تتجلى ثقافة الكراهية في اوضح صورها المعاصرة كايدلوجية وسلوك في التعامل الظالم والبربري للكيان الصهيوني في تعامله الوحشي واللاإنساني مع سكان غزة والدمار الهائل الذي تم الحاقه بالمدنيين العزل وقتل آلاف الاطفال والنساء وكبار السن وحرمان الناس من ابسط متطلبات الحياة مع التدمير الهائل وغير المسبوق للبنى التحتية...
قرن الله سبحانه وتعالى سايكلوجية الكراهية بالأمور التي تسبّب الضرر للإنسان كما ورد في محكم كتابه (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)، وفي موقع آخر (لا اكراه في الدين) للدلالة على عدم الاجبار وحسن الاختيار.
في حين يتمادى البعض في الغلوّ المفاهيمي بان يجعل من الكراهية ايديولوجية ومعيارا اخلاقيا ويسوّق لها على انها هي الحقيقة التي يجب اتباعها، والحقيقة هي خلاف ذلك لان الكراهية لم تكن يوما اسلوبا صحيحا للحياة او أنموذجا انسانيا واخلاقيا مفضّلا في التعامل مع الآخرين، لأنها تعدّ خللا بنيويا واضحا وثغرة اخلاقية وفجوة سيكولوجية وانحدارا مريعا في المنظومة الاخلاقية والجمالية والمعرفية والمفاهيمية للإنسان، وتعديا على حقوق المواطنة والتعايش السلمي والاهلي والانساني والذي يجعل المواطنة الفعالة والانسانية الحقّة معيارا اجرائيا ضمن تراتبية انساق العقد الاجتماعي.
فالكراهية هي الغاء متعمد لهذا العقد المنظّم للعلاقات بين المواطن والدولة وبين المواطن والمجتمع وهي انحراف صارخ للعقد الانساني المنظّم للعلائق بين الانسان واخيه الانسان وفق الشرائع والمواثيق الدينية والوضعية وحسب المبدأ الانساني (احبب لأخيك كما تحبّ لنفسك)، فالكراهية شعور سايكلوجي منحرف ينبئ بالعداوة والاقصاء والغاء الآخر المختلف، فالاختلاف الأيدولوجي أو السياسي أو الثقافي ليس مدعاة لانتهاك حقوق الآخرين، بل على العكس من ذلك تماماً انطلاقا من قوله تعالى (لا اكراه في الدين).
وهي لم تكن يوما ما ثقافة او ترويجا انسانيا متوازنا تشي بعقلية منفتحة او تدلّ على ضمير انساني حيّ يقبل بالتسامح والتعددية وتقبّل الاخر أي آخر كان، فهي تقود الى التعصب الذي يتضمّن الرغبة في الإقصاء والإلغاء والتهميش والحطّ من قدر الآخر، ويُصبح التعصب خطرًا حين ينتقل من التفكير إلى التنفيذ فيتحوّل إلى التطرّف المسبب لأغلب المجازر التي أُزهقت فيها ملايين الأرواح، وشنّت الحروب واندلعت النزاعات الدامية القائمة على ثقافة الكراهية، وهكذا تظهر الكراهية والانتقام والثأر كعناصر للقيام بالفعل السيئ ضدّ الآخرين والتاريخ زاخر بأمثلة لاتعد ولاتحصى بذلك من عهد قابيل وقابيل الى ان تقوم الساعة.
وفي 18/ حزيران من كل عام يتم الاعلان يوما دوليا لمكافحة خطاب الكراهية من اجل الاقرار بضرورة مكافحة التمييز وكراهية الآخرين ويدعو جميع الجهات الفاعلة إلى زيادة الجهود للتصدي لهذه الظاهرة التي تتنافى مع القانون الدولي لحقوق الإنساني والقانون الدولي الجنائي، اذ يجب حظر وتجريم الكراهية التي تمثّل تحريضًا على التمييز العنصري أو العداوة أو العنف وفقًا للمعاهدات والصكوك والالتزامات الدولية.
وفي الوقت الراهن تتجلى ثقافة الكراهية في اوضح صورها المعاصرة كايدلوجية وسلوك في التعامل الظالم والبربري للكيان الصهيوني في تعامله الوحشي واللاإنساني مع سكان غزة والدمار الهائل الذي تم الحاقه بالمدنيين العزل وقتل آلاف الاطفال والنساء وكبار السن وحرمان الناس من ابسط متطلبات الحياة مع التدمير الهائل وغير المسبوق للبنى التحتية، والاستهتار بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تحض على احترام حقوق الانسان، بل التعامل معهم على انهم (حيوانات بشرية) وهذا "المنطق" المنحرف يمثّل القمة في الكراهية والانحطاط التي تمأسست بموجبه اسرائيل فضلا عن الاستمرار الرافض لرغبات المجتمع الدولي من اجل رفع معاناة هذا الشعب الذي مازال يتعرض للإبادة والظلم منذ ان احتلت العصابات الصهيونية ارضه وشردت شعبه ومازالت الكراهية هي القانون الذي تتعامل بموجبه مع هذا الشعب وماتزال حرب الابادة مستمرة وبتواطؤ مبيت من قبل امريكا والغرب.
اضف تعليق