ان الانهيار الامني الخطير الذي اصاب العراق عام 2014، والضرر الذي مس البلاد بسببه، وضع الدكتور حيدر العبادي في اعلى هرم السلطة السياسية كرئيس للوزراء.
في البداية شكك البعض بقدرته على قيادة سفينة العراق وسط بحر متلاطم من الارهاب والفساد الاداري والمالي، وتساءل البعض الاخر: كيف سيًحكم هذا الرجل البسيط والمتواضع بلاد اعتادت ان تقاد بالقبضة الحديدية؟
الا ان حيدر العبادي لم يلتفت الى اي من هؤلاء المشككين واعتمد على صدق نيته وايمانه بقدرته على انقاذ العراق من هذه الظروف الاستثنائية، ودعم البعض من فئات المجتمع له، وكانت الاشهر القليلة التي تلت توليه المنصب بمثابة مفاجئة للكثيرين، فسرعان ما اخذت شاشات التلفاز تنقل صور رئيس الوزراء الجديد وهو يطير فوق سماء المعركة في تكريت، ثم يعود ليلا ليعلن الحرب على المفسدين، ويطير نهارا مرة اخرى وينزل وسط الفلوجة رافعا العلم العراقي فوق مبانيها الحكومية مبشرا بتحريرها، ثم يقرر طرد وزير فاسد وتعيين بديل عنه من التكنوقراط، ويرجع الى الجبهة من جديد فيعلن انطلاق معارك تحرير الموصل ويتواجد مرات عديدة في الخطوط الامامية وسط جيشه.
وما ببين هاتين الجبهتين: الحرب على الارهاب والحرب على الفساد مرت ثلاثة سنوات من حياة العبادي كرئيس للوزراء.
ان هذه المعطيات تجعلنا نتساءل: هل نجح العبادي في ان يكون زعيما وطنيا؟ ام ان طريق الزعامة ما زال طويلا، وان امامه خطوات عدة لكي يصل الى هذه المرتبة؟
بالنسبة لنا كمتخصصين بالشأن السياسي العراقي نقول: نعم نجح العبادي في ان يكون له شأن مهم في تاريخ العراق المعاصر، ولكنه ولكي يصبح زعيما وطنيا لابد وان يقوم بالخطوات الثلاثة الاتية:
اولا – ان يتقن اللعبة السياسية في البلاد وان لا يعتمد فقط على انجازاته الوطنية.
ثانيا –ان ينجح في تسويق نفسه في الدول الاقليمية المحيطة بالعراق، فالقبول الاقليمي سيساعده في ضبط ايقاعات العمل السياسي في البلاد.
ثالثا – ان ينجح في استحصال مكاسب اكبر لبلاده في فترة الرئيس الامريكي الجديد ويعوض ما خسره العراق ابان فترة حكم اوباما.
اذا نجح حيدر العبادي في ان يجتاز هذه الخطوات الثلاثة عندها ستكون الفرصة امامه كبيرة جدا ليكون زعيما عراقيا وطنيا نقل البلاد من وضع سيء جدا الى وضع افضل.
اضف تعليق