الكثير من المجتمعات التي تدعي الانسانية والتحضر تجد ابناءها يعانون من قطيعة الرحم واهمال كبار السن في الوقت الذي يحتاج فيه المسنين كل الدعم المادي والمعنوي من الابناء مما يؤشر غياب الرحمة ومعها الكثير من اخلاقيات الانسان وقيمه التي حين تغيب ستغيب معها روح الانسان وافضليته على غيره من خلق الله...
التوفيق والخير الذي تراه فيه احد من الناس ان هو الا احدى نتاجات رضا الوالدين عنه، وهذا واضح وضوح النفس في رابعة النهار، وحين تجد من لم يوفق في حياته او ان ابناءه يعاملوه بطريقة غير مهذبة ومجحفة فلك ان تحكم انهو سقي بنفس الكأس الذي سقى فيه ابويه وهذه قاعدة ثابتة غير قابلة للنقاش وتطبيقاتها الحياتية كثيرة لعل اغلبنا راها او سمع عنها يوماً.
نعني ببر الوالدين ان يقدم الابن راحة والديه على راحته والعمل على تلبية احتياجاتهم دون انتظار الشكر منهم او الثناء واعتبار ان ما يقوم به واجب ككل واجبات الحياة التي لن نحيا بدونها، كما يعني اسراع الابن الى اسعاد والديه بفعل ما يحبانه وترك ما يكرهان هو بر منه، وعدم اظهار الغضب والصراخ بوجههما مهما كان الفرد على مستوى من الغضب والتذمر، والقرآن الكريم في مناسبات عديدة اكد على اهمية احترام الوالدين ورعايتهم ومنها قوله تعالى: وقَوْله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
الاباء في العادة سيما حين يصلون الى مراحل عمرية متأخرة يحتاجون الرعاية كجزء من البر الذي يقدمه الابناء لهم، فالبر الذي يطمح كل الآباء والأمهات أن يجدوه من أبنائهم، ليس سوى ثمرة لبذرة غرست، وأحيطت بالعناية والرعاية، حتى اشتد عودها فازهرت وأثمرت، وتستمر الحياة بهذه الشاكلة وفق قاعدة كما تدين تدان.
الكثير من المجتمعات التي تدعي الانسانية والتحضر تجد ابناءها يعانون من قطيعة الرحم واهمال كبار السن في الوقت الذي يحتاج فيه المسنين كل الدعم المادي والمعنوي من الابناء مما يؤشر غياب الرحمة ومعها الكثير من اخلاقيات الانسان وقيمه التي حين تغيب ستغيب معها روح الانسان وافضليته على غيره من خلق الله، فهل يشعر احدنا بإنسانيته وهو يرى ابويه يتضوران جوعاً؟، او انهم يحتاجان الى التطبيب ولم يتمكنا وانت لك القدرة على اعانته لكنك لم تفعل؟، وانك تسكن دار مؤثثة ومكيفة بينما يستأجر ابويك دار، وما الى ذلك من السلوكيات التي تقشعر لها ابدان الانسان خجلاً وحياء وما اكثرها في مجتمعنا وفي المجتمعات الاخرى.
لي صديق دراسة وطفولة يعيش في احدى البلدان الاوربية التقيته قبل اشهر وفي سياق حديثه عن حياته هناك تطرق الى امور عدة غير مألوفة في مجتمعنا العراقي وربما العربي، منها انك تجد شيخ بعمر كبير يجلس في مكان عام وعينيه شاحبة صوب المارة وكأنه يستجدي كلام الناس معه او سؤاله عن حاله، وهو ما دفعني الى تعمد الكلام معهم في مناسبات عديدة كنوع من التعاطف مني معهم الى الحد الذي جعلهم ينتظرون اوقات مجيئي الى المكان، الذي تعلمته من هذا ان هؤلاء الناس جميعهم قاطعي الارحام بمحاولتهم الاعتماد على ذواتهم لكنها في الحقيقة مكابرة لا اكثر.
عدة امور نقوم بها لتفادي وقوع الاطفال بالمحظور ومن اهم هذه الامور استحضار آثار العقوق على الابناء وكيف يمكن ان تحط من توفيقه في الحياة وبالتالي يذهب الفرد بالاتجاه المعاكس، كما ان تذكير الانسان العاق لوالديه بنعمة وجود الوالدين وسرد قصص لاناس اصابهم الندم لكونهم لم يخدموا والديهم قبل ان يفارقوهم وكم هو حجم اللوعة التي تشعل صدورهم وتشغل تفكريهم وهم يتمنون ان يحضوا بهذا الشرف ولو ليوم واحد ولكن لات مندم، وبتذكير الانسان بهذين الامرين يمكن ان يبتعد الانسان عن اهمال والديه وعدم رعايتهم والبر بهم.
اضف تعليق