مع الأهداف والعقيدة الكبيرة للمقاومة الفلسطينية، وحقوقهم المشروعة في الدفاع عن أرضهم، والنتائج الكبيرة الذي حدثت الى الأن، لكن التوازنات الدولية لها الدور الأكبر في نهاية هذه المواجهة، لاسيما ميزان القوى المتباين جداً ما بين الطرفين، وكذلك الدعم الدولي لطرفي المواجهة متباين ايضاً، إذ أن أغلب دول العالم...
1. بداية الأحداث/
في فجر السبت المصاف 7/أكتوبر/2023، قامت فصائل المقاومة الفلسطينية بعملية عسكرية ضد الأراضي المحتلة وسميت "بطوفان الأقصى"، وهي في الذكرى الخمسين لحرب 6/أكتوبر/1973، وعلى رأس هذه الفصائل حركة حماس وذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام.
بالمقابل ردت تل أبيب بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" متوعدة حماس بدفع ثمن هجومها، وكانت العملية الطوفان على شكل إطلاق آلاف الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية لاسيما الاقتحام البري عبر السيارات والدراجات النارية والطائرات الشراعية.
أما أهم الأسباب التي دفعت فصائل المقاومة الفلسطينية للقيام بهذه العملية هو، أولاً قتل إسرائيل ما لا يقل عن 250 فلسطينياً أغلبهم مدنيين خلال عام 2023، كذلك اتساع رقعة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين المستمر من منازلهم والاعتقال والاسر في ظل حكومة إسرائيلية يقودها عدد كبير من الوزراء اليمنيين المتطرفين وعلى رأسهم وزير الامن القومي "أيتمار بن غفير"، الذي طالب في أكثر من مرة بــ "إبادة الفلسطينيين عن بكرة أبيهم"، والسبب الرئيسي الثاني هو خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ( 78 ) في 22/ 9 / 2023، والذي أعلن أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية على أعتاب اتفاق سلام تاريخي، وتشكيل شرق أوسط جديد بدون الفلسطينيين، لاسيما حركة التطبيع المستمرة بين الدول العربية وإسرائيل، وهذا يعني النهاية الحقيقية للوجود الفلسطيني، ونهاية الصراع بزوال أحد الطرفين، إذ أن ما يحدث بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو صراع وليس أزمة أو مشكلة أو أتوتر أو حرب، ومن قواعد الصراع لا ينتهي إلا بزوال أحد الطرفين لأنه صراع وجودي، لعبة صفرية.
2. أرقام وحقائق/
تميز هذا التصادم الفلسطيني الإسرائيلي بحقائق وأرقام لم تسبق من قبل في تاريخ مواجهاتهم المستمر أبرزها.
- تعد عملية طوفان الأقصى هي أكبر هجوم بري تقوم به الفصائل المسلحة الفلسطينية ضد إسرائيل منذ بداية المواجهة بينهما، بل قد وصلت الجماعات المسلحة الفلسطينية الى العمق الإسرائيلي.
- سقوط عدد كبير من القتلى الإسرائيليين ويتجاوز بكثير عدد القتلى في أي مواجهة بين الطرفين، والعدد مرشح للزيادة.
- عدد الاسرى الإسرائيليين في هذه المواجهة، هو العدد الأكبر من الأسرى في تاريخ المواجهات بين الطرفين.
- لأول مرة يتم أسر مدنيين وجنود إسرائيليين في وضح النهار وتصويرهم، من قبل فلسطينيين مسلحين وهم يقتادونهم.
- اغتيال أكثر من قائد عسكري إسرائيلي كبير في يوم واحد داخل إسرائيل، بل ونقل بعضهم الى غزة.
- الاستيلاء على عربات وآليات من داخل إسرائيل والذهاب بها لغزة كغنائم حرب.
3. الهدف والنهاية المتوقعة/
مع الأهداف والعقيدة الكبيرة للمقاومة الفلسطينية، وحقوقهم المشروعة في الدفاع عن أرضهم، والنتائج الكبيرة الذي حدثت الى الأن، لكن التوازنات الدولية لها الدور الأكبر في نهاية هذه المواجهة، لاسيما ميزان القوى المتباين جداً ما بين الطرفين، وكذلك الدعم الدولي لطرفي المواجهة متباين ايضاً، إذ أن أغلب دول العالم وقفت وستقف مع الجانب الإسرائيلي، وابرزها الولايات المتحدة الامريكية التي أرسلت أحدث بوارجها البحرية الى المنطقة لحماية أمن إسرائيل، ان الذي حدث منذ 1948 ولايزال مستمر هو صراع وجودي بين طرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لا ينتهي إلا بزوال أحدهم لعبة صفرية.
لكن في ظل الاحداث الجارية الآن فإن هذا الصراع سيستمر الى عقود أخرى، ولن يستطيع أحد طرفي الصراع القضاء على الآخر في هذه المواجهة كما يروج ويطرح مؤيدي الطرفين، وستهدأ المواجهة بعد مدة معينة بوساطة أممية لوقف إطلاق النار، لكنها كانت مرحلة مهمة من مراحل الصراع بينهم، وأثبت الفلسطينيون رغم مقومات قوتهم الضعيفة بأنهم موجودون ولن يتم القضاء عليهم بسهولة كما صرح نتنياهو الشهر الماضي.
اضف تعليق