يولد الانسان حراً لا يقوده احد ولا يتحكم به احد ويبقى سيد نفسه وقائدها حتى يخضع للضغوطات بعض مسيلات اللعاب فيتحول الى عبد خانع ذليل ليس له من الكرامة شيء ولا من القيمة شيء، فكيف يحصل هذا التحول؟، وما هي انعكاساته على الانسان؟ ...
يولد الانسان حراً لا يقوده احد ولا يتحكم به احد ويبقى سيد نفسه وقائدها حتى يخضع للضغوطات بعض مسيلات اللعاب فيتحول الى عبد خانع ذليل ليس له من الكرامة شيء ولا من القيمة شيء، فكيف يحصل هذا التحول؟، وما هي انعكاساته على الانسان؟، وهل يمكننا العودة عنه في نقطة حياة مفصلية، هذا الذي نود طرحه في مقالنا هذا.
يهبك الله حرية حق الحياة والتفكير والمعتقد والرأي والتعلم واختيار الشريك واختيار الجانب المهني كل ما يضمن ان تحيا كما تشاء وكما تقتنع انت وتريد لا كما يراد لك، فالولاء والتبعية والانصياع لقوى ثانوية لا تتفق مع مبادئ الانسان سوف يسلخ من قيمة الانسان ويجعله يقبع في وحل العبودية التي تذل الانسان وتوقف عقله وتسلب منه حريته.
نحن العراقيين وبسبب العوامل والمعطيات الجديدة التي دخلت على حياتنا وبعد انقطاع لفترة كبيرة فرضت على المجتمع قيود تحد من حرية الفرد للمحافظة على قدسية الامور التي يؤمن بها الناس على اختلاف توجهاتهم ومنها الدين والاعتقاد السياسي وحتى الرياضي والى غير ذلك من مسببات تثير الاقتتال حتى وصل الامر الى مراحل دموية ما كان ينبغي له ان يحصل لو كان الانسان متبعاً عقله ومفكر عن نفسه بنفسه وبالتالي يتخذ القرار بالأصالة عنه لا بالإنابة.
على النقيض تماماً من الحرية تحل العبودية التي يرضها البشر لنفسه قبالة فتات من المال واشياء تافهة تقدم على صيغة مساعدات هي في الاصل جزء من حقه، ما يثير الاستغراب الشديد ان النسبة كبيرة ممن يقبلون بالعبودية ليس الفقراء الذي قد يكونون مضطرين للعيش بل ممن يملكون اموالاً ووظائفاً لكنهم يقبلون ايادي ويطبلون لهذه الجهة الحزبية او تلك للأسف.
من ماذا نحرر انفسنا؟
ثمة امور يجب ان نحرر انفسنا منها والا نصبح مسلوبي الارادة والكرامة ومن هذه الامور التي يجب ان نتحرر منها هي:
التحرر من الخوف فالإنسان يعيش حياة واحدة لن تتكرر وما يجري فيها هو من تقدير الله فلا تتخيل انه سيتركك وحيداً او جائعاً او صاحب حاجة وان حصل لك امر من هذا القبيل فهو لغاية سماوية ليس اكثر، فلا داعي الى الرضوخ والمذلة أمام الطغاة الجبابرة، لأنه لا يضعف نفس الإنسان شيء كالحرص على الحياة والخوف من الموت، فهما كما يقول احد الحكماء (يحميان الرأس ويذلان عنقه).
لابد ان يحرر الانسان نفسه من الخوف على الرزق، فقد يمثل الخوف من الموت هو السبب الاكبر في ذلة الإنسان واسترقاقه، مما يوصله إلى أن يعبد المال ويصيروا له أرقاء وعندما نبحث عن السبب نجده الحرص على رزقهم ولقمة عيشهم ظناً منهم أن عدم مناصرة الحق وأهله وذلتهم لمن هم ساكتين من أجله سيبقى لهم هذا الرزق وهذا العيش ونسوا بأن الرزق بيد الله.
ثم من الضروري ان يحرر الانسان نفسه من الهيمنة الفكرية لاي كان ويبحث عن اصل الافكار ويناقشها فيها ويعترض على ما يراه غير دقيق، لكن المعيب في هذا الزمان حين تجرأ على مناقشة افكار بغرض تحليلها يعتبرونك خارج عن المألوف وبالتالي تكال اليك انواع التهم المعلبة والجاهزة للأطلاق، وحينها انت امام خيارين لا ثالث لهما وهما اما ان تكون شجاعا وتواجه الناس وتدفع عما تعتقد به، او تهادن وتتجنب الجدل لحماية سمعتك او حماية نفسك كما يقول البعض لمنه في النهاية انهزام لا مبرر له.
واخيراً من الاهمية بمكان ان يحرر الانسان نفسه من العبودية الحزبية او السياسية التي تبعد الانسان عن الكثير من الصواب فيصبح اسير سياسة هذا الحزب او ذاك، والغريب في هذا الامر ان الكثير ممن يغرقون في وحل الاحزاب والسياسة يحملون شهادات أكاديمية ومواقع مجتمعية مرموقة، كل هذه الادران التي ذكرناها ان احسن الانسان الانسلاخ منها سيبقى سيد نفسه ولا سيد له.
اضف تعليق