ان المسؤوليات والالتزامات في شهر رمضان يمكن استثمارها كي تصبح اسلوب حياة في جميع الأوقات، خصوصا وان هذه المسؤولية يمكن ان تكون متاحة أكثر في شهر رمضان الكريم، بحيث يعتاد الفرد والمجتمع كله على الالتزام بالمسؤوليات الاجتماعية المتبادلة بين الجميع وفي مصلحة الجميع...
يعتبر شهر رمضان فرصة مثالية لتطوير الشعور بالمسؤولية ولعل اهمها التي تكون اتجاه الاخرين في المجتمع، وهو ما يشكل علامة فارقة في شهر الرحمة، حيث تسود الأجواء الروحية والمعنوية التي تنشر الطمأنينة وتعزز القيم بين الجميع، وتقل المشكلات والسلبيات إلى أدنى مستوياتها قياسا لما يحدث في شهور السنة الأخرى، مما يمثل فرصة للفرد كي يعزز العمل المشترك وتنمية المسؤولية الاجتماعية.
ان المسؤوليات والالتزامات في شهر رمضان يمكن استثمارها كي تصبح اسلوب حياة في جميع الأوقات، خصوصا وان هذه المسؤولية يمكن ان تكون متاحة أكثر في شهر رمضان الكريم، بحيث يعتاد الفرد والمجتمع كله على الالتزام بالمسؤوليات الاجتماعية المتبادلة بين الجميع وفي مصلحة الجميع.
اذ ان تحقيق المسؤولية الاجتماعية المؤثرة يجب ان تتوفر فيها العوامل والقيم والمبادرات التي يمكن من خلالها احدث التغيير المطلوب على مستوى السلوكيات والعادات ونمط الاعمال المناطة بكل من الفرد والاسرة والمجتمع عبر تعزيز العلاقات الاسرية والاجتماعية وبث العادات والقيم الدينية في نفوس الافراد من اجل الحفاظ على التلاحم الاسري بما يحفظ الكيان المجتمعي وينهض به نحو التقدم.
وعليه يجب ان لا تغيب مسؤوليتنا تجاه العائلة ومن نعمل معهم ومن نرتبط بهم في المجتمع، لذا نأمل خلال هذه الايام المباركة ان نتذكر نعم الله علينا وان نعين الفقراء والمحتاجين والمستضعفين وكبار السن ونشعر بمعاناتهم ونسهم في الحد منها او القضاء عليه، كذلك علينا ان نحاسب انفسنا بالابتعاد عن الاسراف والهدر والكسل والانانية وان نحسن علاقاتنا الزوجية لانها مسؤولية كبيرة تترك انعاكسات ايجابية على المجتمع.
فمن الواجب ان نحرص خلال هذا الشهر الكريم على العبادات والطاعات جنبا الى جنب التغيير الذاتي والاجتماعي واحساسنا الكامل بالمسؤولية الاجتماعية تجاه انفسنا واسرنا وقضايا مجتمعاتنا والتفاعل معها من خلال المبادرات الانسانية والتطوعية لما يعود بالفائدة المثلى على الجميع في شهر الله الكريم والاستدامة على طيلة الايام والسنين.
فعلى سبيل المثال ان المبادرة لتنظيم عمل خيري او تطوعي يسهم في مساعدة الاخرين وكذلك يرسخ انطباعا ايجابيا يمكن ان يتحول بالتراكم والتكرار الى سلوك وثقافة تصل الى مرحلة الوعي بأهمية ودور المسؤولية الاجتماعية، بما يتفق وتوجه الإسلام نحو التراحم والتكافل.
اذ تساهم المسؤولية الاجتماعية في إيجاد تنمية شاملة ومستدامة تنعكس إيجابا على تحقيق رفاهية المجتمعات وتضمن تطور المجتمع على مختلف الاصعدة، كما تسهم المسؤولية الاجتماعية الفعالة في تقليص فجوة التفاوت الطبقي وتزيد من التآلف بين افراد فمن خلالها ننبذ الكراهية ونعزز اللاعنف ونستلهم القيم، هذه الامور يمكن تحقيقها عن طريق تعاون المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالجانب الانساني والاجتماعي، وخلاصة القول إن هذه المسؤولية تنفيذ لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، فيجب استثمار معنويات الشهر الكريم وما يمدنا من طاقة إيجابية عظيمة تتمثل في الشعور بالاخر وعمل الخير لنربح أجر الدنيا والآخرة.
اضف تعليق