الشخص المدخن في الاماكن الضيقة يجعل من التأثير يتسرب لأشخاص آخرين بعد ان كان من الممكن ان يتحدد الخطر به في حال تم التدخين في الاماكن المفتوحة، كالحدائق العامة وغيرها من المناطق، بينما البلدان المتقدمة لديها إجراءات وقوانين فعالة تحد من انتشار هذه الظاهرة غير الحضارية...
نظرت امامي في اعلى سيارة الاجرة التي استقلتها لأقضي أحد المشاوير المهمة بالنسبة لي، فقرأت عبارة ممنوع التدخين الى جانبها رمز يحذر من الاقدام على هذا التصرف داخل السيارة، مضت برهة من الزمن اخذ الدخان يتصاعد في الارجاء حينها تبسمت ونظرت لمصدر الدخان فكان رجل مسن يبدو انه لا يجيد القراءة، او ممن لا يعنيهم وضع تلك العلامات ذلك بسبب تقدم العمر وهم يواظبون على التدخين.
ويعتبر التدخين من الممارسات الخطيرة التي يزاولها الانسان وتؤدي الى اصابته بالكثير من الامراض وقد تكون السبب الرئيس لموته، فخطر التدخين أصبح اليوم يهاجم الكثير من المواطنين والخلل يعود لعدم التزام البعض منهم بالاحترام ومراعاة الذوق العام.
فالشخص المدخن في الاماكن الضيقة يجعل من التأثير يتسرب لأشخاص آخرين بعد ان كان من الممكن ان يتحدد الخطر به في حال تم التدخين في الاماكن المفتوحة، كالحدائق العامة وغيرها من المناطق التي يقل فيها الضرر على الآخرين.
في البلدان المتحضرة وضعت العديد من الاجراءات التي بدورها تحد من انتشار هذه الظاهرة في الاماكن التي تشهد كثافة سكانية مثل عيادات الاطباء والمكاتب الهندسية وغيرها، وقامت بوضع العقوبات على مخالفيها، تصل في بعض الاحيان الى دفع مبالغ مالية كبيرة تكون بمثابة الرادع الاكيد بوجه المخالفين.
التدخين كغيره من التصرفات الخاطئة التي اخذ المجتمع ينبذها في الآونة الاخيرة، اذ اصبحت هنالك الكثير من الندوات والجلسات تعقد بهذا الخصوص، جل ما يسعى القائمون عليها تقريب نسبة المدخنين بصورة عامة والتدخين في الاماكن الضيقة بصورة خاصة الى الصفر.
ان انتشار كل شيء بغض النظر عن كونه ايجابي او سلبي علاقة وثيقة بدرجة ثقافة المجتمع، اذ ان من الواضح تفشي التدخين في الاوساط المجتمعية يعود الى افتقار بعض الشرائح الى الثقافة الكافية، والتي تكون الدرع الحصين الذي يمنع الفرد من الانضمام لطوابير الاشخاص السلبيين.
من الحلول الناجعة في هذا المضمار هو قيام الجهات الحكومية المختصة بوضع لجان من شأنها مراقبة الاشخاص المخالفين لهذه الضوابط، اذ من الممكن ان تكون هذه الفرق او اللجان غير معروفة من قبل المواطنين في بادئ الامر لرصد المخالفات التي نتشر بشكل كبير في أرقى الاماكن ولا تقتصر على شيء معين.
وتأتي من بين المعالجات ايضا تكثيف عقد الندوات من قبل الجهات المعنية في زيادة الثقافة المجتمعية، مع الحرص على اشراك الفئات المستهدفة منها، كون هذا التكثيف سيخلق بمرور الايام حالة من التقبل لدى الجمهور المتقبل والعنيد معا، ولا يمكن هنا ان نغفل دور وسائل الاعلام كافة وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي اخذت بالانتشار بين الطبقات الاجتماعية، اذ من المحتمل ان يرى الشخص الحملة الإعلامية المسلطة على هذا الموضوع في أحد تلك الوسائل.
وكذلك القيام بعرض افلام تبين مساوئ هذه الممارسات، وكيفية نظر الآخرين اليها مع اهمية التأكيد على ابراز الانطباع السلبي في نفوس الآخرين، كأن يكون اعطاء مثال حول رجل تسبب له رائحة السكائر بالاختناق ومن ثم السعال المتواصل وآخر لديه مرض معين يتحسس بشكل كبير من تلك الرائحة .... الخ من الامثلة.
يصاحب تلك الحملات شيء آخر وهو وضع لوحات ارشادية وتثقيفية في الطرقات العامة وظيفتها توعية الافراد الذي لا يتعرضون لوسائل الإعلام بشكل يومي ولا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بصورة دورية، فمن الممكن ان يشاهدون تلك النصائح خلال ذهابهم لاماكن اعمالهم المختلفة.
اضف تعليق