ظهرت تسمية الحشد الشعبي للعلن بعد 9 حزيران 2014 عندما تمكن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من احتلال أكثر من مدينة عراقية وبات يهدد العاصمة بغداد، جاءت فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف لتضع حد لهذا التقدم بعد انسحاب الجيش من مدن الموصل والانبار وصلاح الدين.
يتكون الحشد من قسمين، الاول هو المتطوعون الذين استجابوا لفتوى المرجعية الرشيدة بالجهاد الكفائي، والقسم الثاني هو فصائل المقاومة الاسلامية الذي يشكل هيكلها الاساسي كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق، وهما الفصيلان اللذان قاوما الاحتلال الاميركي منذ عام 2006، وفي حقيقة الامر فانهما قاتلا داعش قبل فتوى المرجعية، وبعد ذلك انضمت قوات بدر وسرايا السلام وبعدها العديد من الفصائل حديثة النشئة.
فتشكل بذلك الحشد الشعبي من قوات نظامية مدربة وتمتلك خبرة في الميدان، وهي فصائل المقاومة الاسلامية، والتي تشكل الثقل الاساس في الحشد الشعبي، ومتطوعين غير مدربين على الاغلب تم تدريبهم على وجه السرعة للالتحاق بجبهات القتال ضد داعش.
استطاع الحشد الشعبي في بداية الامر من ايقاف زحف داعش، في خطوة انقذت العراق من الانهيار ومن ثم بدأت بالهجوم واستطاعت بالفعل تحقيق انتصارات كبيرة واستعادت الكثير من المدن، فهي لم تنهزم امام داعش في اية معركة، فضلا عن انتصارها على داعش في كل المعارك التي خاضتها.
هنا بدأ الامر مختلفا بالنسبة للقوى الدولية، على رأسها الولايات المتحدة، والقوى الاقليمية وعلى رأسها السعودية وتركيا. فالولايات المتحدة لاتقبل بأن يكون هناك لاعب اساس في المعادلة الإقليمية غيرها. وانصبت بذلك حملاتها الاعلامية على اظهار الحشد الشعبي بانتهاك حقوق الانسان، فضلا عن الضغط على الحكومة العراقية لتقليل الاعتماد على الحشد الشعبي، ويبدو ان الحكومة سائرة في هذا الاتجاه حتى الان.
والسؤال المطروح الان هو ماذا سيكون عليه وضع الحشد الشعبي بعد تحرير الموصل بعون الله؟
هل ستركن القوى الدولية والاقليمية الى عدم استهدافه؟
بالطبع الجواب واضح اذ ان عملية الاستهداف بدأت منذ اول انتصار للحشد الشعبي على داعش وهي مستمرة، فاليوم ابعاده عن المشاركة في تحرير الموصل ما هو الا استمرار لذلك الاستهداف لتحقيق عدة اهداف:
1. لا ترغب الولايات المتحدة ومن وراءها الكيان الصهيوني بروز قوة جديدة في المنطقة تشابه تجربة حزب الله.
2. تقوم السياسة الاميركية على تكتيك يكون بمقتضاه توظيف مخرجات داعش لخدمة المصالح الاميركية وقد نجحت بذلك ايما نجاح، فتريد اميركا الاحتفاظ بنهايات خيوط كل التنظيمات العسكرية في المنطقة بيدها، ومن المؤكد انها تعلم عدم نجاح تلك السياسة مع الحشد الشعبي.
3. بما ان الانتخابات العراقية على الابواب فان ابعاد الحشد الشعبي عن ذاكرة العراقيين سيحقق ما تتمناه اميركا والمحور التركي الخليجي بعدم تحقيقه فوزا يذكر في تلك الانتخابات.
وبالتالي نتوقع ان تزداد حدة الحملات الاعلامية ضد الحشد مع تزايد انتصاراته الميدانية.
اضف تعليق