف "كنت ذاهبا للقاء فرزانة ووقفت في طريقي وقالت إنها لن تدعني أذهب. فدفعتها. ورفعت علي دعوى قتل لثلاث أو أربع سنوات ثم عفا عني أولادي فأصبحت حرا. ثم تزوجت فرزانة، وبمقتضى الشريعة الاسلامية يمكن لاسرة المجني عليه تقرير مصير الجاني.
نساء باكستانيات ينخرطن في قيادة السيارات والشاحنات والدراجات النارية
على صعيد مختلف، تتحدى طيابة طارق ممتطية بفخر دراجتها النارية الجديدة ازمة السير الخانقة في شوارع مدينة لاهور المكتظة في شرق باكستان متسللة بين السيارات وعربات "ريكشو" بثلاث عجلات التي تنتشر في المدن الاسيوية.
فمع ان عدد النساء اللواتي يقدن السيارات آخذ بالارتفاع في الآونة الاخيرة في هذا البلد المحافظ ذي المئتي مليون نسمة، الا ان رؤية امرأة تقود دراجة نارية او تتكسب من قيادة سيارة او شاحنة ما زالت امرا يثير الاستغراب.
تضع طيابة البالغة من العمر 22 عاما خوذة بيضاء تغطي شعرها، وترتدي سروال جينز، ولا تتردد عن التجول في شوارع المدينة على دراجتها النارية، لتكون واحدة من جيل جديد من الشابات الراغبات في كسر ما تفرضه عليهن العادات الاجتماعية من قيود، تقطع طيابة مسافة خمسين كليومترا يوميا على دراجتها، متجهة الى عملها في دائرة الجمارك عند الحدود مع الهند، ولا يندر ان يشاهد الباكستانيون نساء على دراجات نارية، ولكن غالبا ما يكن وراء رجال هم من يقودون الدراجات.
وتقول طيابة لمراسل وكالة فرانس برس "حين تتعلم النساء قيادة الدراجات النارية يصبح من السهل عليهن التحرك بحرية، والتنقل دون الاعتماد على احد"، ويكتسب هذا الامر اهمية كبيرة في باكستان، حيث تمتنع ثلاثة ارباع النساء عن العمل بسبب عدم توافر وسائل آمنة للنقل، بحسب دراسة اجرتها منظمة العمل الدولية، وفي ما يتعلق بالنقل، اطلقت سلطات لاهور في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي برنامجا للتوعية، كان من ضمن نشاطاته دروس في قيادة الدراجات النارية تلقتها محاميات وربات منزل وموظفات.
اضف تعليق