ان الوسطية والاعتدال هما السبيل الأمثل لنشر السلم والتفاهم بين الناس، وأن التطرف بكل أنواعه لا يمثل إلا ظلاماً يستغله البعض لمحاولة تحقيق مكاسب زائلة، مشاهد القتل والذبح البشري التي تبثها الجماعات المسلحة في سوريا تثير الفزع والكراهية والقسوة وتتنافى مع كل المعايير الانسانية والاسلامية...

الإسلام دين السلم والحب والتسامح، ينادي دوماً بالاعتدال والوسطية في جميع جوانب الحياة. يُعتبر مفهوم الوسطية أساساً في العقيدة الإسلامية، حيث يحث الدين على تجنب الإفراط والتفريط في كل الأمور. في القرآن الكريم والسنة النبوية، نجد الكثير من الآيات والأحاديث التي تؤكد على ضرورة اتخاذ مواقف معتدلة واحترام حقوق الآخرين بغض النظر عن دينهم أو جنسهم أو عرقهم.

للأسف، في العقود الأخيرة، ظهرت جماعات متطرفة تزعم أنها تتحدث باسم الإسلام. هذه الجماعات تتبنى أفكاراً متطرفة وتلجأ إلى العنف والإرهاب لتحقيق أهدافها وتقتل الابرياء على هويتهم الدينية والمذهبية. لكن من الواضح لكل من يقرأ الشريعة الإسلامية بعمق، أن هذه الأفعال منافية تماماً لتعاليم الدين.

القرآن يدعو إلى التسامح والسلام ونبذ العنف والعناد. يقول الله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى ٱلنَّاسِ" (البقرة: 143)، ليؤكد أن الأمة الإسلامية هي أمة الوسطية، بعيدة عن التطرف والغلو. ويقول النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله في الحديث الصحيح "إِيَّاكُمْ والغُلُوَّ، وإنَّما هَلَك مَن كان قَبْلَكم بالغُلُوِّ" ليحذر المسلمين من مغبة الإفراط والغلو في الدين.

حينما تتخذ الجماعات المتطرفة الدين الإسلامي ستاراً لأعمالها الإرهابية، فإنها تشوه صورة الإسلام الحقيقية، وربما يسعى بعض أعضائها إلى تحقيق مكاسب سياسية أو مادية، متجاهلين القيم الحقيقية للإسلام. هذه الجماعات غالباً ما تتجاهل الفهم الشامل للإسلام وتفتقد إلى المعرفة الحقيقية لتعاليمه، مستغلة الفقر أو غياب التعليم في بعض المجتمعات لاستقطاب الأتباع.

من المهم أن نميز بين الإسلام الحقيق والجماعات التي تستغله لأغراضها الضيقة والخبيثة. المجتمع الدولي، وكذلك المجتمع الإسلامي، بحاجة إلى رد قوي ضد التطرف، بحيث يعزز مناشئ التسامح والتفاهم المتبادل. يجب أن نُعلي من قيمة التعليم الشامل في الدين، الذي يعزز القيم الإيجابية ويُعلم الشباب كيف يعيشون دينهم بشكل صحيح.

الإسلام دين يدعو إلى العلم والمعرفة والتفاهم والعيش معاً بسلام، بينما التطرف والإرهاب هما النقيض تماماً لهذه القيم. إن التمييز بين الاثنين واجب على كل مسلم، ومن المهم أن نعمل جميعاً على تعزيز الصورة الصحيحة للإسلام في العالم. 

في النهاية، علينا التأكيد على أن الوسطية والاعتدال هما السبيل الأمثل لنشر السلم والتفاهم بين الناس، وأن التطرف بكل أنواعه لا يمثل إلا ظلاماً يستغله البعض لمحاولة تحقيق مكاسب زائلة.

مشاهد القتل والذبح البشري التي تبثها الجماعات المسلحة في سوريا تثير الفزع والكراهية والقسوة وتتنافى مع كل المعايير الانسانية والاسلامية ولا يمكن ان يقوم بها من يزعمون انهم ثوار من اجل التحرر. 

بغض النظر عن الصراع الداخلي في سوريا، وهذا امر يخص الشعب السوري الذي يملك كل الحق في تقرير مصيره واختيار النظام السياسي بكامل حريته، الا ان عمليات الذبح البشري التي يمارسها "الثوار" المزعومون هي جرائم بشعة وصريحة ضد الانسانية.

اضف تعليق