شمول شريحة واسعة من الموظفين في المواسم القادمة من المهرجان، من شأنه أن يعزز ثقتهم بأنفسهم، لاسيما وأن بعضهم تمكن من تحويل الظروف الصعبة وتحدياتها التي يعيشها إلى نجاح وتميز وتفان في الخدمة العامة التي يقدمها للمواطنين، ومن هنا فمن حقنا ان نفتخر بهذه الثلة المؤمنة بالوطن ونأخذ بيدها نحو الارتقاء وديمومة العطاء...

كُلفت ولأني اعمل في المجال الإعلامي بتغطية فعاليات مهرجان يوم الوظيفة الوطني الذي احتضنته جامعة بغداد ورعاه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لتكريم عشرات الموظفين في دوائر الدولة الذين يمتلكون قصص ابداع كل حسب وظيفته ومكان عمله.

بالنسبة لي خرج الامر من موضوع التغطية الإعلامية الى رحلة استكشافية في ربوع المؤسسات الحكومية التي تحتضن مئات القصص الإبداعية، مختفية وراء النظرة السوداوية التي اخذت بالانتشار وعُممت على جميع الموظفين العاملين في القطاع الحكومي.

رحلة الاستكشاف بدأت مع بدء عرض قصص النجاح على الشاشة الكبيرة التي تحولت الى مصدر متعة وسعادة وابهار للحاضرين الذين لم يتوقعوا وجود قصص إبداعية تحاكي القصص الخيالية، وقد تذهب الشكوك الى ان الحكايات المعروضة تمت وفق سيناريوهات مكتوبة ومحبوكة بشكل متقن ومسبق.

ومن بين القصص التي ادمعت عيون اغلب المتواجدين في قاعة الاحتفال تضحية أحد ابطال مكافحة الإرهاب وهو يحتضن أحد تجار المخدرات حتى صعدت روحه الى بارئها في لحظة شهامة وإيثار.

 بينما الحالة الأخرى التي كان بطلها فني طائرات يدعى منخي يعمل بصفة حمّال في سوق الشورجة بعد تقاعدهه من العمل، منخي وفر على الحكومة العراقية قرابة الثلاثة مليار دولار كانت من المفترض ان تدفعها الحكومة الى الجانب الروسي، ونصف المبلغ المذكور الى الحكومة الإيرانية لإصلاح الخلل بمدة شهرين الى ثلاثة، بينما الفني العراقي تمككن من إصلاحه في غضون ثلاث ساعات دون مقابل!

كثيرة هي الحالات التي تستحق الوقوف عندها وتأملها، وهي ما تؤكد ان العراق ولّاد للمبدعين والغيورين على وطنهم، حريصون على رفع اسم بلدهم عاليا في المحافل الدولية من خلال المشاركة في المؤتمرات العلمية والنشاطات الثقافية، وبفضل هذه الروح الحماسية تبوأ العراق مراكز متقدمة في شتى المجالات، أضف الى ذلك ما حقق على المستوى الوطني.

تحسين الصورة المأخوذة عن الموظف العراقي دفع برئيس الحكومة الى إقامة احتفالية سبقت التي أقيمت في جامعة بغداد، وقد يكون الرئيس الوحيد الذي أولى هذه الأهمية لشريحة موظفين دثرتهم التهم واعمال الفئات المخربة للسمعة المشرفة والمكانة المرموقة التي يحتلها الفرد العراقي.

تكريم رئيس الحكومة يعطي رسالة واضحة أن الموظف الحالي ليس الموظف القديم الذي يحاول ان ينال من المواطن المراجع بأي صورة، نظرا لقلة مرتبه الشهري وجور الايام عليه، وهنا لا نريد ان ننفي وجود هذه الحالة في الوقت الحاضر، فهنالك بعض الموظفين يسيل لعابهم على ابسط مبلغ واي مكسب يحصل عليه من الفرد.

التكريم بهذه الطريقة يجعل البيئة التنافسية أكثر اتساعا وتنافسا فيما بين الموظفين الذين يبحثون عمن يثمن جهودهم ويقوي عزيمتهم على بذل المزيد من العمل بمهارة وكفاءة عالية لتقديم الأفضل بالنسبة للمواطنين، المتعطشين لكم كبير من الخدمات الضرورية.

شمول شريحة واسعة من الموظفين في المواسم القادمة من المهرجان، من شأنه أن يعزز ثقتهم بأنفسهم، لاسيما وأن بعضهم تمكن من تحويل الظروف الصعبة وتحدياتها التي يعيشها إلى نجاح وتميز وتفان في الخدمة العامة التي يقدمها للمواطنين، ومن هنا فمن حقنا ان نفتخر بهذه الثلة المؤمنة بالوطن ونأخذ بيدها نحو الارتقاء وديمومة العطاء.

اضف تعليق