لإيقاف النزيف النفسي من الإهمال الزوجي ينبغي على الزوجين ان يعبران عن حبهما لبعضهما واشعار بعضهما بالاهتمام، وقد يكون ذلك عبر القيام ببعض السلوكيات مثل المساعدة في الاعمال المنزلية بالنسبة للزوج لتخفيف الأعباء على زوجته، وبتوفير احتياجاته داخل المنزل سيما بعد عودته من يوم عمل شاق ومتعب بالنسبة للزوجة...

مثلما تسقى النبات والأشجار لكي تورق وتثمر يحتاج الانسان الى من يمده بما يجعله مثمراً على الدوام، هذا بصور عامة وبصورة خاصة الحياة الزوجية للإنسان فالزوجين يتغذيان على بعضهما البعض، هي تريد منه الاهتمام بها ورعايتها وهو يريد المثل واي شيء خلاف ذلك سيولد خلل في تلك العلاقة، لذا سنضيئ على موضوعة الاهتمام المتبادل في العلاقة الزوجية، فما هي عائدات الاهتمام وعكسه، وكيف يجب ان نحمي هذه العلاقة المقدسة؟

النساء والرجال يشكون من اهمال الشركاء لهم وهو ما يجعل العلاقة بينهما باردة او متشنجة، فهي تدعي انه مهمل لها وغير مراعي لمشاعرها بينما هو يدعي انه منشغل او انه يرى صوراً أخرى للاهتمام غير التي تراها هي، وبين وجهة نظرها ووجهة نظره حول ذات الموضوع تنشأ مشكلة كبيرة تكاد تؤدي الى انفصام العلاقة وصولاً الى الطلاق كما يحدث للكثير من الأزواج سيما صغار السن منهم.

من الواقع

تشتكي احداهن من برود مشاعر زوجها تجاهها وعدم اشتياقه لها وما يشغله هو عمله واجتماعه بأصدقائه كل يوم وبعض التفصيلات الحياتية التي يحبذ القيام بها، وعندما تطالبه بالجلوس معها ومع ابنتها يبرر ويحاول التهرب وتمضي الأيام والسنوات على هذا الحال دونما يجدون تقارباً لحل هذه الازمة التي تعصف بهم وتبقى العلاقة مهددة وتحول الاب من صمام الاسرة الى نقطة تهديد وزعزعة لأمنها.

عدم الاهتمام بالتفاصيل الخاصة بالزوجين، وحتى عدم بذل أي جهد على المستوى النفسي والفكري، أحد أهم أسباب زعزعة مفهوم الزواج القائم على الأمان والشراكة والمودة، وهو ما قد يؤثر في جودة الحياة الزوجية بالفعل، فكما قال كاتب المحتوى التحفيزي دودينسكي الإهمال غالباً ما يكون السم البطيء الذي يدمر العلاقات.

ما هي سلبيات انعدام الاهتمام؟

من الطبيعي جداً ان الزوجة حين تشعر بكونها مهملة من قبل زوجها من حيث تقديم الدعم المعنوي والتعبير عن الحب والاحترام والاهمية في حياته فانها تصاب بالإحباط وتميل الى الحزن وانعدام مصدر الامن، حينها ستبدأ تتآكل نفسياً، وتدخل في دوامة من المزاج السيئ، وقد يؤدي مثل هذا الامر الى فقدان الاستقرار العائلي وميل بعضهن الى الدخول في علاقات مشبوهة ومحرمة وهو ما ينذر بشر ينال من العائلة ومن راحتها.

على الجانب الاخر حين يشعر الزوج بكونه هامشي لا ينال نصيبه من الاهتمام والرعاية من قبل زوجته فأن ذلك سيشعره بالإحباط ايضاً ومن الاحباط تتولد مشاعر الحزن والقلق والاكتئاب وبالتالي قد يفكر في الانفصال او التعويض عبر علاقات عاطفية غير مشوهة وبالتالي تفقد عائلته رعايته ويتوزع تركيزه على أكثر من مجموعة وبالتالي تتضرر العائلة سيما الأولاد ومهما كانت أعمارهم.

ما يجب ان يكون

لإيقاف النزيف النفسي من الإهمال الزوجي ينبغي على الزوجين ان يعبران عن حبهما لبعضهما واشعار بعضهما بالاهتمام، وقد يكون ذلك عبر القيام ببعض السلوكيات مثل المساعدة في الاعمال المنزلية بالنسبة للزوج لتخفيف الأعباء على زوجته، وبتوفير احتياجاته داخل المنزل سيما بعد عودته من يوم عمل شاق ومتعب بالنسبة للزوجة.

كما يستحسن ان يخلق الزوجان الفرص من اجل تجديد الالفة والمحبة بينها مثل الخروج في سفرة عائلية او ارتياد مطعم لتناول وجبة طعام او الاتيان لبعضهما بهدية بمناسبة عيد الميلاد او عند النجاح او عند الترقية في العمل او ما شابه ذلك من المناسبات، فمثل هذه الأمور وان كانت بسيطة غير انها تعيد بريق العلاقة الزوجية وتبعد الخلافات والتباعد وهذا هو المطلوب. 

اضف تعليق