بالرغم من اعتراف صحيفة الشرق الأوسط بوجود معلومات مغلوطة في تقريرها الذي نشر يوم أمس الأحد المصادف 20/11/2016، والذي تحدّث عن وجود تحذيرات أممية عن حالات حمل غير شرعي في كربلاء بسبب مشاركة نحو أكثر من ثلاثة ملايين زائر إيراني في مراسم إحياء أربعينية الأمام الحسين عليه السلام.
وبالرغم من إعلان الصحيفة أنّه تمّ إيقاف التعامل مع محرر الصحيفة في بغداد الذي تسبب بنشر هذا التقرير المكذوب، إلا أنّ هذا لا ينفي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء نشر مثل هذا التقرير الذي مسّ شرف العراقيين جميعا واساء إلى الشعائر الحسينية، فهذا التقرير وغيره من التقارير التي تنشرها الصحيفة والإعلام السعودي بشكل عام، هو جزء من الحملة الطائفية الممنهجة ضدّ الشعب العراقي عامة وشيعة العراق خاصة.
ومحاولة رمي الصحيفة مسؤولية هذا التقرير المسيء والجارح لمشاعر ومقدّسات شيعة العراق والعالم بخانة المراسل الذي تدّعي الصحيفة أنّه المتسبب بنشر هذا التقرير الملّفق، تجسيد لخسّة ونذالة ووضاعة القائمين على إدارة هذه الصحيفة، فليس لمراسلي الصحيفة في بغداد أي علاقة بهذا التقرير المفبرك والمغرض، حيث أعلنت الناطق باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة (رنا الصيداني)، أننا رغم نفينا للبيان المفبرك يوم الجمعة، إلا أنّ صحيفة الشرق الأوسط ولأسباب سياسية قد أصرّت على نشره يوم الأحد، وهذا مما يبرّئ ساحة مراسلي الصحيفة في بغداد والذين أصبحت حياتهم مهددة بالخطر بعد أن رمت الصحيفة مسؤولية هذا التقرير في خانة مراسليها.
أحد مراسلي هذه الصحيفة في بغداد الصديق حمزة مصطفى، كان له رأيا أخرا على هذا التقرير الوسخ منذ البداية، حيث عارضه بشدّة وأدانه، ولم يكتفي بالاستنكار والإدانة لهذه الإساءة البالغة، بل أعلن بغيرة العراقي الشهم والأصيل استقالته من الصحيفة أمام كل أعضاء المركز الخبري، وأرسل هذه الاستقالة للصحيفة كجزء من رفضه وإدانته المساس بشرف أخواته العراقيات والشعائر الحسينية، وهذا الموقف الذي اتخذه هذا الصحفي الشجاع والشهم، لم يكن جبنا أو خوفا من تهديد أو غيره، بل هو موقف مبدئي معجون بالغيرة والشهامة العراقية الأصيلة، فلا غرابة من هذا الموقف النبيل أيها الصديق الصدوق، فلحمزة مصطفى كل التحايا والثناء على هذا الموقف المشرّف الذي سيسجل في مسيرته المهنية.
اضف تعليق