حددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الأول من شهر تموز المقبل موعد فتح باب تسجيل التحالفات والأحزاب السياسية الراغبة في خوض انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجراءها في الثامن عشر من شهر كانون الأول من العام الجاري، وبذلك تكون قد فتحت الساحة لحرب حزبية لا نعرف آثارها على القوى التقليدية...
حددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الأول من شهر تموز المقبل موعد فتح باب تسجيل التحالفات والأحزاب السياسية الراغبة في خوض انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجراءها في الثامن عشر من شهر كانون الأول من العام الجاري، وبذلك تكون قد فتحت الساحة لحرب حزبية لا نعرف آثارها على القوى التقليدية.
يجري الحديث في هذه الأيام عن إمكانية دخول القوى التقليدية الى الانتخابات بنفس التماسك والاصطفافات في الانتخابات الماضية، بينما تخوض الأحزاب السياسية الكبيرة نقاشات وحوارات لدراسة الإخفاقات التي رافقت الجولة الانتخابية الماضية وإمكانية تجاوزها.
ومن بين الأحزاب التي وقعت في أخطاء كبيرة خلال الانتخابات البرلمانية الماضية هو الإطار التنسيقي، فلم يتبع آلية تعبر عن ذكاءه وحنكته للحصول على أكبر قدر من الأصوات، وبالتالي حدث ضياع للأصوات الذي تبعه تقاطع مع المكونات الأخرى التي يعتقد كل منها بأحقيته وانه ظُلم ولم يحصل على استحقاقه.
الإطار التنسيقي هو من يقود زمام الحكم في البلاد وهو من يتحكم بمفاصل الدولة ويهيمن على الموارد المادية بنسبة أكبر في الوقت الحالي، ويمكن ان يوظف هذه المزايا في الانتخابات المقبلة، التي تعد أيضا من معارك إثبات الوجود على الصعيد الشيعي، وقد يكون الصراع هذه المرة لا يتحمل استخدام المعدات الحربية الثقيلة ذلك انها حرب بين ابناء المكون نفسه.
يسعى الإطار التنسيقي في الانتخابات المقبلة الى احكام قبضته على الدوائر الخدمية في المحافظات، عبر استمداد قوته من السلطات العليا المتمثلة برئاسة الحكومة الحالية، العاملة على وضع خارطة طريق تنفذ على مرحلتين.
المرحلة الأولى تبدأ من الآن وتنتهي بإجراء انتخابات مجالس المحافظات التي تعتبر المقياس الاولي او الاختبار المبدئي لثقل الإطار في الشارع، ومن خلال ذلك يمكن ان يستدل على شعبيته ومدى مقبوليته.
اما المرحلة الثانية تتمثل بالتحضير والتأسيس للانتخابات البرلمانية القادمة التي يراهن عليها الجميع، عبر تهيئة الأجواء الداخلية والخارجية بما يمنحه الكارت الأخضر للبقاء والاستمرار في رئاسة الحكومة، ويتوقف ذلك على حجم التفاهمات وتمرير الصفقات بين الشركاء في تقاسم السلطة.
ومن أولويات التحضير للمرحلة المقبلة ذات الأمد القريب وهي الاشتراك بانتخابات مجالس المحافظات، ربما يكون النزول بأكثر من كيان لعدم الوقوع في الأخطاء السالفة.
فالنزول المتعدد يكون فرصة لكسب المزيد من الأصوات، فمن لا يرغب بكتلة سين يمكن ان تحصل قناعته في الكتلة صاد، وهم بالنهاية في حالة قابلة للاندماج وتكوين الكيان الإطاري الكلي.
ووفق هذه الرؤية يكون من الطبيعي ان يفصح الإطار التنسيقي وكنوع من التكتيك الانتخابي عن ولادة كيان او كيانين في المرحلة القادمة.
ولادة الكيانات الجديدة (ان حصلت)، هي في الأساس حركة استراتيجية يمكن الاستفادة منها في اتجاهين، الأول هو تنظيف الذاكرة الجماهيرية من الأسماء الحزبية التقليدية، التي تركت اثرا سيئا في المزاج الشعبي، اذ تقوم هذه الطريقة بزرع التسمية الجديدة في الخيال الفردي بعيدا عن الماضي وما يحمله.
اما الاتجاه الثاني يكون من خلال زج طاقات ودماء شبابية جديدة للأحزاب التقليدية التي اعتمدت على عدد قليل من الشخصيات ذات أفكار تقليدية غير قابلة للتجدد، خالية من المرونة التي تتماشى مع المتغيرات المرحلية.
معالم التوجه الجديد للإطار لا تزال غير واضحة، إلا ان توقعات الانقسام قد تكون هي الأرجح في المرحلة المقبلة، ويبقى الدخول بحزمة واحدة امنية قد تتحقق وقد تبقى من اهداف الإطار التي تحتاج الى ظروف واستعدادات ممتدة لسنوات من اجل تحقيقها.
اضف تعليق