q

باتت المخدرات تشكل آفة العصر بامتياز، ففي الآونة الأخيرة باتت تنتشر بكافة المجتمعات بشكل غير مسبوق، وأصبحت خطرا يهدد حياة الكثيرين، لكون هذه المشكلة المتفاقمة تضر بعقول الأبناء بجميع فئاتهم العمرية بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات بسبب ظهور أنواع جديدة من المخدرات غير التقليدية المعروفة، فتسبب لمتعاطيها مشكلات جسمية ونفسية وعقلية واجتماعية واقتصادية.

ويرى علماء الاجتماع وعلماء النفس إن من أسباب انتشار المخدرات رفقاء السوء، البطالة والفراغ، الهجرة، غياب الأسرة والإحساس بالضياع، الاستعداد الشخصي الذي يهيئ الإنسان أو يدفعه نحو تعاطي مادة معينة ويرجع هذا الاستعداد إلى سمات شخصية معينة، الإصابة بمرض يؤدي إلى الكآبة والقلق فيلجأ المريض إلى المادة المخدرة هربا مما يعانيه، عدم الطمأنينة والاستقرار في جوٍّ عائلي مضطرب مثير للمشاعر والعداء، والضغوط والمشكلات التي لا يستطيع الفرد مواجهتها.

والمخدرات معروفة منذ ما قبل التاريخ ، ولما جاء الإسلام حرم تعاطيها والاتجار بها لما تسببه من أضرار جسيمة، فيؤدي تعاطي المخدرات إلى الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية، وربما تؤدي إلى الجنون، كذلك تؤدي إلى نتائج سيئة للفرد، سواء بالنسبة لعمله أو إرادته، أو وضعه الاجتماعي، وثقة الناس به، كما أن تعاطيها يجعل من الشخص المتعاطي إنساناً كسولاً ذا تفكير سطحي، يهمل أداء واجباته ولا يبالي بمسؤولياته وينفعل بسرعة ولأسباب تافهة وذو أمزجة منحرفة في تعامله مع الناس.

إضافة إلى أن المخدرات تدفع الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمهنته ويفتقر إلى الكفاية والحماس والإرادة لتحقيق واجباته مما يدفع المسؤلين عنه بالعمل أو غيرهم إلى طرده من عمله أو تغريمه غرامات مادية تتسبب في اختلال دخله ناهيك عن حوادث السير والجرائم التي يقوم بها المدمنون، وإن تعاطي المخدرات والمسكرات يصد ويمنع عن العبادات والطاعات، كذكر الله والصلاة ونحوهم.

فهي توقع العداوة والبغضاء والتدابر بين أفراد الأسرة الواحدة، والمجتمع بشكل عام، وتفكك الأسرة وتشرد الأطفال، وكما قال الباري عز وجل في كتابه الكريم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ(91)﴾ المائدة.

ونظرا لكل ما ذكر أعلاه فلابد من نشر التوعية بخطورة المخدرات وأساليب ترويجها وسبل معالجتها وأنواعها وعلامات متعاطيها على كافة المستويات، توعية أرباب الأسر بالاهتمام بأفراد أسرهم، إنزال أقصى العقوبات بالتجار والمروجين، وتكثيف ملاحقة المتعاطين لمعاقبتهم أو معالجتهم قبل أن يستفحل الأمر في أنفسهم وفي أهليهم وأعراضهم، توعية الشباب خصوصاً إذا ما وقعوا في الشراك كيف يتصرفون قبل أن يستفحل الأمر فيهم والعمل على ملء الفراغ القاتل الذي يُعاني منه قطاع الشباب من خلال النشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية عبر المؤسَّسات والجمعيات، إضافة إلى القضاء على مشكلة البطالة التي يعاني منها المئات من الشباب بتوفير فرص مُتكافئة من العمل، الرجوع جميعاً إلى الله، وتقواه وجعل الدين الإسلامي منهج حياة ومنهج وقاية ومنهج معالجة ومن حفظ الله حفظه.

كوكايين في أكياس أرز

في السياق ذاته عمد مهربو مخدرات من اميركا الجنوبية الى افريقيا، الى طريقة جديدة تقوم على خلط المخدرات بحمولة ارز موجهة الى برنامج للأمم المتحدة لمكافحة الجوع، وقد ضبطت الشحنة المؤلفة من 920 كيسا في مرفأ روساريو في الارجنتين على ما اعلن المدير العام للجمارك في البلاد غييرمو ميشال معتبرا ان الطريقة "متطورة ومبتكرة". بحسب فرانس برس.

وقال المحققون ان المهربين كانوا يخططون لارسال الحمولة الى البرازيل اولا في رحلة طويلة الى اوروبا التي تشكل الوجهة النهائية، وكان بين الارز اكثر من 30 كيلوغراما من الكوكايين، واوضح غييرمو ميشال "كانت هذه محاولة ولو نجحت لكانوا واصلوا التهريب بكميات اكبر"، واوقف سبعة كولومبيين يشتبه بعلاقتهم بكارتل نورتي ديل فايي واربعة ارجنتينيين ومواطن من غواتيمالا خلال عملية للشرطة الارجنتينية، وتعتبر الارجنتين خصوصا بلد مرور ومركزا لغسل اموال تجارة المخدرات الاتية من مناطق واقعة في جبال الانديس وموجهة الى السوق الاوروبية.

ارتفاع نسبة تعاطي الماريوانا بين طلاب الجامعات

من جهتها أظهرت دراسة أن عدد طلاب الجامعات بالولايات المتحدة الذين يدخنون الماريوانا بصفة يومية أو شبه يومية أكبر بكثير مما كان عليه منذ 35 عاما، وخلصت دراسة (مراقبة المستقبل) التي قامت بها جامعة ميشيجان إلى أن نحو ستة بالمئة من الطلاب الجامعيين استخدموا الماريوانا بصفة يومية أو شبه يومية في 2014 بزيادة نسبتها 3.5 بالمئة مقارنة مع 2007 لكن بنسبة عامة أقل من 7.2 بالمئة المسجلة في 1980. بحسب رويترز.

وتشير الدراسة إلى أن تدخين الماريوانا بشكل غير منتظم ارتفع أيضا لكن ليس بنسبة كبيرة، وقال لويد جونستون القائم على الدراسة "من الواضح انه حدثت زيادة على مدى السنوات السبع أو الثماني الماضية في تدخين الماريوانا بين طلاب الجامعات بالبلاد"، وأضاف "يسير هذا بالتوازي مع زيادة نشهدها لدى طلاب المدارس الثانوية"، وقالت الدراسة إن سياسات تخفيف القيود على الماريوانا بأنحاء البلاد ساهمت على ما يبدو في ارتفاع تدخين المراهقين والشباب للمادة التي أصبحوا يعتبرونها غير ضارة بشكل متزايد.

جاء في الدراسة انه في عام 2014 قال 35 بالمئة من خريجي المدارس الثانوية الذين تراوحت أعمارهم بين 19 و22 عاما إنهم يعتقدون ان التعاطي المنتظم للماريوانا خطر مقابل 55 بالمئة في 2006، وتغيرت التوجهات بشأن الماريوانا بشكل ملحوظ في أنحاء البلاد مؤخرا في ظل التصويت لصالح تقنين الاستخدام الترفيهي للنبات في ولايتي كولورادو وواشنطن عام 2012 ثم ألاسكا ودائرة كولومبيا.

وقالت الدراسة ان نسبة طلاب الجامعات الذين يستخدمون عقاقير محظورة ارتفع أيضا إلى 41 بالمئة في 2014 مقارنة مع 34 بالمئة في 2006 في زيادة مدفوعة بشكل رئيسي بتنامي تعاطي الماريوانا، ودراسة (مراقبة المستقبل) -التي يستخدمها مسؤولو الصحة لمتابعة بيانات تعاطي الشباب للمواد المخدرة- شملت بين 1000 و1500 طالب جامعي وهي دراسة تجرى سنويا منذ عام 1980.

على صعيد اخر قال مسؤولون بولاية أوريجون الأمريكية إنه سيتاح لسكان الولاية بدءا من اكتوبر تشرين الأول شراء الماريوانا للأغراض الترفيهية أي قبل عام تقريبا من الموعد المقرر أصلا فيما يأمل مؤيدو القانون الجديد ان يسهم ذلك في القضاء على السوق السوداء، وسيجيز القانون -الذي وقعته الديمقراطية كيت براون حاكم أوريجون الماضي- للبالغين التردد على الوحدات الحالية لبيع الماريونا للأغراض الطبية بالولاية لشراء أصناف بعينها بهدف الترويح عن النفس. بحسب روويترز.

وفي يوليو تموز الجاري أصبحت الماريوانا قانونية بغرض الترفيه في أوريجون مع دخول قانون -وافق عليه الناخبون في استفتاء جرى في نوفمبر تشرين الثاني- حيز التنفيذ ليسمح أخيرا ببيعها في المحلات على غرار متاجر يباع فيها المخدر بولايتي واشنطن وكولورادو، ومن المتوقع ان تبدأ أوريجون قبول طلبات في يناير كانون الثاني القادم لبيع الماريوانا لأغراض الترفيه في متاجر التجزئة بحلول فصل الخريف.

وقالت كريستين جرينجر المتحدثة باسم براون "تمت الموافقة على القانون بتأييد كبير من جانب الحزبين في الكونجرس بمجلسيه بعد الجهد العظيم الذي بذلته مجموعة عمل لتنفيذ القانون"، وبدأت حملات لتقنين المخدر في كاليفورنيا وولايات أخرى ويسمح باستخدام الماريوانا لأغراض طبية في نصف عدد الولايات الأمريكية.

ومن المتوقع أن تفتح متاجر لبيع الماريوانا في ولاية ألاسكا عام 2016 حيث أيد الناخبون في نوفمبر تشرين الثاني تشريعا مماثلا، وأصبحت الماريوانا قانونية في ألاسكا في فبراير شباط، وتعكس القوانين الجديدة تحولا يتعلق بتدخين الماريوانا التي لا تزال غير قانونية بموجب القانون الاتحادي، ويجيز القانون الجديد في أوريجون لمن هم في سن 21 عاما فما فوق شراء الماريوانا لأغراض الترفيه من منافذ بيعها للأغراض الطبية وذلك بدءا من الأول من اكتوبر تشرين الاول المقبل.

وقالت آن لينينجر وهي عضو ديمقراطي بمجلس النواب وراعية هذا القانون إن أنشطة البيع ستحد من السوق السوداء، ويتضمن القانون بندا ينهي بيع الماريوانا لأغراض الترفيه في منافذ بيعها للاغراض الطبية في موعد غايته 31 ديسمبر كانون الأول من عام 2016. وستباع الماريوانا معفاة من الضرائب حتى يناير كانون الثاني 2016.

أوهايو

فيما أقامت ولاية أوهايو الأمريكية دعوى قضائية على مدينة توليدو طالبتها فيها بان تلغي بنودا من قانون جديد لا يجرم الماريوانا وقالت إن ذلك يشجع عصابات المخدرات على تكثيف عمليات التوزيع داخل المدينة، ورفع مايك ديواين وزير العدل في ولاية أوهايو ومدعي مقاطعة لوكاس ومدير الشرطة بها الدعوى أمام محكمة الالتماسات بالمقاطعة ضد القرار الذي ووفق عليه الشهر الماضي خلال الانتخابات البلدية في توليدو. بحسب رويترز.

وقال ديواين إن الأمر ألغى عقوبات الغرامة والسجن المقررة على المخالفات الخاصة بالماريوانا في توليدو رابع أكبر مدن أوهايو وتقع في شمال شرق الولاية وهي أول مدينة بالولاية تصدر مثل هذا القرار، وتعترض الدعوى القضائية على أربعة بنود بوصفها مخالفة للدستور وتتعارض مع القوانين العامة لاوهايو بما في ذلك قانون يمنع شرطة توليدو من الابلاغ عن جرائم الماريوانا للسلطات.

وقال مكتب وزير العدل في اوهايو إن الدعوى القضائية تعارض ايضا بنودا خففت من الجناية الخاصة بحيازة الماريوانا والاتجار فيها علاوة على رفع التجريم عن حيازة مخدرات اخرى مثل المورفين والهيدروكودون، وقال ديواين "في غياب الاجراء القضائي فليس من الصعب ان نتصور ان تجعل عصابات المخدرات الدولية من توليدو قاعدة اقليمية لعملياتها".

ولم يتسن على الفور الاتصال بممثل لمدينة توليدو للتعليق، ومن بين المدن الأمريكية الأخرى التي رفعت تجريم الماريوانا شيكاجو وفيلادلفيا فيما ستقترع ولاية أوهايو ككل في نوفمبر تشرين الثاني القادم على تقنين الماريوانا للاغراض الطبية والترفيهية، والى جانب العاصمة الأمريكية هناك أربع ولايات -هي كولورادو وواشنطن وأوريجون والاسكا- تسمح بحيازة واستخدام الماريوانا للاغراض الترفيهية.

لاجئون يعودون الى بلدهم مدمنين على المخدرات

على صعيد مختلف يعبر مئات اللاجئين الافغان الحدود يوميا عائدين من ايران الى بلدهم بعدما انهكتهم ظروف العمل القاسية واتى على كثيرين منهم الادمان على المخدرات التي اعتادوا عليها في هذا البلد المجاور، فعلى مرأى حرس الحدود الافغان والايرانيين، تعبر قوافل العمال الافغان الهاربين من جحيم العمل في ايران الى جحيم الحرب في بلدهم، سالكين سهل اسلام قلعة المؤدي الى ولاية هرات غرب افغانستان. بحسب فرانس برس.

وكل يوم، يعبر ما بين الف شخص و1500 ممن لا يحملون اوراقا ثبوتية، ومعظمهم من الشباب، عائدين الى افغانستان، سواء بملء ارادتهم او بعدما طردتهم السلطات الايرانية، ومنذ الثمانينات، انتقل ملايين الافغان الى ايران، التي تفصلها حدود طويلة مع افغانستان، هربا من النزاعات المتواصلة منذ ثلاثة عقود في بلدهم، لكن منذ سقوط نظام حركة طالبان في العام 2001، باتت الحركة الحدودية في الاتجاه المعاكس، اذ قرر عدد كبير من المهاجرين العودة الى بلدهم.

وفي السنوات الاخيرة، تسارعت حركة العودة بسبب الضغوط التي تمارسها السلطات الايرانية على اللاجئين الافغان، ولا سيما على من هاجروا اليها بشكل غير قانوني وعددهم 1,7 مليون، فيما عدد اللاجئين الشرعيين 840 الفا، ولا يصدر عن طهران اي تعليق حول سياستها تجاه اللاجئين الافغان، وهو ما تندد به منظمات حقوقية منذ سنوات.

على بعد 120 كيلومترا من الحدود، تستقبل مدينة هرات كبرى مدن الغرب الافغاني معظم اللاجئين العائدين، وتلاحظ السلطات وجود ظاهرة متنامية بينهم، وهي الادمان على المخدرات التي تعاطوها في ايران، في مركز لعلاج المدمنين في هرات، يروي اللاجئ العائد محمد شوغوك ان رب عمله في مدينة مشهد الايرانية كان يعطيه الافيون بدل الاجر، وبذلك اصبح مدمنا على المخدرات.

وبحسب الطبيب سيف الله بارديس المشرف على المركز، فان "كثيرا من ارباب العمل الايرانيين يعطون المخدرات لعمالهم ويقولون لهم ان تناولها سيحسن انتاجهم فيرفع أجرهم"، ووفقا للارقام الرسمية، فان 500 طن من المخدرات تستهلك سنويا في ايران، وهو ما ترجع سلطات طهران اسبابه لكون البلاد واقعة على طريق تجارة المخدرات الاتية من افغانستان.

فافغانتسان مسؤولة عن 85 % من انتاج الافيون في العالم، وهي المادة المستخدمة في صنع الهيرويين، وتستفيد زراعة المخدرات في هذا البلد من الحرب ومن ضعف الدولة وخصوصا في المناطق النائية، بحسب الامم المتحدة، وينتقل جزء كبير من هذه المخدرات الى العالم عبر ايران، حيث يمكن للتجار والمستهلكين ان يعثروا عليه بسهولة، بما في ذلك العمال الفقراء المضطرون الى العمل الشاق لكسب قوتهم.

ولد الافغاني اكبر انواري في ايران، وهناك بدأ تعاطي المخدرات قبل ان تطرده السلطات الى بلده، ويقول هذا الشاب البالغ من العمر 28 عاما "عائلتي تقيم في ايران، وليس لدي اي اتصال معهم"، مبديا امله في ان يتخلص من الادمان قبل ان يلتقيهم مجددا، وبحسب محمد رضا ستانيكزاي المسؤول في مكتب مكتب الامم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة في كابول، فإن معظم الافغان المدمنين بدأوا تعاطي المخدرات في الخارج، ولاسيما في باكستان وايران.

في الآونة الاخيرة، اعرب الرئيس الافغاني عن قلقه من من التهديد الذي تشكله المخدرات معتبرا ان المدمنين على المخدرات قد يتحولون الى وقود للاضطرابات، يحظى عدد من المدمنين بالرعاية اللازمة، لكن كثيرين آخرين يهيمون على وجوههم في شوارع هرات، ومنهم من يتحولون الى الجرائم وينتهي بهم الامر في السجن، فيحولهم المخدر الذي طنوا انه يساعدهم على حسن العمل او تحمل مشاقه، الى لعنة، ويقول محمد نعيم البالغ من العمر 23 عاما "بدأت تعاطي المخدرات في ايران، كان العمل مرهقا جدا، كنت اتعاطى الهيرويين لابقى صامدا..لكني في ما بعد صرت عاجزا عن العمل".

رومانيا

من جانبها قالت السلطات الرومانية إن الشرطة اعتقلت أربعة رجال وضبطت 320 كيلوجراما من الهيروين المتجه إلى هولندا وهي أكبر شحنة تضبطها الدولة المطلة على البحر الأسود وتتجاوز قيمتها بسعر التجزئة أكثر من 40 مليون يورو (44.24 مليون دولار)، واعتقل الأربعة المتهمون بالتهريب وهم رومانيان وتركيان بعد أربع سنوات من مراقبة أنشطة العصابة الدولية التي ينتمون لها عندما كانوا يحاولون مغادرة البلاد إلى المجر في شاحنتين، وكانت عبوات الهيروين مخبأة في خزانات الوقود. بحسب رويترز.

وقال دانيال هورودنيتشيانو رئيس مكتب الادعاء لمكافحة المافيا "إنها أربع سنوات من الملاحقة والتعاون الناجح بين السلطات الرومانية والتركية والأوكرانية"، وأضاف "كانت العبوات غارقة بكثافة في مسحوق الفلفل الحار ومغلفة بورق الكربون لإخفاء الرائحة عن كلابنا المدربة على كشف المخدرات"، وقال هورودنيتشيانو إن المخدرات دخلت رومانيا من أوكرانيا ويرجح بدرجة كبيرة أن يكون مصدرها أفغانستان، ويعتقد أنها كانت في طريقها للتسليم باستخدام شاحنة في "مركز" هولندا لتوزيعها بنظام التجزئة في الاتحاد الأوروبي.

بورما

فيما يمضي ميو مين هتايكي ايامه في مضغ مزيج من البندق والتبغ تسبب بتغيير لون اسنانه الى الاحمر خلال تنقله بين شوارع رانغون داخل سيارته للاجرة... فهذه النبتة المعروفة بالتنبول منتشرة على نطاق واسع في بورما ما بات يمثل مشكلة صحية عامة، ويوضح هذا الرجل البالغ 32 عاما الساعي دوما الى محاربة الارهاق والضجر جراء الازدحامات المرورية المستمرة في العاصمة الاقتصادية البورمية "ينتابني احساس بالتعب الشديد عندما ابدأ بقيادة سيارتي بعد الاستيقاظ لذا امضغ القليل من نبتة التنبول لكي اشعر بنشاط اكبر". بحسب فرانس برس.

وتستحوذ هذه النبتة المؤلفة من مزيج من التبغ وبندق الاريكا (المسمى خطأ ببندق التنبول) والكلس والمطعمة احيانا بالتوابل، على اهتمام عدد كبير من البورميين خصوصا الشباب منهم، وبالاضافة الى مفاعيله كمحفز ذهني، يعرف بندق الاريكا ايضا بمنافعه المسكنة للالم، ويقول ميو مين هتايكي بشفتين محمرتين جراء ادمان هذه النبتة "عندما بدأت بمضغ التنبول بسبب الم في الاسنان، لم يرق لي الموضوع كثيرا، لكنه نجح في القضاء على الالم وبتت احبه في نهاية المطاف".

ويصنع التجار المنتشرون في شوارع بورما بكميات كبيرة يدويا هذه الانواع الغريبة من العلكة الخضراء، وعلى طاولة لوح خشبي صغير معلق حول عنقهم، يقوم هؤلاء بلف المكونات داخل اوراق خضراء لنبتة التنبول، ويبلغ سعر المبيع 200 كيات (0,16 دولار)، الا ان مضغ نبتة التنبول يزيد خطر الاصابة بسرطان الفم بحسب تحذيرات يطلقها الاطباء من دون ان تلقى اذانا صاغية لدى السكان.

وتعتبر بورما من البلدان التي تشهد اكبر انتشار لاستهلاك التبغ القابل للمضغ خصوصا لدى الرجال، بحسب ديريندرا ناراين سينها الاخصائية في منظمة الصحة العالمية في رانغون، وتشير بحوث هذه الاخصائية الى ان 51,4 % من الرجال البورميين يواظبون على استهلاك هذه النبتة في مقابل 16 % لدى النساء، ويعتبر التبغ وبندق الاريكا من العوامل المسببة للسرطان وفق هذه الاخصائية التي تنتقد غياب السياسات الوقائية لتفادي الاخطار المرتبطة باستهلاك التبغ في هذا البلد الذي لا يزال احد افقر بلدان آسيا.

كذلك يعاني النظام الصحي البورمي مشكلات بنيوية بعد عقود من الاهمال من جانب المجلس العسكري الحاكم سابقا الذي عمل على عزل البلاد عن العالم، ويتعارض الوضع البائس للمستشفيات مع حالة الغليان في اقتصاد السوق خصوصا في رانغون حيث تنتشر ورش البناء وبات افراد الطبقة الوسطى الصاعدة يملكون احدث انواع الهواتف الذكية.

ولا تزال بورما بعد اربعة اعوام على حل المجلس العسكري نفسه في 2011، في مؤخر دول العالم على صعيد الاموال المنفقة على النظام الصحي، وبحسب دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية، لا تخصص بورما سوى 0,5 % من اجمالي الناتج المحلي لتمويل قطاعها الصحي، وهو معدل ادنى من الميزانية المرصودة في بلدان مثل جنوب السودان او هايتي.

كما أن افغانستان وكمبوديا المجاورتين تنفقان على القطاع الصحي بواقع ثلاثة اضعاف اذ تبلغ النسبة 1,7 % و1,5 % على التوالي، ويؤكد رئيس منظمة "بيبلز هيلث فاونديشن" غير الحكومية ثان سين أنه في ظل غياب اي حملات لوزارة الصحة "لن يكون الناس على بينة من الاثار الجانبية"، كذلك ، لا تملك المستشفيات الامكانات لمعالجة الامراض السرطانية المرتبطة باستهلاك التبغ.

ولا يوجد اي احصاء رسمي في شأن هذا الموضوع في هذا البلد الذي يفتقر للادارة الفعالة، وفي بورما كما في الدول المجاورة، تفرض السلطات على مصنعي التبغ وضع صور صادمة على علب السجائر المباعة في الاسواق بهدف توعية المدخنين ازاء مخاطر التدخين، الا ان نبتة التنبول تصنع يدويا ومن دون تغليف ما يعفيها من هذه القوانين.

ويقول ثان سين "اذا ما ذهبتم الى تايلاند لن تجدوا تقريبا اي احد يمضغ التنبول حتى في المناطق الريفية، والأمر سيان في ماليزيا، لذا ما سبب استمرار ذلك عندنا؟ اعتقد انه من الضروري تنبيه الناس الى مخاطر هذا الامر"، وقد طبعت منظمة "بيبلز هيلث فاونديشن" غير الحكومية ملصقات لتحذير البورميين من مخاطر هذه العادة وطلبت من السلطات الصحية في البلاد جعل وجودها الزاميا في مواقع بيع نبتة التنبول، وخلف مقود سيارته للاجرة، يقر ميو مين هتايكي بدرايته بمخاطر مضغ التنبول لكنه يؤكد عجزه عن وقف هذه العادة، ويقول "انا خائف لكنني لا استطيع العيش من دون مضغ التنبول".

روسيا

بينما أمرت وكالة حكومية روسية مقدمي خدمة الإنترنت بحجب الدخول إلى صفحة باللغة الروسية على موقع موسوعة ويكيبيديا تتضمن معلومات محظورة عن نوع من القنب، وحذرت المنظمة التي تدعم الموقع من ان هذا الاجراء قد يؤدي إلى تعذر الدخول إلى النسخة الروسية من ويكيبيديا بالكامل اذ تستخدم ويكيبيديا بروتوكولا محميا مما يعني ان مقدمي الخدمة لا يستطيعون حجب صفحات بعينها على الموقع ذاته. بحسب رويترز.

ومنذ عودة الرئيس فلاديمير بوتين للكرملين في 2012 أقرت روسيا تشريعا يحظر المواقع التي تتضمن موادا إباحية للأطفال أو تتعلق بالمخدرات أو المواد العسكرية أو التي تشجع على الانتحار، ويقول منتقدون إن التشريع يقيد الحريات على الإنترنت ويمكن أن يؤدي إلى حظر مزيد من المحتوى العام لكن الحكومة تقول إنها تهدف بشكل رئيسي إلى حماية الأطفال من المحتوى غير اللائق.

وقررت ويكيبيديا ار.يو - وهي المنظمة الداعمة للنسخة المحلية في روسيا من الموسوعة الحرة - في وقت سابق عدم محو المقال عن الحشيش بعد تلقيها انذارا من هيئة مراقبة الاتصالات (روسكومنادزور)، وذكرت وكالة أنباء ار.بي.سي غير الحكومية عبر موقعها على الإنترنت إن المقال تم تعديله ونقله إلى عنوان اخر على الشبكة العنكبوتية، وكان موقع ويكيبيديا باللغة الروسية لا يزال متاحا للمستخدمين الروس حتى الساعة 1800 بتوقيت جرينتش، ووضع مطورو الموقع راية سوداء أعلى الصفحة وقالوا إن الموقع يمكن ان يتعرض للحجب "في المستقبل القريب".

أوروجواي

في حين أعلنت أوروجواي انها منحت تراخيص لشركتين لزراعة الماريوانا بغرض توزيعها تجاريا وقالت إنها ستباع في الصيدليات بدءا من العام القادم، كانت أوروجواي أول دولة في العالم تقنن زراعة الماريوانا وتوزيعها بغرض انتزاع السيطرة على تجارتها من أيدي عصابات المخدرات كي تتحكم فيها الدولة مع فرض ضرائب عليها فيما كانت مونتيفيديو تعتزم توزيع تراخيص الزراعة منذ عام. بحسب رويترز.

وقال خوان اندريس روبالو رئيس المجلس الوطني لمكافحة المخدرات في مؤتمر صحفي "تم اصدار ترخيصين للانتاج والتوزيع"، وتم اختيار شركتين ناشئتين تحصلان على تمويل لرأسمال من الدولة ومن الخارج وسمح لكل منهما بإنتاج طنين من الماريوانا في السنة وقال روبالو إن الحكومة ستحدد ضوابط لحصر مدى صلاحيات الشركتين في المساحات المنزرعة من الماريوانا.

ويتيح القانون لكل منزل بأن يسجل نفسه لزراعة ستة نباتات وان يشتري الأشخاص المسجلون في قائمة رسمية 40 جراما كحد أقصى للفرد شهريا من الصيدليات، وقال روبالو للصحفيين انه سيجري بيع الماريوانا في الصيدليات "في غضون ثمانية أشهر من الآن"، وتراقب دول في أمريكا اللاتينية هذا القرار عن كثب فيما تراقب هذه البلدان تقنين او تجريم زراعة بعض المخدرات في اطار انهاء العنف المقترن بالاتجار في المخدرات بدلا من المشاركة في الحرب على المخدرات التي تشنها الولايات المتحدة، وأورجواي واحدة من أكثر مجتمعات دول أمريكا اللاتينية انفتاحا وليبرالية وأتاحت تدخين الماريوانا في عام 1998 وتشير تقديراتها الى وجود 150 ألفا من معتادي تدخينها بوصفها عادة ترفيهية.

كولورادو

ومن جانبه رفض مسؤولو الصحة بولاية كولورادو الأمريكية محاولة من جانب أنصار الماريوانا الطبية لادراجها ضمن القائمة العلاجية المعتمدة لعلاج متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة، وفيما سمحت كولورادو منذ عام 2001 باستخدام الماريوانا الطبية لعلاج مختلف الأمراض رفض المجلس الصحي بالولاية ثلاث مرات ادراج متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة على قائمته المعتمدة. بحسب رويترز.

كان اقتراح مماثل قد باء بالفشل في المجلس التشريعي للولاية العام الماضي، وقال مارك سالي المتحدث باسم المجلس الصحي لكولورادو إنه رفض بأغلبية ستة الى اثنين مقترحا بادراج متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة على اساس انها حالة مستعصية يمكن علاجها بالماريوانا الطبية، وقال تيري روبنت مدير تحالف علاج المرضى بالقنب وعضو اللجنة الاستشارية بالمجلس الصحي للولاية التي اقترحت اضافة الماريونا "في رأيي ان يبعث المجلس برسالة الى المرضى في هذا الشأن".

وأضاف "لدينا 22 من قدامى المحاربين ينتحرون كل يوم في شتى أرجاء البلاد" وقال إن المجلس تجاهل الأخذ في الاعتبار شهادات من مرضى متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة منهم قدامى المحاربون ممن قالوا إن صحتهم تحسنت بعد استخدام الماريوانا العلاجية، وسمحت تسع ولايات أمريكية للأطباء بان يوصوا باستخدام الماريوانا الطبية لمرضى متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة.

وقال روبنت إن السماح بادراج متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة ضمن الامراض التي تعالج بالماريوانا سيتيح للأطباء استخدام انواع منها لتخفيف الاعراض مع تجنب الآثار الجانبية للعقاقير فضلا عن اتاحة الفرصة لمتابعة مدى كفاءة العلاج بالماريوانا، وقال جون ايفانز المتحدث باسم جماعة من المحاربين القدماء تسعى للموافقة على الماريوانا الطبية لعلاج متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة إن المجلس الطبي للولاية استشهد بعدم توافر أدلة طبية كافية تعضد مقولة ان مشتقات القنب الهندي تساعد من يعانون من حالات الصحة النفسية والعقلية.

وقال المجلس الصحي على موقعه الالكتروني إن الماريوانا العلاجية قد توصف لعلاج حالات الاورام والجلوكوما والايدز أو امراض مستعصية ومزمنة أخرى تنتج عنها تقلصات عضلية مستديمة ونقص الوزن والشعور بآلام حادة والميل للقئ والنوبات المرضية.

الى ذلك أشارت مستندات قضائية إلى أن اثنين من مستخدمي الماريوانا في كولورادو أقاما دعوى على أحد مزارعي النبات زاعمين بوجود مبيدات زراعية فطرية "خطيرة" تصبح سامة عند اشعال السجائر وقالا إن هذه المادة أضيفت دون علمهما، وقال براندان فلوريس وبراندي لارابي إن شركة (ليفويل) التي تتولى توزيع وبيع الماريوانا تضيف لنبات الماريوانا منذ سنوات مادة (ايجل 20) وهي مبيد فطري يحتوي على مادة مايكلوبيوتانيل. بحسب رويترز.

وقالت الشكوى المقدمة إلى محكمة دنفر الجزئية إن المبيد الفطري حاصل على موافقة بإستخدامه مع محاصيل زراعية معينة ولكن ليس للمنتجات التي يجري تدخينها مثل التبغ، وقالت مستندات الدعوى "وفقا لذلك فان الأشخاص الذين يدخنون القنب الهندي المضاف اليه مادة ايجل 20 يستنشقون ... مادة سيانيد الهيدروجين السامة"، والى جانب العاصمة الأمريكية هناك أربع ولايات -هي كولورادو وواشنطن وأوريجون والاسكا- تسمح بحيازة واستخدام الماريوانا للاغراض الترفيهية، ولم يرد لورد أو محاميه على الفور على طلبات للتعليق.

اضف تعليق