التناقضات في السياسة موجودة بل ان السمة الغالبة في السياسة هو المعلن غير المخفي والسياسي لا يتورع من النصب على شعبه من اجل مصلحة خفية شخصية او تآمرية مع دول يعمل لصالحها وليس لشعبه.
الاردن حاضنة الارهاب بامتياز فالملاذ الامن والسكن الراقي والمعسكرات النموذجية والاتصالات مع العالم واستلام الاموال وتصدير المسروقات تجدها على ارض الاردن بل ان الحرية التي يتمتع بها داعش في الاردن اكثر من تركيا والسعودية وقطر، وعليه فهل من المنطق ان تشارك الاردن بطياريها لقصف داعش؟ السياسي مع الارهابي لا يمارس المتناقضات لان الصنفين ليس بغريب ان يتعاملا بصدق فيما بينهما لانهما عملاء لجهة اكبر الاول ينفذ المؤامرة سياسيا والثاني ارهابيا، وعليه فهل يعقل ان الاردن تقصف داعش؟
الاردن تريد ان تحسن العلاقات مع العراق بعد زيارة العبادي والعبيدي لها واتفاقهم شفهيا بمساندة العراق ومن اهم خطوات المساندة هو تسليم الارهابيين العراقيين في الاردن وترحيل الباقيين وحتى لا تحرج الاردن بتسليم من تستفاد منهم لداعش جاءت حكاية الطيار الاردني الاسير، وهو ليس اسير بل مخطوف وبتأكيد امريكي حيث برأت القيادة المركزية للجيش الأميركي، تنظيم داعش من عملية إسقاط الطائرة (اف-16) الأردنية في منطقة الرقة السورية، وقالت القيادة في بيانها، أن "الدليل يشير بوضوح الى أن تنظيم داعش لم يسقط الطائرة"، واكدت ان الولايات المتحدة ستدعم الجهود لضمان سلامة طائرها الأسير لدى داعش ولن تسمح بالإساءة اليه، وحتى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا خاطفي الطيار الى معاملته وفقاً "للأعراف الانسانية الدولية"، لاحظوا خاطفي وليس مؤسري.
تفاصيل هذه الحكاية بدأت تتضح من خلال تسرب المعلومات بالأردن عن شروط اطلاق سراح الاسير فكانت هي مطالبة داعش بمبادلة الطيار الأردني الملازم معاذ الكساسبة، والذي أخذه التنظيم رهينة ـ لاحظوا رهينة وليس اسير ـ بمعتقلين عراقيين اثنين، امرأة ورجل، محكومين بالإعدام في المملكة بعد ادانتهما بالضلوع في اعمال ارهابية، وأفادت التقارير الأردنية بأن داعش ينوي مبادلة الطيار الأسير بالمعتقلة في السجون الأردنية ساجدة الريشاوي، وكذلك المعتقل زياد الكربولي.
امر متوقع لان الاردن لا تعدم الارهابيين حتى لا تغضب اسرائيل وامريكا والسعودية ولكنها تعدم او تسلم الى الاعدام المعارضين العراقيين ايام الطاغية مثلا الشهيد السبيتي، وتعدم الفلسطينيين في مجزرة ايلول الاسود ايام المقبور ملك حسين واما الارهابيين الداعشيين فهم على صلح معهم.
فليطمئن الطيار الاردني بانه سيعود الى بلده سالما معززا ومكرما وسيستلم اجوره عن دوره، حتى ولو فشلت المسرحية، وفي نفس الوقت لا يستغرب العراق بانه قد تكون مطالبة داعش باطلاق سراح بعض ولاته في السجون العراقية، ولا نجزم بان العراق سيرفض الطلب.
اضف تعليق