الانسان بطبيعته ميال الى التغيير بصورة مستمرة، وربما أكثر المخلوقات لا يحب الوقوف عند نقطة معينة ويسعى الى كسر الروتين، لكن هذه الخاصية او الصفة قد تكون معدومة او ضئيلة عند الأشخاص المتذمرين والذين يشعرون بأنهم مظلومين في أماكن عملهم، لذا نجدهم غير قابلين للتطور ولا يرغبون بالتغيير الإيجابي...
لابد وان التقيت في مكان عملك بشخص كثير الشكوى عن الظلم الذي لحق به، حتى صارت الصفة المذمومة التي تتصف بها هذه الشخصية التي يتحاشى الجميع التقرب منها او التعامل معها، فالموظف الذي يعاني من هذه المتلازمة ربما أصبح نموذجا للكثير من العاملين في المؤسسات الحكومية والأهلية.
تجد بعض الموظفين كثير الكلام حول المظلومية، وفي الحقيقة يعتبر وجوده في المؤسسة او الدائرة بحد ذاته ظلما لها، فهو لا يقدم شيء من الناحية الفنية والابتكارية، التذمر هو الطابع اليومي خلال تواجده، الحث على التشاؤم لا ينقطع، ومع هذا نرى من يقتنع بكلامه ويحاول مساندته من الناحية المعنوية وكأنه شخص وقع عليه الظلم دون غيره.
الانسان بطبيعته ميال الى التغيير بصورة مستمرة، وربما أكثر المخلوقات لا يحب الوقوف عند نقطة معينة ويسعى الى كسر الروتين، لكن هذه الخاصية او الصفة قد تكون معدومة او ضئيلة عند الأشخاص المتذمرين والذين يشعرون بأنهم مظلومين في أماكن عملهم، لذا نجدهم غير قابلين للتطور ولا يرغبون بالتغيير الإيجابي.
عدم الايمان بالتغيير الإيجابي او العمل عليه، يعني بصورة غير مباشرة تراكم الكسل والفشل الذي صنع حاجز منع هؤلاء الافراد من الحصول على نصيبهم من التمييز والتفرد والابتكار في مجال عملهم، ويزداد بعد ذلك الشعور بالملل التلقائي، الى جانب مشاعر سلبية كثيرة أهمها او اكثرها بروزا هو محاولة ترك العمل او الانتقال الى مكان آخر.
الانتقال الى مكان لا يمكن ان يكون حلا لمشكلة من المشكلات الفردية التي التصقت ضمن صفات الفرد الذاتية، وصارت جزءا أساسيا من كيانه، وقد يغلب عليه الطابع الانهزامي امام الحقيقة، وهي انه لا يمتلك القدرات والمهارات التي تجعله يتسنم منصب معين او مهمة إضافية غير التي يؤديها، وهنا يكون عدم الاعتراف بما يمتلكه من مؤهلات ضعيفة السبب الرئيس وراء هذا التباكي المتواصل.
ومثل هؤلاء الافراد يقضون مسيرتهم الوظيفية يشعرون الآخرين بأنهم ضحية للتقلبات المزاجية لأصحاب القرار او المدراء، ويحاولون بطريقة او بأخرى جمع أكبر قدر من المتعاطفين معهم لتكوين رأي عام داخل المؤسسة، وبطبيعة الحال سيخلق ذلك التكتل أجواء غير ملائمة للعمل ولا تصلح لقضاء ساعات طويلة في مثل هذه الظروف المشحونة بالأفكار الملوثة.
لا يزال الشعور الوهمي لدى بعض الموظفين يحملهم على التصور بأنهم يمتلكون قدرات ومهارات لا يملكها غيرهم، قادرين على قلب الموازين في الجوانب الإدارية واتمام القضايا الوظيفية، وفي الواقع الملموس لا يوجد كل هذا الكم الهائل من الشعور بالذات الرفيعة والتعالي غير المبرر.
لا يعني الحديث عن هذه الأشياء الملاصقة لقدر ضئيل جدا من الموظفين، ان البيئة الوظيفية هي بيئة صالحة للعمل بكل المعايير او المقاييس، فهي لا تخلو من المنغصات والمعرقلات التي تجعل الموظف الشاطر والكفوء يفكر بنفس التفكير السلبي الذي يحمله الشخص المتشائم، لكن الصنف الأول، ترك الكلام المعرقل والموانع المتكررة وراءه وفضل الانخراط بالعمل بعيدا عن الأحاديث الجانبية والتي تقلل من طاقته الإنتاجية.
وان كنت أيها الموظف (المتشائم)، لا تريد الاستمرار تحت الضغط النفسي في العمل المؤسساتي بشقيه الحكومي والخاص، امامك فرصة الالتحاق في الاعمال الحرة واشباع رغبتك الداخلية في التخلص من هذه القيود التي حولتك الى انسان آلي يتحرك ويتصرف ويقضي مهامه بموجب توجيهات مباشرة من قمة الهرم.
من لديه حلم وردي في بلوغ عالم الثراء والعيش في البيوت الفارهة، لا يجد ضالته في الوظائف الحكومية، فمهما بلغ مقدار الدخل يبقى عاجزا عن تحقيق الاحلام، ويبقى الشعور بالمظلومية من الناحية المادية ملازم لذلك الموظف صاحب السقف العالي من الطموحات والامنيات.
عادة هكذا نوع من الافراد لا يؤمنون ان الحياة مستويات، وان المجتمع طبقات، يريدون ان يستحوذون على كل شيء، ويتمتعون بجميع الامتيازات، شأنهم شأن الذي قضى اغلب سني عمره بتطوير الذات، زج حاله بالدورات التنموية والورشات العملية، وأضاف الكثير من الخبرات حتى أصبح بهذه الصورة القريبة من التكامل الوظيفي والمهني.
الشعور بالظلم وان كان في كثير من الأحيان حقيقيا، لا يجب ان يؤثر على طبيعة المهام التي يؤديها الموظف او الكاسب او أي شخص في مجال ما، بل عليه ان يضاعف جهده للخلاص من هذا القيد من جهة، والسعي وراء كل العوامل التي تساعد على الابداع والتمييز من جهة اخرى، ولا يصل الى التفرد بكل شيء من سمح للتشاؤم والتذمر ان يتمكنان منه.
اضف تعليق