الحديث عن انهيار سد الموصل اخذ حيز كبير من قبل أمريكيا وغيرها من الدول والبعض من وسائل الإعلام العالمية ولكن الحكومة العراقية لا تزال تأكد ان السد يعمل بصورة جيدة ولا يوجد ما يدعو للقلق والخوف من انهياره ولم تتخذ اي اجراء، والسؤال هنا لماذا تحذر أمريكيا من احتمال انهيار سد الموصل وعلى ماذا استندت بذلك ولماذا الحكومة لم تتخذ اي أجراء احترازي على الأقل للتحضير للفيضان اذا صدقت الرؤيا الأمريكية او تعمدت العمل على انهياره بصورة مباشرة او غير مباشرة.

ولكن يجب العمل بجدية والتهيؤ لذلك لان خطر الفيضان حسب التوقعات لا يمكن ان يمر مرور الكرام وسوف يخلف خسائر كبيرة ليس بشرية فقط وإنما اقتصادية كبيرة، ولكن حديث السيد زهير حاتم الجبوري عضو مجلس قضاء الموصل على أحدى القنوات الفضائية أثار الرعب في قلوب كل من شاهد الحوار معه اذا ما انهار السد وتطرق الى المدن التي سوف تتعرض للفيضان ابتداء من الموصل وسامراء وبغداد وبعض المدن الاخرى، واضاف في حديثه الى ان ارتفاع الماء قد يصل في الموصل 25 متر وفي بعض مناطق بغداد حوالي 6 متر وأتمنى أن لا يكون توقعه صحيحا حول حجم الخسائر ليس البشرية فقط وإنما التي تتعدى ذلك خسائر مادية من معامل ومصانع ومساحات شاسعة من الأراضي زراعية وهذا ما يجعل العراق في موقف لا يحسد عليه.

هل القلق من انهيار سد الموصل حقيقي او هو مجرد توقعات من قبل أمريكا لغرض الاستعداد واتخاذ ما يلزم من الاحتياطات لغرض تقليل الخسائر او ضغط وابتزاز وتهديد للحكومة العراقية التي من المفترض ان تكون على مستوى عالي من الإنذار لمجابهة كل التوقعات المحتملة وان كانت نسبة الانهيار ضئيلة جدا ويمكن تجاوزها، ولكن عليها ان تجعل المواطن يشعر بالأمان وهذا يتطلب استنفار عدد من الوزارات والمديريات لغرض مجابهة الخطر القادم ومنها وزارة الصحة ومديرياتها بالتوعية الصحية وما يجب العمل خلال الفيضان لمساعدة المواطنين والحيلولة دون انتشار الأمراض التي قد يسببها الفيضان.

هذا الأمر لا يأتي دون تضافر جهود الجميع والتعاون من اجل تقليل الخسائر اذا ما انهار السد فعلا وصدقت التوقعات ولكننا نتأمل ان تكون هناك خطوات تقوم بها الحكومة لصيانة السد والعمل على اصلاح التشققات الموجودة في السد قبل فوات الاوان وهذا ما يجعله لا يهدر موارده المالية اذا ما انهار سد لا سامح الله.

العراق سابقا تعرض الى اكثر من فيضان بسب نقص السدود والبحيرات الصناعية وربما نقص الخبرة وسوء التخطيط ولكن نحن الان نمتلك من الإمكانيات والخبرات الكثيرة وموارد تجعلنا نتغلب على مخاطر وأسباب الفيضان قبل حدوثه ومن الممكن التصرف بهدوء ورؤية حقيقية دون ان تكون هناك خسائر ويمكن تلاشي كل تلك الخسائر قبل فوات الاوان، ولكن هل الحكومة عازمة فعلا على العمل تجاوز هذا الخطر فعلا والعمل انجاز ما لم يتم انجازه من مراحل انشاء السد وتخصيص مبالغ لذلك قبل فوات الاوان ويكون تهديد الفيضان اخطر من داعش والارهاب لكونه سيقتلع كل شيء في طريقه ما لم يجد ما يوقفه ويتصرف بحكمة ازاء خطره القاتل.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق