q
السؤال البريء او غير البريء المتداول بين الأوساط، ماذا يمكن ان يحقق السوداني في الأيام القليلة القادمة؟، والجواب البسيط او المعقد هو يمكن ان ينهي السوداني عملية فلترة المرشحين واختيار الاصلح منهم ليشاركه في معركة الإصلاح المرتقب وتنفيذ الوعود والبرنامج الحكومي الذي قطعه السيد المكلف على نفسه امام شعبه...

السؤال البريء او غير البريء المتداول بين الأوساط، ماذا يمكن ان يحقق السوداني في الأيام القليلة القادمة؟، والجواب البسيط او المعقد هو يمكن ان ينهي السوداني عملية فلترة المرشحين واختيار الاصلح منهم ليشاركه في معركة الإصلاح المرتقب وتنفيذ الوعود والبرنامج الحكومي الذي قطعه السيد المكلف على نفسه امام شعبه.

بادئ الامر يبدو ان القوى السياسية تمكنت من تجاوز الخلافات الداخلية على بعض الوزارات والمناصب الحساسة، وان السوداني ماض في سفينته ليصل شاطئ التشكيل، لكن هنالك سؤال آخر ربما يكون أكثر أهمية من الأول، في حال شكل السوداني حكومته، هل ستكون حكومة اصيلة ام وكيلة؟

كل الظروف والتحركات التي يجريها السيد السوداني في الوقت الحالي تشير الى وجود نوع من الراحة في الاختيار، هذا الشيء المعلن، بينما لا نعرف حجم الضغوطات الحاصلة لاختيار شخصيات واستبعاد أخرى، وبأي حال سيتم التشكيل بالفترة المحددة دستوريا لكي تنتهي حلقات خرق الدستور من قبل الجهات العليا في البلد.

لا شيء يبقى في مكانه او كما هو، ففي الأيام القادمة ستتحرك عجلة الحكومة الجديدة الى الامام، وتنتقل الى مرحلة التنفيذ للبرنامج الحكومي المعد مسبقا والمفروض ان يصبح من الأساسيات والاولويات التي تعتمد عليها الحكومة المقبلة لكسب الرضى الشعبي والمضي بتحقيق الحلم الجماهيري.

السوادني وفريق عمله المختار لديه الكثير من المطبات تمنعه من الوصول الى الأهداف المرسومة، ولابد من وضع نصب الاعين إرادة الأحزاب والجهات التي خولته لإنجاز هذه المهمة، وقد يبدأ التضييق والخناق عليه واضحا بنسبة أكثر في الأيام القادمة التي تمثل فرصته الذهبية لإثبات ذاته والحفاظ على جمهوره من الفقدان والتحول.

وكما يقال ان الخلافات تكمن في الجزئيات، والجزئيات هنا آلية إدارة مفاصل الدولة والمؤسسات الحكومية، فمن الطبيعي ان تحصل العديد من التقاطعات بين رئيس الحكومة السيد السوداني ورؤساء الكتل والأحزاب السياسية الباحثة عن الثغرات التي تمكنهم من الاستمرار بعملية الاستحواذ.

اختيار السوداني وقبوله من الأطراف السياسية الأخرى، يعد إنجازا على المستوى السياسي، فهو أخمد لهيب الخلافات السياسية المستعرة منذ أكثر من عام مرت على اجراء الانتخابات المبكرة، وقد نجح جناح من القوى الشيعية في ان يكون الوريث الرسمي لمنصب رئيس الوزراء المتنافس عليه من قبل السيد مقتدى الصدر.

لكن الاختيار هذا لا يعني ان الشلل الحكومي سينتهي وتسير الأمور وفق ما مخطط لها من قبل السيد المكلف، فلكل حزب من الأحزاب المتفقة على ترشيحه رؤيته وفلسفته ورغباته واطماعه التي يريد اشباعها من خلال اشتراكه في الحكومة المقبلة، وفي مثل هذا الحال يكون السوداني وفريقه الحكومي يديرون الأوضاع بالوكالة وليس على انهم يمثلون الحكومة الاصيلة ويحق لهم التعامل مع الاحداث بمطلق الحرية.

يتحدث السوداني في الكثير من الأحيان عن عزم حكومته على التغيير الجذري، من خلال وضع البلد على سكة التطوير ووقف عملية الانهيار الحاصلة والمتطورة في السنوات الأخيرة، وربما يكون الحديث في الوقت الحالي في بمكان بعيدا عن الواقع الفعلي، اذ يقود ذلك الوضع الى تواصل الويلات على الشعب العراقي الذي يأمل بانفراج على المدى القريب.

ولا يمكن ان نغفل التحدي الأكبر الذي يواجه حكومة السوادني وهو تقاطع المصالح الدولية فيه، فلكل محور من المحاور الدولية حصته في التأثير على السياقات الداخلية، وبالتالي تكون الحكومة المشكلة رهينة الصراعات القديمة المتجددة مع اجراء الانتخابات المتعاقبة واختيار الحكومات منذ التغيير الى اليوم.

ان مثل هذه التحديات التي تظهر للعلن ويدرك ابعادها ومخاطرها السيد السوداني يجعل من فرض الهيبة امر حتمي وخطوة عملية لتمرير البنود الحكومية بعيدا عن الضمانات التي حددتها الكتل في الغرف المظلمة، ويبقى السؤال معلقا ما الذي يستطيع ان يفعله المكلف وسط هذه التجاذبات والحاجة الى تقديم التنازلات؟

اضف تعليق