هل يمكن لدوائر الدولة القيام بالجرد الشهري والسنوي بمعزل عن العمل ودون تعطيل مصالح الناس أم قد تحصل كارثة كونية؟ والسؤال الآخر الذي اطرحه من وحي التجربة الأخيرة، أليس عجيباً أن تراجع المصرف الحكومي وتطلب منك الموظفة الخروج الى الشارع لاستنساخ الهوية الشخصية؟ مع أن المصارف تتقاضى أجور خدمة...
الرقمنة والحوكمة والأتمتة والحكومة الالكترونية من مستلزمات العصر ومن التوجهات التي تدعونا الى التفاؤل وتكشف عن وجود عمل جاد وتخطيط وإستعداد لعصر جديد يقوده الذكاء الاصطناعي، وكل المؤشرات تدل على أن المستقبل للأذكياء الذين يسابقون الزمن قبل توسع الفجوة وفقدان أمل اللحاق بالعالم الرقمي.
لكنك حين تصحو من الحلم وتغسل وجهك وتصلي على نبيك تدرك أنك كنت في حلم وجسدك الشريف كان مكشوفاً جزئياً، فالحقيقة المرة هي أن دوائر الدولة ما تزال مشدودة الى الوراء وترفض التخلي عن الروتين وتقدّسه وتتمسك بالآليات القديمة، وكانت لي نهاية الإسبوع الفائت مراجعة روتينية لدائرةٍ حكومية لغرض تسديد قسط سنوي مستحق بإعتباري مواطناً صالحاً يعطي الدولة أجرها قبل أن يجف عرقها، وتفاجأ موظف الاستعلامات بجهلي وجهل المواطنين الكرام.
كيف لا تعلمون بأن اليوم هو موعد الجرد الشهري!؟ وهذا يعني أن دوائرنا تغلق أبوابها أثنا عشر يوماً سنوياً اضافة الى التمتع بأيام الجرد السنوي والجمع والعطل والتعطيلات التي لا تحصى، وكان سؤالنا البريء وهل يمكن الذهاب الى المصرف لتحرير صك بالمبلغ إستغلالاً للوقت؟
فضحك موظف الاستعلامات ملء شدقيه وقال يا أخوان حتى المصارف مثلنا لديها جرد شهري اليوم، وكمواطن قلت له واذا كنت أنا مديناً لك بمبلغ من المال وجئتك لتسديده هل تقول لدينا جرد أم تأخذه فوراً؟ قال ضاحكاً لا طبعاً أستلمه بلا تردد، وضحكنا ضحك طفلين معاً، وإكتشفنا جهلنا الكبير بعلم الروتين على الرغم من تجربتنا الطويلة معه !
ولديّ سؤال بريء وأرجو أن يعذر جهلي علماء الروتين الأفذاذ، هل يمكن لدوائر الدولة القيام بالجرد الشهري والسنوي بمعزل عن العمل ودون تعطيل مصالح الناس أم قد تحصل كارثة كونية؟ والسؤال الآخر الذي اطرحه من وحي التجربة الأخيرة، أليس عجيباً أن تراجع المصرف الحكومي وتطلب منك الموظفة الخروج الى الشارع لاستنساخ الهوية الشخصية؟ مع أن المصارف تتقاضى أجور خدمة ويمكن أن تستخدم جهاز إستنساخ بسيط، قلت لها، عفواً وأين أجد أقرب مكتب استنساخ؟ الموظفة: والله ما ادري بس اكو واحد يم ابو الشربت.. يا لصدمة الذكاءالاصطناعي ويا لجهلنا بعلم الروتين المقدّس !
اضف تعليق