أهم الأمور هو طلب رضا اللّه تعالى، لأنه الذي خلق الإنسان وغمره بالنعم، ولا يرضى اللّه تعالى إلّا بالصالحات ولا يسخط إلّا عن الأمور السيئة، واتباع رضوان اللّه تعالى قد يكون فيه صعوبات ومشقة لكن في ذلك السعادة الأبدية والعزة في الدنيا والثواب العظيم في الآخرة...

قال اللّه سبحانه تعالى في كتابه الكريم: {أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِ كَمَنۢ بَآءَ بِسَخَطٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ}(1).

أهم الأمور هو طلب رضا اللّه تعالى، لأنه الذي خلق الإنسان وغمره بالنعم، ولا يرضى اللّه تعالى إلّا بالصالحات ولا يسخط إلّا عن الأمور السيئة قال سبحانه: {وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ}(2).

واتباع رضوان اللّه تعالى قد يكون فيه صعوبات ومشقة لكن في ذلك السعادة الأبدية والعزة في الدنيا والثواب العظيم في الآخرة.

ولنذكر نماذج ممن اتبعوا رضوان اللّه ومن الذين رجّحوا الدنيا الفانية ولو بسخطه تعالى.

النموذج الأوّل: حينما صُرع عمرو بن عبدود العامري على يد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في غزوة الخندق بصق عمرو في وجهه وشتمه. فماذا كان موقف أمير المؤمنين (عليه السلام) منه؟ يقول (عليه السلام): «قد كان شتم أمي، وتفل في وجهي، فخشيت أن أضربه لحظ نفسي، فتركته حتى سكن ما بي، ثم قتلته في اللّه»(3).

إن الحلم من العقل، وهو الصبر على جهل الجاهل، فالحليم من يتحلى بسعة الصدر وكظم الغيظ، فإذا شُتم فمن الطبيعي أن يغضب، لكن العقل والشرع يطلبان منه أن يكون حليماً ويضبط نفسه، ثم ينظر في ما بعد ما يجب عليه أن يفعل، فيفكر وينير هذا المصباح، أي: يستخدم الحكم العقلي في طبيعة رد الفعل.

النموذج الثاني: إذا تعامل الإنسان برويّة مع الأمور فإنه سيصل إلى نتيجة أفضل، وقد وُصف اللّه تعالى في أكثر من عشرة مواضع في القرآن الكريم بأنه حليم، كقوله: {وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٞ}(4)، ولكن في موردين وصف الناس به، مرّة في إبراهيم (عليه السلام) قال سبحانه: {إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّٰهٞ مُّنِيبٞ}(5)، ومرّة في إسماعيل قال تعالى: {فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ}(6)، وقد كان إبراهيم وإسماعيل حليمين.

وفي الحديث الشريف: «تخلقوا بأخلاق اللّه»(7)، والحلم من صفات اللّه، كذلك يمكن أن تكون هذه من صفات الناس؛ لذا ينبغي علينا أن نعرف صفات اللّه تعالى ونتخلق بها، إلّا في ما استثني من الصفات المخصوصة بالذات المقدسة، مثل المتكبر والجبار.

لقد رُزق إبراهيم (عليه السلام) بوليد بعد أن أصبح شيخاً كبيراً، وفي ريعان شبابه أمره اللّه تعالى بذبحه.

لقد كان هذا الأمر بالنسبة لإبراهيم (عليه السلام) صعباً جداً، وكذلك بالنسبة للغلام، ومع ذلك كان جوابه لأبيه: {يَٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ}(8)، فقد استعمل كلمة (إن شاء اللّه) لأن كل صفة من صفات الخير بإذن وعون من اللّه سبحانه؛ لذا على الإنسان أن يلجأ إلى اللّه تعالى في المواقف الصعبة، {فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ}(9)، فقد ورد في بعض الروايات: أنه مرّر السكين على حنجرته(10)، لكن اللّه تعالى ما كان يريد أن يموت هذا الغلام، وإنّما كان اختباراً لإبراهيم وإسماعيل‘ وليجعله للناس إماماً: {وَنَٰدَيۡنَٰهُ أَن يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ * قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡيَآۚ}(11)، أي: نحن لم نكن نقصد أن يقتل هذا الغلام، وإنّما كنا نقصد اختبارك كما قال سبحانه: {وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ}(12)، ثم بعد ذلك فدى اللّه إسماعيل بذبح عظيم(13).

وجاء في تفسير الآية الكريمة: «... فلما عزم على ذبحه فداه اللّه بذبح عظيم، بكبش أملح يأكل في سواد ويشرب في سواد، وينظر في سواد ويمشي في سواد، ويبول في سواد ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاماً، وما خرج من رحم أنثى»(14).

وكان ذلك في منى، ولهذا أصبحت الاُضحية من واجبات الحج، هذا هو تفسير الآية.

وأمّا تأويل الآية الكريمة فهو أن هذا الذبح العظيم كان الإمام الحسين (عليه السلام)(15)، فقد أبقى اللّه تعالى إسماعيل ليجعل من ذريته رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، والأئمة الطاهرون (عليهم السلام)، وفداه بهذا الذِبح العظيم.

النموذج الثالث: إن الإمام الحسين (عليه السلام) ضحى بكل شيء في سبيل اللّه سبحانه وتعالى، لأنه رأى أن الإسلام سيحرَّف إذا لم يقف بوجه التحريف.

لقد كان خطر التحريف يهدد الإسلام، عبر آليات ضخمة كان يمتلكها سلاطين الجور، ومن ذلك وضع الأحاديث المكذوبة ثم نسبتها إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وكاد أن ينحرف الدين، وخروج الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهاده منع سلاطين الجور الذين كانوا يريدون التحريف، فهم يخافون منه، لأن أتباع الإمام الحسين (عليه السلام) يقفون دائماً بوجه التحريف، الذي غالباً ما يكون واضحاً في البداية، لكنه عندما لا يُقاوم يصبح سنّة، وتعتبره الأجيال حقيقة ثابتة، ولهذا نرى سلاطين الجور يحاربون الإمام الحسين (عليه السلام) حتى يومنا هذا، فيقصفون قبته، ويقتلـون زواره، ويمنعـون قاصديـه، ولكن: {يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ}(16).

فكان الإمام الحسين (عليه السلام) مثالاً متجسداً للخير والعطاء، فهو مصباح الهدى، حيث يقول رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بحقه: «إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وإنه لمكتوب عن يمين عرش اللّه عزّ وجلّ: مصباح هدى وسفينة نجاة»(17) وليس مصباحاً فقط؛ بل هو أيضاً السفينة التي ينجو من يركبها، وقد جاء في دعاء شهر شعبان المعظم عن الأئمة (عليهم السلام) أنهم سفن النجاة(18).

وعن بعض العلماء أنه قال: إن سفينة الحسين (عليه السلام) أسرع، ولعل سبب سرعتها أن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) امتزج فيها العقل بالعاطفة، فهي أسرع في تحريك الناس وتوجيههم.

فالإمام الحسين (عليه السلام) مصباح وسفينة، وينبغي علينا أن نتبعه، وإذا لم نتبعه فهو لا يتضرر من ذلك؛ لأن اللّه تعالى أعطاه من المقام والمنزلة ما لا يحتاج إلينا إطلاقاً، ولكن إذا اتبعناه فنحن الذين سننجو.

وقد قالت السيدة زينب (عليها السلام): «وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلّا ظهوراً وأمره إلّا علواً»(19).

ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): «وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة»(20).

المهجة: هي الدم الذي يجري في القلب(21)، وإذا سُفك هذا الدم سيموت الإنسان.

إن هذا التعبير و«بذل مهجته فيك» بمعنى أنه (عليه السلام) قدّم حياته في سبيل اللّه عزّ وجلّ، ولكن ماذا ترتّب على استشهاده؟

الجواب: «ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة»، واللام هنا للعاقبة، أي نتيجة استشهاده كانت إنقاذ الناس، لأنهم في كثير من الأحيان يجهلون الأشياء، فينبغي إنقاذهم من الجهل، أمّا حيرة الضلالة، فإن الإنسان يضل الطريق ويكون في حيرة من أمره، خاصة إذا كان في (صحراء) مليئة بالمخاطر، لذلك ترى الإنسان يضطرب في البر، كذلك بالنسبة للإنسان الذي يتيه ويضيع في العقيدة والممارسات، يكون محتاراً في مأزق الضلالة.

إن هذا المقطع من الزيارة يبيّن أن الهدف من خروج الإمام الحسين (عليه السلام) هو أنه قدم نفسه وأهل بيته في سبيل اللّه، وترتب على ذلك الاستنقاذ من الجهالة والحيرة.

لذا ينبغي أن يكون الهدف في كل برامجنا هو رضا اللّه تعالى، فإذا حضرنا مجلساً أو ذهبنا للزيارة في يوم الأربعين أو في مناسبات اُخرى في العزاء والإطعام على حب الإمام الحسين (عليه السلام) وفي الشعائر الحسينية، يجب أن يكون هدفنا الأساسي هو رضا اللّه عزّ وجلّ، وإزالة الجهل والضلال؛ لأن الأعمال كالجسم، والجسم لا بدّ أن تكون له روح، فإذا كان الإنسان ميتاً يجب أن تواريه في التراب فوراً؛ أمّا إذا كانت هناك روح في الجسم فتراه جسماً سوياً.

إذا صلّى الإنسان، فإن الصلاة كالجسم، وإذا كانت الصلاة رياءً فلا تكون هذه الصلاة صحيحة؛ لأن روح الصلاة هو الإخلاص، فإذا كانت الصلاة خالية من الإخلاص فهي بلا روح، قال اللّه تعالى: {فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ * ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ * وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ}(22)؟!

كذلك بقية الأمور والشعائر، فهي بمثابة الجسم الذي يجب أن تكون له روح، وهذه الروح هي الإخلاص للّه عزّ وجلّ.

والروح تعني هنا أن نتعلم من الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه.

إن اللّه عزّ وجلّ لطيف بعباده ويريد لهم الخير، لكنهم يجب أن يكونوا أهلاً لذلك، فالأرض الصالحة يمكن أن ينبت فيها الزرع، لكن الأرض السبخة لا تصلح للزراعة، وإذا جاء المطر وكانت الأرض غير صالحة للزراعة فلن ينبت فيها الزرع، {وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗاۚ}(23)، فرحمة اللّه تعالى عامة، لكن يجب أن نستحقها وذلك بالعمل الصالح واتباع الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) في كل شيء، في معرفة القرآن الكريم وسنة الرسول والأئمة المعصومين (عليهم السلام) وسيرتهم واُسلوبهم، فقد كانوا في كل صغيرة وكبيرة يفضلون رضا اللّه على كل شيء.

النموذج الرابع: يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «واللّه، ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر»(24)، وقد منع اللّه عزّ وجلّ القيام بهذه الأمور، لكن معاوية ارتكب كل المحرمات، ونتيجة لذلك استولى على الحكم، وكان الإمام (عليه السلام) يعرف كل ذلك لكنه يقول: «أتأمروني أن أطلب النصر بالجور»(25)، أي: أنا أستطيع أن انتصر على معاوية بالجور ولكن هيهات فأنا لست ممن يفعل ذلك، ويقول الإمام (عليه السلام) أيضاً: «وإني لعالم بما يصلحكم»(26)، أي: إنني أعرف كيفية تأديبكم، ولكن لن ارتكب محرماً حتى تصلحون، فلست بفاعل ذلك.

كان جيش أمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة صفين أقل من جيش معاوية من حيث العدد والعدّة، ولكن جيش الإمام كاد أن ينتصر؛ لأن خطط الإمام (عليه السلام) كانت صحيحة، لكن مجموعة من أصحاب الإمام ثاروا ضده وانخدعوا بالمصاحف التي رُفعت على الرماح، يقول ابن أبي الحديد: «وقد كان الأشتر أشرف على معسكر معاوية ليدخله، فأرسل إليه علي (عليه السلام) يزيد بن هاني أن ائتني، فأتاه فأبلغه، فقال الأشتر: ائته فقل له: ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقفي، إني قد رجوت الفتح فلا تعجلني، فرجع يزيد بن هاني إلى علي (عليه السلام) فأخبره، فما هو إلّا أن انتهى إلينا حتى ارتفع الرهج، وعلت الأصوات من قبل الأشتر، وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق، ودلائل الخذلان والإدبار على أهل الشام، فقال القوم لعلي: واللّه ما نراك أمرته إلّا بالقتال! قال: أرأيتموني ساررت رسولي إليه! أليس إنّما كلمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون! قالوا: فابعث إليه فليأتك، وإلّا فواللّه اعتزلناك! فقال: ويحك يا يزيد! قل له: أقبل إليّ، فإن الفتنة قد وقعت. فأتاه فأخبره، فقال الأشتر: أبرفع هذه المصاحف؟ قال: نعم، قال: أما واللّه لقد ظننت أنها حين رفعت ستوقع خلافاً وفرقة، إنها مشورة ابن النابغة! ثم قال ليزيد بن هاني: ويحك! ألا ترى إلى الفتح! ألا ترى إلى ما يلقون! ألا ترى الذي يصنع اللّه لنا؟ أينبغي أن ندع هذا وننصرف عنه! فقال له يزيد: أتحب أنك ظفرت هاهنا وأن أمير المؤمنين بمكانه الذي هو فيه يفرج عنه، ويسلم إلى عدوه! قال: سبحان اللّه! لا واللّه لا أحب ذلك، قال: فإنهم قد قالوا له، وحلفوا عليه، لترسلن إلى الأشتر فليأتينك، أو لنقتلنك بأسيافنا، كما قتلنا عثمان، أو لنسلمنك إلى عدوك. فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم، فصاح: يا أهل الذل والوهن، أحين علوتم القوم، وظنوا أنكم لهم قاهرون، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها! وقد واللّه تركوا ما أمر اللّه به فيها، وتركوا سنة من أنزلت عليه، فلا تجيبوهم ! أمهلوني فواقاً، فإني قد أحسست بالفتح...»(27).

لقد كانت خطط الإمام (عليه السلام) صحيحة لكن الكثير من أصحابه خذلوه، وكانت النتيجة أنهم خسروا أنفسهم؛ لأن معاوية سيطر عليهم وأذلّهم، وأذلّ أبناءهم يقول الإمام الحسن (عليه السلام) لهم: «كأني أنظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويستطعمونهم بما جعله اللّه لهم فلا يسقون ولا يطعمون، فبعداً وسحقاً لما كسبته أيديكم»(28)، إنهم خذلوا إمامهم (عليه السلام) وتصوّروا أنهم ظفروا بالدين والدنيا، لكنه كان وهماً باطلاً فقد خسروا الدنيا والآخرة، أمّا أصحاب معاوية حين نصروه حصلوا على الدنيا، وإن كانوا قد خسروا الآخرة.

النموذج الخامس: بعد يوم السقيفة، خطبت فاطمة الزهراء (عليها السلام) خطبتها المعروفة عندما خذلوا أمير المؤمنين ولم ينصروه فقالت لهم: «ثم احتلبوا ملء القعب دماً عبيطاً»(29)، والدم العبيط: هو الدم الأسود الغليظ، والقعب هو الإناء الذي يوضع تحت الإبل لاحتلابها، أي: إن نتيجة عملكم هو أن تسيل دماؤكم بأنفسكم، ولو كان قد نصر الإمام (عليه السلام) في يوم السقيفة أربعون شخصاً لما كان أُهدِر حقه، وتكون النتيجة أنه بعد خمسين سنة يقتحم جيش يزيد بن معاوية المدينة، وكان مجموع القتلى عشرة آلاف شخص، منهم حدود الخمسمائة من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله)، وقد استبيحت المدينة ثلاثة أيام، والسبب أن اللّه تعالى أنزل رحمته إليهم ـ وهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ـ لكنهم رفضوا هذه الرحمة وخذلوا الإمام علياً (عليه السلام)، فكانت هذه النتيجة المعروفة.

* مقتطف من كتاب: الكلمات: محاضرات في العقيدة والسلوك، لمؤلفه السيد جعفر الحسيني الشيرازي

 ................................................

(1) سورة آل عمران، الآية: 163.

(2) سورة الزمر، الآية: 7.

(3) مناقب آل أبي طالب (عليهم السلام) 2: 115؛ بحار الأنوار 41: 50.

(4) سورة البقرة، الآية: 225-235؛ سورة آل عمران، الآية: 155؛ سورة المائدة، الآية: 101؛ سورة الإسراء، الآية: 44؛ سورة فاطر، الآية: 41.

(5) سورة هود، الآية: 75.

(6) سورة الصافات، الآية: 101.

(7) بحار الأنوار 58: 129.

(8) سورة الصافات، الآية: 102.

(9) سورة الصافات، الآية: 103.

(10) مجمع البيان في تفسير القرآن 8: 323.

(11) سورة الصافات، الآية: 104-105.

(12) سورة البقرة، الآية: 124.

(13) سورة الصافات، الآية: 107: {وَفَدَيۡنَٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ}.

(14) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 210.

(15) انظر: البرهان في تفسير القرآن 4: 618.

(16) سورة التوبة، الآية: 32.

(17) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 62.

(18) انظر: البلد الأمين: 186، وفيه: «اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق».

(19) بحار الأنوار 45: 180؛ جامع أحاديث الشيعة 12: 332.

(20) تهذيب الأحكام 6: 113؛ المزار: 514؛ إقبال الأعمال 3: 102.

(21) العين 3: 397؛ الصحاح 1: 342.

(22) سورة الماعون، الآية: 4-7.

(23) سورة الأعراف، الآية: 58.

(24) نهج البلاغة، الخطبة: 200.

(25) نهج البلاغة، الخطبة: 126.

(26) نهج البلاغة، الخطبة: 69.

(27) شرح نهج البلاغة 2: 217.

(28) علل الشرائع 1: 221؛ بحار الأنوار 44: 33.

(29) الاحتجاج 1: 109؛ بحار الأنوار 43: 159.

اضف تعليق