ان الدولة الحضارية الحديثة تسعى لتوفير الحياة الطيبة للأفراد من خلال مجموعة من السياسات والإجراءات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة بكافة أبعادها. إليك بعض الجوانب التي تهتم بها الدولة الحضارية الحديثة لتحقيق ذل: التعليم، الرعاية الصحية، الاقتصاد، البنية التحتية، العدالة والقانون، البيئة الثقافة والفنون، التكنولوجيا والابتكار، الحريات والحقوق، الأمن والسلامة…
"الحياة الطيبة" مصطلح قراني ورد في الاية ٩٧ من سورة النحل:"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ." وقد جاءت الاية في ختام مقطع طويل جاء فيه: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ. وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".
والواضح من قراءة هذا المقطع ان يبين معالم واسس الحياة الطيبة مثل العدل والاحسان والوفاء بالعقود الخ. واما الاية نفسها فتتضمن مفاهيم العمل، والعمل الصالح، والايمان بالفكرة، والتراكمية في العمل الصالح، والمساواة بين الرجل والمرأة.
وهذا المقطع كان حافزا لنا للتساؤل عنا تقدمه الدولة الحضارية الحديثة لتحقيق الحياة الطيبة لافرادها.
وفي الجواب نقول: ان الدولة الحضارية الحديثة تسعى لتوفير الحياة الطيبة للأفراد من خلال مجموعة من السياسات والإجراءات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة بكافة أبعادها. إليك بعض الجوانب التي تهتم بها الدولة الحضارية الحديثة لتحقيق ذلك:
1. التعليم:
- توفير نظام تعليمي شامل وعالي الجودة.
- الاستثمار في التكنولوجيا والتعليم المستمر.
- تعزيز البحث العلمي والابتكار.
2. الرعاية الصحية:
- تقديم خدمات صحية شاملة وميسورة التكلفة.
- الاستثمار في البنية التحتية الصحية.
- دعم الوقاية من الأمراض وتعزيز الوعي الصحي.
3. الاقتصاد:
- تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل متنوعة ومستدامة.
- دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
- تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
4. البنية التحتية:
- تطوير بنية تحتية متينة تشمل النقل، الماء، الكهرباء، والصرف الصحي.
- الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة والرقمنة.
5. العدالة والقانون:
- توفير نظام قضائي عادل وشفاف.
- احترام حقوق الإنسان وتعزيز سيادة القانون.
- مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة.
6. البيئة:
- الحفاظ على البيئة وتنميتها.
- تشجيع الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
- تعزيز السياسات المستدامة للحفاظ على الموارد الطبيعية.
7. الثقافة والفنون:
- دعم الأنشطة الثقافية والفنية.
- حفظ التراث الثقافي وتعزيزه.
- تشجيع التبادل الثقافي والانفتاح على الثقافات الأخرى.
8. التكنولوجيا والابتكار:
- دعم البحث والتطوير.
- تشجيع الابتكار وريادة الأعمال.
- الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية.
9. الحريات والحقوق:
- حماية حقوق الأفراد وحرياتهم الأساسية.
- تعزيز حرية التعبير والإعلام.
- تشجيع المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي.
10. الأمن والسلامة:
- توفير بيئة آمنة ومستقرة.
- تعزيز الأمن الداخلي وحماية المجتمع من الجرائم والمخاطر.
بهذه الجوانب، تسعى الدولة الحضارية الحديثة إلى خلق بيئة تمكن الأفراد من العيش بكرامة وسعادة وتحقيق إمكانياتهم الكاملة.
اضف تعليق