نحن نريد من السوادني طرقات معبدة ومدارس نموذجية، ومستشفيات وفق التقنيات العالمية وتضم أجهزة متطورة، ومتنزهات ترفيهية ومساحات خضراء، والعديد من الأمور على المستوى الحياتي للأفراد، ولم نضع في حساباتنا التحديات التي تواجه رئيس الحكومة وأهمها المناكفات على السلطة مع الشركاء...
انا شخصيا من المعجبين بالصفحة الرسمية لرئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني عبر حسابي الشخصي على الفيس بوك، اتابع من خلالها مخرجات الاجتماعات الدورية للسيد السوداني مع وزراءه وما يُتخذ من قرارات تخص الدولة والشعب.
ولان من طبيعتي ارواء شيء من عطشي الفضولي، اتصفح بعض التعليقات التي يدلي بها المتابعين للصفحة، تعليقات اغلبها مناشدات يتقدم بها ثلة من غير المتعينين، او ممن فُسخت عقودهم في وزارة ما، او من الاجراء اليومين يطالبون بتحويلهم الى موظفين على الملاك الدائم للدولة.
ويأتي أيضا من بين التعليقات مطالبات شخصية بتوفير علاج مفقود او تحمل نفقة اجراء علمية، او حل لمشكلة شخصية مع مسؤول معين، او النظر في القضايا الاجتماعية والخلافات العشائرية.
جميع هذه المطالبات والمناشدات واقعية ومشروعة، لكنها تحتاج الى وقت قصير لتحقيق جزء منها، وجزء آخر يتطلب مدة غير قصيرة، بعيدا عن المصلحة الشخصية للأفراد المتقدمين بها، ووفق هذه القضية فأن السوداني امام مسؤوليات كبيرة وادوار يجب تأديتها لإرضاء أصحاب هذه التعليقات على اختلاف مستوياتهم.
الانسان بطبيعته الغرائزية متطلب ولا يتوقف عن السعي لإشباع حاجاته الضرورية والكمالية، وفي العراق يسعى المواطنين الى الحصول على هذه الاحتياجات عبر البوابة الحكومية، وفي الواقع لا يمكن استساغة هذه المسألة، لسبب بسيط.
وهو استحالة تلبية جميع هذه المطالب في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة من عجز بالموازنة العامة، وصراعات على المناصب السياسية، أدت الى تفاقم المشكلات وإصابة الكيان المؤسساتي بتراجع غير مسبوق.
نحن نريد من السوادني طرقات معبدة ومدارس نموذجية، ومستشفيات وفق التقنيات العالمية وتضم أجهزة متطورة، ومتنزهات ترفيهية ومساحات خضراء، والعديد من الأمور على المستوى الحياتي للأفراد، ولم نضع في حساباتنا التحديات التي تواجه رئيس الحكومة وأهمها المناكفات على السلطة مع الشركاء.
الآلاف المعلقة على صفحة رئيس مجلس الوزراء لا تعرف ان الوقت لا يزال مبكرا من اجل التقدم ببعض هذه المطالب، فمن يريد ان يبني منزلا لا يمكن ان ينجزه في غضون الستة أشهر، بينما الحكومة الحالية لم يتجاوز عمرها السبعة شهور وقد حققت بعض المكتسبات الا انها غير كافية لإعطاء تطمينات عن إيجابية المرحلة المقبلة.
في بناء المنزل يكون صاحب القرار الوحيد رب الاسرة وقد يُشرك معه بعض الافراد لاختيار نوع المواد الانشائية والوانها، وتحدث في بعض الأحيان عراقيل وتلكؤآت، تؤخر العمل وتمدد الفترة الموضوعة من قبل رب الاسرة لإنهاء العمل والانتقال للسكن.
على هذا المستوى البسيط ومع توفر السيولة النقدية نرى الكم الكبير من المعرقلات فكيف بجهود إعادة اعمار البلاد وتحسين واقع القطاعات المختلفة والحيوية، وسط ما يعيشه العراق من تمزق داخلي على حساب المصلحة العامة.
ملايين الدولارات لم يعرف رئيس الحكومة اين ذهبت وبحساب أي شخص تحولت، يوعد بالملاحقة والمنفذين يُقيمون في دول أخرى، وقس على هذه الشاكلة طيلة السنوات التي عقبت تغيير النظام، فمن يعرف حجم الأموال المسروقة؟
نفسه رئيس الحكومة الحالية يعرف الطرق التي تخرج بها الأموال الى الخارج، وان اُريد لحكومته ان تنجح، لابد من العمل على إرجاع نزر يسير منها، على الأقل أموال ما سميت مؤخرا بسرقة القرن.
هذه الأموال وغيرها هي من تساعد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني تنفيذ وتحقيق آمال المعلقين على صفحة مجلس الوزراء، والمضي قدما نحو حل جميع المشكلات والاشكاليات بالتدريج، شريطة ان لا تنسى حكومته السقوف الزمنية التي وضعتها لنفسها وفي حال تجاوزها ستفقد قدرا كبيرا من مصداقيتها وثقة الجماهير المتولدة مؤخرا فيها.
اضف تعليق