ان النظام القمعي اتخذ من الشعب العراقي عدوه الأول وهذا ما تجلى بوضوح عبر من سلسلة من الجرائم الممنهجة بحق الشعب كانت في مقدمتها جريمة قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، والتي خلفت آلاف الشهداء وتدميرا لمقومات الحياة في هذه المدينة التي ظلت تتنفس الموت في ربيعها، الذي تحول إلى جحيم...
في حقبة حكم البعث المقبور كانت جرائم الإبادة مستمرة، ولا يمكن تحديدها بزمان معين ومكان محدد بقدر ما إنها كانت سلسلة جرائم مستمرة منذ توليه السلطة، وحتى بعد سقوطه ظل أتباعه يمارسون هواية القتل بحق العراقيين، الذين قاوموا هذا النظام وتطلعوا لبناء نظام ديمقراطي جديد في بلدهم، فكانت بقايا النظام القمعي تمارس هواية القتل، التي اعتادت عليها بحق الشعب العراقي.
لهذا نجد أن أرض العراق تحولت لمقابر جماعية توزعت على مختلف الجغرافية العراقية من شمال الوطن حتى بادية السماوة، ولم تقتصر هذه الجرائم على فئة وشريحة وقومية، بل شملت الجميع لهذا يمكن أن نقول بان النظام القمعي اتخذ من الشعب العراقي عدوه الأول وهذا ما تجلى بوضوح عبر من سلسلة من الجرائم الممنهجة بحق الشعب كانت في مقدمتها جريمة قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، والتي خلفت آلاف الشهداء وتدميرا لمقومات الحياة في هذه المدينة التي ظلت تتنفس الموت في ربيعها، الذي تحول إلى جحيم لا يطاق وكأن النظام أراد أن لا يقتل البشر فقط بل تعدى ذلك للطبيعة التي ظلت تحتفظ بالكيماوي لسنوات طويلة على جدران بيوت حلبجة وأشجارها، التي كانت هي الأخرى ضحية أدرجها النظام ضمن قوائم الأعداء.
علينا أن نتخيل إن مدينة بكل ما فيها من بشر وحيوان وشجر تنفس الكيمياوي بجميع أنواعه في لحظة واحدة، ليجد أنه يتنفس الموت الذي لم يكن بطيئا كما يتصور البعض بل كان أسرع مما يتوقع الجميع، ومن كتبت له النجاة من الموت، ظل يحمل الكثير من التداعيات المؤلمة، سواء في شلل أصابه أو فقد البصر أو تشوهات أصابته مضافا لذلك ما أصاب الجهاز التنفسي، لهذا كانت جريمة قصف حلبجة وصمة عار على النظام، الذي أثبت أنه أول نظام يقصف شعبه بالسلاح الكيمياوي المحرم استخدامه ضد الأعداء، فكيف إذا كان المستهدف هو الشعب؟
ولم تتوقف همجية وطغيان هذا النظام عند هذا الحد بل تعداه لما عرفت بعمليات الأنفال، التي كان هدفها الأول قمع السكان الكرد وتهجيرهم من مناطقهم، ومن ثم دفنهم في مقابر جماعية بعيدة عن مناطق سكناهم، فكانت الأنفال صفحة أثبتت همجية هذا النظام، الذي تفنن في البطش بالشعب العراقي بطرق مختلفة وبأساليب لم نجد لها مثيلا في التاريخ.
وبعد هزيمة النظام في حرب تحرير الكويت وانتفاضة الشعب العراقي ضده وجدنا إن الآلة القمعية له ظلت تحصد أرواح العراقيين بدم بارد في مناطق الفرات الأوسط والجنوب، لتضاف ملايين أخرى من الشهداء الذين ظل الكثير منهم في مقابر جماعية مجهولة لم تظهر إلا بعد تهاويه، حيث اكتشفت المئات منها منتشرة هنا وهنالك ضمت الكثير من ابناء العراق بعربهم وكردهم ليتأكد للعالم بأسره دموية هذا النظام القمعي، الذي وزع جرائمه بين الجميع دون استثناء أحدا من ذلك.
اضف تعليق