في الامتحان الاول لقبول الرأي الاخر وحرية التعبير اعلنت حكومة البحرين فشلها، وضاقت ذرعاً بالحلفاء الذين وضعوا الاسئلة الخاصة بالامتحان، كما اعلنت عن غبائها السياسي بإغلاق قناة العرب، التي لم ولن تكن في صف المعارضة البحرينية في يومٍ من الايام، وذلك لأسباب عديدة، لا مجال لذكرها الان، وقد صمت الاعلام العربي عن هذه الخطوة التي تعتبر تعدي صارخ على حرية الاعلام.
لكن الامر لا يهم ما دام الفاعل هو حكومة البحرين حاضنة الاسطول الخامس الامريكي’ فلو أغلق اي بلد قناة فضائية على خلفية استضافة معارض سياسي لرأينا كل المنظمات الدولية بما فيها الامم المتحدة تدين هذا العمل.
والسؤال هنا إذا كانت الحكومة البحرينية لم تتحمل رأي معارض، فكيف بها ان تتحمل المعارضين انفسهم، وهنا لابد من الاشارة الى ان هذه الحكومات التي تساندها الدول الغربية اثبتت وبالدليل القاطع انها بعيدة عن كل مسميات حقوق الانسان وحرية الرأي والخ.. من المسميات، لقد طردت العرب لأسباب ربما كان استضافة المرزوق القشة التي قصمت ظهر القناة، ولكن هناك اسباب وقفت وراء هذا الاغلاق اولها الخلاف العائلي للأسرة المالكة السعودية، خصوصاً بعد التصريحات الاخيرة للأمير طلال بن عبد العزيز على خلفية تولي الملك سلمان، فكان قرار الغلق رسالة خفيفة للوليد بتهدأة اللعب مع اللوبي الجديد الحاكم في السعودية.
والأمر الاخر هو ان السعودية لديها خطة تمييع الأسرة الحاكمة في البحرين وجعلها مجرد لعبة كارتونية من خلال الاعلام كما فعلت قناة الجزيرة القطرية من قبل بحجة حرية الرأي، لذا تنبهت الحكومة البحرينية لهذه اللعبة وأغلقت الماء من النبع كما يقال، ولعل صحيفة اخبار الخليج البحرينية المقربة من الملك البحريني اشارت الى هذا بشكل واضح حيث قالت لقد توقف بث القناة لأسباب تتعلق بعدم التزام القائمين عليها بالحياد وعدم المساس بكل ما يؤثر سلباً على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها. وأضافت "هذا التصرف يضع علامات استفهام حول حقيقة توجهات إدارة التحرير في هذه القناة منذ الوهلة الأولى... إن اللجوء إلى أسلوب العنتريات في التغطية الإخبارية التي تحاول إبرازها لإثبات أنها محطة مستقلة لن يجدي نفعا.
لقد أثار قرار طرد العرب تساؤلات حول واقع الحريات في البحرين وكذلك القمع الذي تتعرض له المعارضة البحرينية والثورة البحرينية منذ ثلاث سنين، وهنا على العالم ان يسلط الضوء على واقع معتقلي الرأي كالشيخ علي سلمان والشيخ حسن المشيمع والقائمة تطول وكذلك على عملية نزع الجنسية عن مواطنيها العرب وطردهم خارج الحدود، فالبحرين طردت العرب وأثبتت أنها لا تمت لهم بصلة.
اضف تعليق