أولى المشكلات الإدراكية التي يتعرض لها الإنسان هي ضعف الذاكرة، إذ يواجه صعوبة تذكر المعلومات أو الأحداث الأخيرة التي حدثت معه حتى لو كانت منذ فترة قصيرة. وهذه المشكلة مُرهِقة ومؤلمة وتؤثر على حياته، سيما الطلبة، فهي تقلل من مستويات تحصيلهم العلمي وبالتالي لا يحصلون على التخصصات التي يطمحون إليها...

فضل الله سبحانه وتعالى الإنسان على جميع مخلوقاته التي خلقها، وأنعم عليه بالكثير من النعم والمزايا. ومن هذه النعم هي نعمة الدماغ الذي يحمل في جوفه العقل الذي يقوم بالعمليات العقلية، ومنها عملية الإدراك التي بفضلها يحتل الإنسان مراتب علمية وعملية عظيمة. وبدونها، سيبقى يعيش حياة بهيمية بدائية ليست منتجة ولا طموحة، وما يهم صاحبها قضاء يومه ليس أكثر. فما هو الإدراك؟، وما هي أهم المشكلات الإدراكية التي يتعرض لها الإنسان؟، وكيف تعالج تلك المشكلات؟

يُعرّف الإدراك على أنه العمليات العقلية المتضمنة في اكتساب المعرفة والفهم؛ إذ تُعد عملية الإدراك إحدى وظائف الدماغ عالية المستوى، بحيث تشمل عمليات التفكير، والمعرفة، والتذكر، والحكم، وحل المشكلات. كما تشمل عملية الإدراك على كل من اللغة، والخيال، والإدراك، والتخطيط. وتشمل عملية الإدراك جميع عمليات الوعي واللاوعي.

وعملية الإدراك من العمليات المعقدة والمُجّهِدة للإنسان. وضعفها أو أية مشكلة تُصيبها تؤخر الإنسان وتؤثر على جودة حياته بصورة عامة، وعلى مستويات راحته ورفاهيته وطبيعة حياته. فحين ترتفع مستويات الإدراك لدى الإنسان، فإنه سيكون أكثر إنتاجية على النواحي الفكرية، وأكثر راحة واتزانًا في الناحية النفسية. وهذا هو الأهم والذي بفضله يبقى الإنسان متوازنًا، أو يفقد التوازن وبالتالي يُكابد الكثير من الخسارات الحياتية الموجعة.

ومن أهم اضطرابات ومشكلات الإدراك هي الاضطرابات المعرفية جزءًا من تصنيف اضطراب الإدراك العصبي. وتُعرف بأنها أي اضطراب يُضعف بشكل كبير الوظيفة الإدراكية للفرد إلى الحد الذي يصبح فيه الأداء الطبيعي في المجتمع مستحيلًا عند عدم الحصول على العلاج المناسب.

ما هي صور المشكلات الإدراكية؟

تتمثل المشكلات الإدراكية في عدة صور وأصناف، أهمها ما يلي:

أولى المشكلات الإدراكية التي يتعرض لها الإنسان هي ضعف الذاكرة، إذ يواجه صعوبة تذكر المعلومات أو الأحداث الأخيرة التي حدثت معه حتى لو كانت منذ فترة قصيرة. وهذه المشكلة مُرهِقة ومؤلمة وتؤثر على حياته، سيما الطلبة، فهي تقلل من مستويات تحصيلهم العلمي وبالتالي لا يحصلون على التخصصات التي يطمحون إليها.

ومن مشكلات الإدراك صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن الأفكار، لتبقى بعض الأفكار حبيسة أو أنه يُعبر عنها بطريقة بعيدة عن المقصود، فتضيع الكثير من الأفكار، مما يُعرض صاحبها إلى الحرج والحيرة لقصوره عن إيصال أفكاره كما يريد.

ومن لديه مشكلات إدراكية يصعب عليه التركيز والانتباه واستدعاء المعلومات والخبرات، سيما في الاختبارات الأكاديمية، مما يُعرّض الإنسان إلى الشعور بالإرهاق العقلي، وقد ينتج منه إرهاق نفسي ينال من صحة الإنسان النفسية والجسمانية بعدها.

ويعاني الفرد الذي يتعرض لمشكلات إدراكية من سوء في التخطيط وضعف في حل المشكلات. وينتج من ذلك زيادة صعوبة في مهام التخطيط اليومية أو التفكير في عواقب القرارات، سيما القرارات المصيرية التي من شأنها أن تؤثر على حياة الإنسان فيما يلي مرحلة التقرير.

ماذا وراء المشكلات الإدراكية؟

يتعرض الإنسان إلى مشكلات إدراكية كبيرة لعدة أسباب محتملة، منها:

احتمالية التعرض للعوامل النفسية الضاغطة مثل التوتر والإرهاق والقلق والاكتئاب، مما يجعل الإنسان مُرهَقًا نفسيًا، وبالتالي يتعرض لشتى أنواع المشكلات الإدراكية. وأنا شخصيًا مع كون هذا السبب من أكثر الأسباب التي تُعرّض الإنسان للمشكلات الإدراكية.

والاحتمالية الثانية لحدوث المشكلات الإدراكية هي احتمالية إصابات الدماغ، إذ يتعرض الكثير من الناس لحوادث تؤدي إلى إصابات الرأس، وبالتالي تتضرر أجزاء من المخ، وهو ما يؤثر على عمل الدماغ بصورة عامة وبالتالي تنتج المشكلات الإدراكية.

والاحتمالية الثالثة هي احتمالية عمر الإنسان، فقد يرتبط ضعف الإدراك بشكل عام بالتقدم في السن. ومنطقيًا أن العمليات العقلية تبدأ بالتراجع كلما تقدم الإنسان في السن، وهنا تأتي المشكلات الإدراكية كنتيجة طبيعية.

كيف نواجه المشكلات الإدراكية؟

لكي نواجه المشكلات الإدراكية التي تحدث، ينبغي تدريب الدماغ؛ إذ توجد تمارين لتدريب الدماغ يمكن أن تساعد في تحسين الوظيفة الإدراكية. وهذا يكون عبر مراكز علاجية يمارس فيها المعالجون استراتيجيات خاصة.

وحين يشعر الإنسان أنه يعاني مشكلات إدراكية، عليه أن يحاول قدر الممكن أن يُبعد نفسه عن الضغوطات النفسية، سيما في فترات الامتحانات أو الأوقات الحاسمة والضرورية، لتخطي آثار المشكلات الإدراكية.

ويمكن مواجهة مشكلات الإدراك عبر استخدام استراتيجيات تعويضية مثل كتابة الملاحظات أو استخدام التقويمات للمساعدة في تذكر المواعيد، واختيار أماكن مريحة للقراءة والمراجعة لتُحفز على الحفظ والاستذكار. وبهذه الخطوات يمكن تجاوز المشكلات الإدراكية تدريجيًا.

اضف تعليق