مع انتهاء موسم الامتحانات التقط مئات آلاف الطلبة والمراقبين والحراس الأمنيين والفنيين والموظفين أنفاسهم في استراحة محارب من معركة تبدو مصيرية، ونتائجها تحدد مستقبل الطالب وأسرته وتطوي صفحة عمل شاقة في وزارة التربية واللجنة الدائمة للامتحانات العامة تحديداً، وما بين قاعة الامتحان وساحة الحرب جرى تجييش الجيوش الالكترونية في موسم الامتحانات العامة...

مع انتهاء موسم الامتحانات التقط مئات آلاف الطلبة والمراقبين والحراس الأمنيين والفنيين والموظفين أنفاسهم في استراحة محارب من معركة تبدو مصيرية، ونتائجها تحدد مستقبل الطالب وأسرته وتطوي صفحة عمل شاقة في وزارة التربية واللجنة الدائمة للامتحانات العامة تحديداً، وما بين قاعة الامتحان وساحة الحرب جرى تجييش الجيوش الالكترونية في موسم الامتحانات العامة، التي شهدت ولادة عشرات او مئات الصفحات الممولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تمثّل الخندق الآخر في المعركة الساعي الى إفشال عملية إدارة الامتحانات العامة. 

ولا يعرف لهؤلاء دوافع غير جني الأموال باستغلال الحالة النفسية للطلاب بشتى الوسائل والأساليب المبتكرة، التي لا تقل خطورة عن أية محاولة تخريبية، حتى وصل الأمر الى إعلان جهاز الأمن الوطني عن إحباط محاولات غشٍ امتحاني في محافظات بغداد وبابل وديالى والأنبار. 

والكشف عن ترددات لاسلكية لأجهزة نداء وسماعات صغيرة تستخدم للتواصل مع الطلبة أثناء تأديتهم الامتحانات الوزارية، وعلى الرغم من كل ذلك مرّت الامتحانات العامة بسلام ونجاح، وأعلنت وزارة التربية نتائج السادس الإعدادي وأعداد الحاصلين على الدرجة الكاملة. 

والى هنا تكون وزارة التربية قد أزاحت الهمّ عنها وألقت الحمل الثقيل على كاهل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فمخرجات الأولى هي مدخلات الثانية، والامتحان الجديد يتمثل بتجاوز عقدة القبول في التخصصات التي تلبي طموحات الطلبة، لكن الطموح العام للطلبة وأولياء امورهم أصبح محصوراً بالكليات الطبية، لأسباب تتعلق بالاستقرار الوظيفي والوجاهة الاجتماعية.

وليس وفقاً لحاجة لمجتمع، مما سيولد ضغطاً لأجل توسعة القبول في مقاعد الدراسات الطبية، وهي الفرصة التي تنتظرها بعض الكليات الأهلية على أحر من الجمر، ويخشى من أن يتقدم هدف جني الأرباح على معايير القبول وعلى حساب تخريج أطباء كفوئين، وأن لا يكون الطب تحت سيطرة الدولة ولا يخضع للمعايير نفسها.

فقد جاءت البشرى السارة بتخفيضات طفيفة لجذب الطلاب والتنافس بين الكليات الأهلية، وفتحت باب القبول في تخصصات الطب والصيدلة بقسط سنوي يبدأ بحدود ثمانية ملايين دينار ويتصاعد حسب مستوى الإقبال، أما التخفيضات والتساهل في شروط القبول والمخاوف والأسئلة، التي تجول في خواطرنا وتثار حالياً، فلن نحصل على اجابات قاطعة عنها إلا بعد التخرج الجماعي من هذه الكليات وبعد التجربة والعبث بمصارين المواطن الكريم، وبعد تلقينا البشرى السارة بنجاح العملية وموت المريض.

اضف تعليق