يواجه العراق وبقية دول العالم العربي تحديات متعددة ومتنوعة، داخلية وخارجية، تؤثر على قدرته على تحقيق التقدم والاستدامة. يشكل التصدي الفعال لهذه التحديات المهمة رقم واحد للدولة بكافة فروعها ومستوياتها. وهذا ما يجب ان يتكفل به مشروع سياسي وطني لبناء الدولة، وتأهيلها، والحكم وادارة الموارد الاقتصادية والبشرية والعسكرية...

يواجه العراق وبقية دول العالم العربي تحديات متعددة ومتنوعة، داخلية وخارجية، تؤثر على قدرته على تحقيق التقدم والاستدامة. يشكل التصدي الفعال لهذه التحديات المهمة رقم واحد للدولة بكافة فروعها ومستوياتها. وهذا ما يجب ان يتكفل به مشروع سياسي وطني لبناء الدولة، وتأهيلها، والحكم وادارة الموارد الاقتصادية والبشرية والعسكرية. 

تجسد فكرة الدولة الحضارية الحديثة هذا المشروع السياسي الوطني والأداة الفعالة في مواجهة هذه التحديات بفضل ما تتمتع به من مبادئ وقيم تهدف إلى تحقيق القوة و التنمية الشاملة والسلام المستدام.

اولا، التحديات الداخلية

تشمل التحديات الداخلية ما يلي:

1. الاستبداد السياسي: يُعَدّ غياب الديمقراطية والشفافية والفساد السياسي من أهم العوامل التي تحد من قدرة الدول على الاستفادة من مواردها بشكل عادل ومعقول.

2. التخلف التعليمي: ضعف النظام التعليمي وانتشار الأمية يعوق تنمية رأس المال البشري، مما يؤثر سلبًا على كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

3. الفقر والبطالة: يُشكل الفقر وانتشار البطالة تحديًا كبيرًا يتطلب سياسات اقتصادية واجتماعية فعالة لمعالجتهما.

٤. التخلف الاقتصادي: والذي يتمثل في الاقتصاد الاحادي، وتدني الانتاجية، والبطالة، وغير ذلك. 

٥. الفساد: الذي يعيق جهود التنمية ويهدر الموارد. 

ثانيا، التحديات الخارجية

تُشكّل العوامل الخارجية تهديدًا لسيادة الدول واستقرارها، مثل:

1. الأطماع الدولية: تسعى بعض الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي، لتحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة، مما يؤثر سلبًا على استقلال وسيادة الدول الأصغر والأقل قوة.

2. النزاعات الإقليمية: العدوان الإسرائيلي المستمر وغيرها من الدول تعتبر مصدرًا دائمًا للتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة واستنزاف القدرات.

 دور الدولة الحضارية الحديثة

تبرز الدولة الحضارية الحديثة كحل فعّال لمواجهة مثل هذه التحديات، كونها الاطار العام الذي يحشد القوة و الموارد الطبيعية والطاقات البشرية في مشروع سياسي وطني قادر على التصدي لهذه التحديات والتغلب عليها وذلك من خلال المشروع السياسي الوطني الذي يتضمن ما يلي:

1. تعزيز الديمقراطية والحوكمة: تضمن الدولة الحضارية الحديثة وجود نظم ديمقراطية تتيح للمواطنين المشاركة الفعالة في صنع القرار ومحاسبة الحكومات بشكل شفاف وفعال.

2. تنمية رأس المال البشري: عبر الاستثمار في التعليم والبحث العلمي، يمكن تحسين مستوى المهارات والمعرفة، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

3. التنمية المستدامة: بتوجيه الاقتصاد والتخطيط الحضري نحو السياسات التي تضمن الاستخدام الرشيد للموارد مع الحفاظ على البيئة وضمان حقوق الأجيال القادمة.

4. التعاون الدولي الفعال: عبر الانخراط في منظومات التعاون الدولي واحترام القوانين الدولية، يمكن للدول تعزيز موقفها ومواجهة التحديات الخارجية بشكل أفضل.

٥. امتلاك القوة العسكرية والتكنولوجية الكافية لاخافة الاعداء وردعهم عن العدوان علينا او الرد على العدوان والحفاظ على استقلالية وسيادة الدولة. 

في الختام، تُعد الدولة الحضارية الحديثة أداة إيجابية وضرورية لتحقيق التوازن بين حاجات الشعوب الداخلية والضغوط الخارجية، مما يساعد في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا. يتطلب الوصول إلى مثل هذه الدولة تضافر جهود الحكومات والشعوب لتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللازمة.

اضف تعليق