ويحتفظ الأدب العربي من نظم ونثر بمفردات بعضها حليفة وأخرى مضادة، ومن تلك مفردتا المدح والهجاء حيث تكثران في مجال النظم والشعر، بل هما مطية كل شاعر يقودها إلى سوق المدح أو ميدان الهجاء، فيتقرب من كبير او عظيم بقصيدة مدح عصماء حبّا فيه وإيمانا بمسيرته...
هناك في تعاملاتنا اليومية وما نتفوه به أو نخطه في قرطاس من مفردات وأخواتها أو نقائضها، نترجمها إلى واقع فعلي أو قولي أو كتابي أو مرئي، إذا ذكرت المفردة يستحضر الذهن أختها أو مضادها، فمع الذهب أختها الفضة، ومع الناظم شقيقه الناثر، ومع المال الكرم ونقيضه البخل، ومع الليل النهار، ومع الغنى الفقر، ومع الشجاع الجبان، وهكذا في عدد غير قليل من المفردات التي تزخر بها اللغة العربية المتقدمة على الكثير من اللغات الحية والقومية والمناطقية المتوزعة في أرجاء المعمورة.
ويحتفظ الأدب العربي من نظم ونثر بمفردات بعضها حليفة وأخرى مضادة، ومن تلك مفردتا المدح والهجاء حيث تكثران في مجال النظم والشعر، بل هما مطية كل شاعر يقودها إلى سوق المدح أو ميدان الهجاء، فيتقرب من كبير او عظيم بقصيدة مدح عصماء حبّا فيه وإيمانا بمسيرته أو طمعاً في عطاياه وكرمه، ويهجو آخر للأسباب نفسها، وحيث يأمن الشاعر في الأول عيشه ورأسه إن كان الممدوح صاحب سلطة، فإنه لا يأمن في الثاني على عيشه ورأسه، وفي غالب الأحيان فإن الشاعر عند الهجاء يصطف سياسيا وعقيديا إلى جانب من يرى فيه الحق وفي غيره الباطل، ولا يأبه بالموت إن حلّ بواديه، مثلما هو الشاعر الموالي لأهل بيت النبي (ص) دعبل بن علي الخزاعي المتوفى سنة 220هـ الذي اشتهر بقوله: (أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحدا يصلبني عليها)، وذلك بفعل هجائه لكبار القوم والظلمة، وكما قال أبو الفرج الإصفهاني علي بن الحسين المرواني المتوفى سنة 356هـ في أغانيه: 18/29: (لم يسلم منه أحد من الخلفاء ولا من وزرائهم ولا أولادهم ولا ذو نباهة أحسن إليه أو لم يحسن ولا أُفلت منه كبير أحد).
وبشكل عام لا يخلو ديوان من دواوين الشعراء وبخاصة في العهدين الأموي والعباسي وما بعدهما من قصائد في المدح والهجاء، فهذه الثنائية هي مداد قوافي الشعراء على مر التاريخ، لأن الإنسان شاعراً كان أو ناثراً أو على سبيل نجاة، صاحب مشاعر وأحاسيس وصاحب عقيدة ومواقف، والولاء لمن يرى فيه الخير والبراء ممن يرى فيه الشر، وهي معادلة جد طبيعية في الحياة الدنيا، وليس للإنسان أن يقف متفرجاً متصيداً الغُنُم، لأن تقمُّم تل الحياد لا يعصم صاحبه من تنور السلطان إذا فار وطغى ولات حين مندم وسوء الغُرُم.
سفائن ووقود .. ولاء وبراء
في العام 2019م صدر في بيروت عن بيت العلم للنابهين ديوان "سفائن الأمل في الحسين والقُلل" في جزأين للأديب المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، ضمَّ 477 قصيدة في مدح الإمام الحسين (ع) وأولاده وأهل بيته وأنصاره الذين ارتفعوا إلى بارئهم شهداء في عاشوراء كربلاء سنة 61هـ، قدَّم له وعلَّق علي الأديب الجزائري الشاعر عبد العزيز مختار شَبِّين، وفي حينها دبج العبد المحتاج إلى رعاية ربه ودعاء عباده بقراءتين أدبيتين واحدة للجزء الأول الذي ضم 235 قصيدة في 550 صفحة من القطع الوزيري بعنوان: (ويظل وطيس القوافي حاميا على مدى الأزمان)، والثانية للجزء الثاني الذي ضم 242 قصيدة في 567 صفحة من القطع الوزيري بعنوان: (ملحمة القوافي في يوم لا مثيل له ولا عديل)، وقد نشرتا في وسائل الإعلام العربية المختلفة من ورقية وكهربية (إلكترونية).
وحيث يقابل الهجاء المدح، والبراء الولاء، عاد الأديب الكرباسي في سنة 2021م بديوان مماثل من جزأين من الدار نفسها حمل عنوان: (وقود سقر فيمن بكربلا عُقِر) قدّم له وعلَّق عليه الأديب العراقي الشاعر محمد طاهر الصفار، ولكن هذه المرة جاء يهجو فيه الشخصيات التي اشتركت في استباحة دماء سيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الإسلام (ص) الإمام الحسين (ع) وتعرضت بالسوء إلى حرم رسول الله (ص) ونساء أهل البيت (ع) حيث ساقوهم أسارى من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام، ثمَّ العودة ثانية إلى المدينة المنورة عبر كربلاء.
ضم الجزء الأول إلى جانب قصيدة المقدمة، 137 قصيدة هجائية توزعت على القوافي التالي: الألف الهمزة (12) قصيدة، الباء: (11) قصيدة، التاء: (7) قصائد، الثاء: (4) قصائد، الجيم: (3) قصائد، الحاء: (9) قصائد، الخاء: (3) قصائد، الدال: (21) قصيدة، الذال: (1) قصيدة واحدة، الراء: (24) قصيدة، الزاي: (3) قصائد، السين: (7) قصائد، الشين: (2) قصيدتان، الصاد: (1) قصيدة واحدة، الضاد: (4) قصائد، والطاء: (7) قصائد، والظاء: (2) قصيدتان.
فيما ضم الجزء الثاني إلى جانب قصيدة الخاتمة وتقريظ الشاعر الصفار 132 قصيدة توزعت على بقية القوافي وهي: العين: (12) قصيدة، الغين: (3) قصائد، الفاء: (12) قصيدة، القاف: (7) قصائد، الكاف: (4) قصائد، اللام: (24) قصيدة، الميم: (20) قصيدة، النون: (19) قصيدة، الهاء: (21) قصيدة، الواو: (2) قصيدتان، والياء: (8) قصائد.
ومجموع قصائد الهجاء هي (269) قصيدة في 27 حرفاً من حروف الهجاء ما عدا الظاء، توزعت حسب العدد على النحو التالي: الراء واللام: (24) قصيدة لكل قافية، الدال والهاء: (21) قصيدة لكل قافية، وحظيت قافية الميم بـ (20) قصيدة، الألف والعين والفاء: (12) قصيدة لكل قافية، واستقلت قافية الباء بـ (11) قصيدة، والحاء: (9) قصائد، والياء: (8) قصائد، والتاء والسين والطاء والقاف: (7) قصائد لكل قافية، والثاء والضاد والكاف: (4) قصائد لكل قافية، والجيم والخاء والزاي والغين: (3) قصائد لكل قافية، والشين والظاء والواو: (2) قصيدتان لكل قافية، فيما كان حصة قافيتي الذال والصاد: (1) قصيدة واحدة لكل منهما، فيما كانت قصيدة المقدمة بقافية الألف وجاءت الخاتمة بقافية النون، وألحق الناظم بنهاية الجزء الثاني مقطوعة من خمسة أبيات من قافية اللام في بيان تأريخ ولادة التوأمين عبد الله وعلي في 13 رجب 1442هـ وهما ولدا السيد ولاء بن بهاء الأعرجي المقيم في الكويت الذي تبرع بطباعة الجزأين تبركا بذكرى ولادة الإمام علي بن أبي طالب (ع) وهو اليوم الذي رأى توأميه نور الحياة.
وقودها الناس والحجارة
كما هو الظاهر من غلاف الديوان فإن الناظم الكرباسي استوحى عنوانه من القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) سورة البقرة: 23 و24، ومن قوله تعالى في وصف أهل النار: (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) سورة القمر: 48، ومن قوله تعالى: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ. لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) سورة المدثر: 26- 28، فيما تزين الديوان بجزأيه بلوحتين للفنان التشكيلي الإيراني الأستاذ حسن روح الأمين الذين أحسن في ترجمة واقعة الطف في لوحات فنية معبرة.
ومن المفارقات أن سقر هو مصير الكافرين الذين كذبوا بيوم القيامة وتنكبوا عن أداء فرائض الدين، بقوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ. فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ. عَنْ الْمُجْرِمِينَ. مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ. فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) سورة المدثر: 38- 48.
ولكن الذين تولوا قتل الإمام الحسين (ع) وقطع رأسه وسلبه والتمثيل به وبأولاده وأهل بيته وأنصاره، كانوا أصحاب عمامة ولحى، وبعضهم أئمة للجمعة والجماعة، وبعضهم قضاة، وبعضهم قرّاء ورواة، وبعضهم على مستوى عالٍ من الفقاهة نظير مجتهد ومرجع تقليد ومفتي ديار في عصرنا الحاضر، فضلا عمّن تسمى بخلافة المسلمين وأمير المؤمنين يزيد بن معاوية الأموي الذي حكم ثلاث سنوات في الفترة (61- 64هـ) فقتل الحسين (ع) في السنة الأولى، واستباح في السنة الثانية المدينة المنورة ورجالها ونساءها وقتل حفاظ القرآن والصحابة، وهاجم في السنة الثالثة مكة المكرمة وضرب الكعبة بالمنجنيق.
وإذا كانت سقر هي مقر الكافرين غير المؤمنين، فأين هو مصير المسلمين الذين ناشدوا الإمام الحسين (ع) وكاتبوه للقدوم إلى الكوفة وألزموه الحجة: (إن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل يا بن رسول الله فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار وأورقت الأشجار، أقدم إذا شئت فإنما تُقدم على جندٍ لك مجنّدة"؟!، حتى إذا جد المسير لإنقاذهم تنكبوا عن الطريق كما فعل القوم ذاتهم وآباؤهم مع أخيه الإمام الحسن (ع) حتى أسلموه لمعاوية بن أبي سفيان الأموي وفعلوا مع أبيهما الإمام علي (ع) حتى قورن مع الوضيع وهو القائل فيهم: (يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما، قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا، وشحنتم صدري غيظا، وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب لله أبوهم وهل أحد منهم أشد لها مراسا وأقدم فيها مقاما مني، لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا ذا قد ذرفت على الستين، ولكن لا رأي لمن لا يطاع).
ولهذا عندما تجمع أشباه الرجال وشذاذ الآفاق في عرصات كربلاء خاطبهم الإمام الحسين (ع) وقد استنصرهم على رجولتهم إن كانوا رجالا وأحراراً: (ويحكم، يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارا في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون) بيد أنَّ جيناتهم أجدبت من العروبة ويبست أرحام أمهاتم عن انجاب الرجال.
النظم والعقيدة
يرى الشاعر محمد طاهر الصفار في تقديمه وتعليقه على الديوان بجزأيه أن: (الشعر والعقيدة ارتبطا على مدى التاريخ السحيق ارتباطا وثيقاً لا ينفصم أبداً، فالشعر في أهم مهامه يُعد وسيلة نبيلة للإتقاء بالأهداف السامية التي تتبناها العقيدة)، وقد أصاب فيما ذهب إليه بخاصة في الشعر القائم على ثنائية الخير والشر والولاء والبراء، المتمثل في مدح رموز الخير وبيان مآثرهم ومناقبهم وهجاء رموز الشر وبيان جرائمهم ومثالبهم.
وهذه الثنائية جسَّدها الأديب الكرباسي في ديوان (سفائن الأمل) ولاءً ومدحاً وفي ديوان (وقود سقر) براءةً وهجاءً، وبتعبير الصفار وهو يقدم للوقود: (تناول الكرباسي في ديوانه رؤوس الكفر والضلال الذين اجتمعوا في كربلاء لحرب الحسين (ع) وأفرد لكل منهم قصيدة بيّن فيها جريمته وقتاله وتفاصيل قتله آجلاً أم عاجلاً، وهو جهد مضنٍ يتطلب الرجوع إلى كثير من المصادر، ولكن الكرباسي كان كفؤاً لهذه المهمة فجاءت قصائده وثائق تاريخية تدين هذا الفعل الشائن الذي أغضب الله ورسله وملائكته).
ولأن صاحب الديوان محقق أريب وباحث أديب، فإنه كما يضيف الصفار: (كان الكرباسي على وعي تام ودراية بهؤلاء، فتناول أعمالهم الإجرامية بهجاء الشاعر الغاضب من تلك الأعمال، والذي يؤدي رسالة سامية من خلال شعره، فكان شعره هادفاً من خلال تعامله الصريح مع أحداث يوم الطف وكشف الستر عن كل الأفعال الإجرامية التي ارتكبها الجيش الأموي في كربلاء).
هذا التصور الصائب مثَّله الصفار في قصيدة بعنوان "النافع بن النافع" من سبعة عشر بيتاً من بحر الكامل المسدس وردت في نهاية الجزء الثاني، يقوله فيها مع المطلع:
سِفْرٌ بنورٍ للحقيقة بازغِ *** قد صاغه فذٌّ فنعمَ الصائغِ
بشواظه يرمي طَغامَ أميَّةٍ *** حُمَماً ويقرعُهُمْ بحقٍّ دامغِ
قدْ خطَّ أسفاراً محمد صادق بــ *** ــنِ محمد الكرباسي جاء بسائغِ
وهذا الفهم نقرأه لدى الناظم في قصيدة "المقدمة" من سبعة عشر بيتاً من بحر الرجز المسدَّس، كما جاء في البيت الثامن وما بعده:
هذا كتابي ينتقي في هجوهِ *** من يرتضي ظلماً على آل العُلى
مَن مارس العدوان في قتل الذي *** في نِينوى أعني الحسينَ الأكملا
أو أهله أو صحبهً ممَّنْ وَفَوا *** للمُصطفى والمرتضى في كربلا
إنَّ الهِجا في حقِّ مَنْ آذَوا بني الــ *** ـــهادي لَفرضٌ واجبٌ ضِمنَ الولا
واذا توجَّهت كل قصيدة من الديوان إلى رمز من رموز الشر وما أوغلت يداه في دماء الحسين (ع) ومن حوله، فإن الناظم يضعنا في نهاية الجزء الثاني على حقيقة بوجود: (عدد من الأسماء ممن وردت أسماؤهم ضمن هذه المعسكر، إلا أننا لم نتمكن من التحقيق حول شخصيتهم كي ننظم فيهم، وإذا ما ثبت ذلك فسوف نقوم بالنظم فيهم إن شاء الله تعالى)، وكعادته فقد أوكل أمر التحقيق والتثبت من الحقائق إلى موسوعته الفريدة المسماة (دائرة المعارف الحسينية) في نحو ألف جزء التي بدأت بالجزء الأول من (ديوان القرن الأول) الصادر سنة 1994م وانتهت سنة 2021م بالجزء الثاني من (أطلس السيرة الحسينية .. أطلس الركب الحسيني) الذي هو الجزء رقم 117 في عداد المطبوع من الدائرة، ومازالت محبرة التأليف سيّالة.
وكما أبدع الكرباسي فكرا وعقلاً فيما نثره في الموسوعة الحسينية، فإنه في النظم كما يفيدنا الصفار: (لقد قطَّر وجدان الكرباسي وقلبه قبل قلمه في رسم تلك الأحداث التي عايشها وجداناً وضميراً صادقاً فغمر حبُّ الحسين قلبَه، فترجمه شعره ليدَّخر ما خطَّت يداه ليوم حسابه في رثاء سيد الشهداء وأبي الأحراء الإمام الحسين عليهم السلام) في يوم أحوج ما يقدم عليه الإنسان إلى ربه وهو يستقل سفينة الحسين (ع) لتعصمه حيث لا عاصم إلا من أتى الله بقلب سليم.
اضف تعليق