تعتبر النزاهة والصدق لدى من بيدهم الأمر شرطا من شروط سلامة المجتمع، فكفاءة المسؤول وثقافته ومعرفته وخبرته وثبات شخصيته وصحته النفسية والجسدية والاجتماعية والأخلاقية أمور يجب أن يتحقق منها أفراد المجتمع ايضا. على كل فرد في المجتمع أن يتفحص بتمعن كل من يرفع يده للقيادة كي لا...
السلم الأهلي ضرورة وجودية لبقاء المجتمع متماسكا قويا وليس متشرذما مبعثرا، من أجل إرساء بواعث الأمن والاستقرار في هذا المجتمع. هذه الضرورة تحتم الانسجام بين المكونات الإجتماعية المتباينة بأعراقها أو لغاتها أو اديانها أو طوائفها أو ولاءاتها ورؤاها.
من شروط ولوازم ومقومات السلم الأهلي وخصوصاً في المجتمعات المركبة المتباينة في نسيجها الإجتماعي والعراق هو المثل الأقرب لها هي:
اولا/ التوافق بين المتباينات من خلال اسلوب الوسطية في حل المشكلات والحوار المشترك واحترام الرأي الآخر والاستجابة الفعالة لهواجس ومخاوف وتحسبات الطرف الثاني، ونبذ كل أساليب القهر والكراهية والعناد وخطابات التحريض والعنف والاقتتال بين أبناء المجتمع الواحد.
ثانياً/ نشر الثقافات البناءة في المجتمع ومنها ثقافة التسامح والمحبة ومد جسور التواصل، ونبذ التقوقع على النفس والأنانية وغيرها من الأمور، طبقا للتعاليم النبيلة المبنية على الأسس الدينية السامية وكذلك نشر ثقافة الديمقراطية السليمة المنبعثة عن الأخلاق والحضارة والمدنية.
ثالثا/ العدالة الاجتماعية، وهي المناطة بالمساواة بين أبناء المجتمع والغاء كافة ادوات التفرقة والانحياز والتمييز بين الناس على كافة الأصعدة مع شجب رفع شعارات "كلها لنا وإلا فلا!". رابعا/ سيادة القانون، احترام قوانين الدولة ومؤسساتها هو أساس إستقرار الدولة وهيبتها ومن يسعى لإهانة الدولة يسعى إلى تفكيكها وانهيارها عاجلاً أم آجلا.
خامسا/ الحرية الفكرية والعقائدية. حرية الفرد في تفكيره وممارسة شعائره العقائدية هو حق مشروع ومصان على شرط ألا تتقاطع هذه الأفكار والممارسات مع مصلحة المجتمع ومع أسباب استقراره وسلامته وسلامة أفراده.
سادسا/ النزاهة وردع الفساد، غياب الصدق والنزاهة في رأس هرم السلطة هو سرطان يستشري في جسد المجتمع ويؤدي لهلاكه، فمن يريد مجتمعا سالما غانما من الأمراض الخطيرة عليه أن يقتلع اسباب المرض من جذورها والمجتمع الديمقراطي عليه أن يميز بين الصالح والطالح فيرمي الطالح ويحتفظ بالصالح والعاقبة وخيمة لمن لا يعتبر...
سابعاً/ كفاءة المسؤولين، كما تعتبر النزاهة والصدق لدى من بيدهم الأمر شرطا من شروط سلامة المجتمع، فكفاءة المسؤول وثقافته ومعرفته وخبرته وثبات شخصيته وصحته النفسية والجسدية والاجتماعية والأخلاقية أمور يجب أن يتحقق منها أفراد المجتمع ايضا. على كل فرد في المجتمع أن يتفحص بتمعن كل من يرفع يده للقيادة كي لا يصبح المجتمع ضحية بسبب خلل معرفي أو ادراكي أو نفسي او سلوكي لدى قادته.
ثامنا/ الإعلام الهادف، في يومنا هذا يلعب الإعلامي الحر النزيه دورا بارزا في ترسيخ مقومات سلامة المجتمع من خلال بث الثقافة السليمة والكلمة الحق والنصيحة البناءة والدعاية الصائبة والخبر اليقين والمعلومة الصحيحة والنهج القويم والبحث عن اخبار القادة السرية والمعلنة كي تترسخ المعرفة أمام أبناء المجتمع.
من خلال هذا الملخص نستدل قطعا بأن سلامة المجتمع وسلمه الأهلي هي كيان وجودي يجتمع في بنائه كل فرد من أفراد المجتمع وكل من خلال موقعه وقدرته لكن الفعل الأكبر والأهم يقع على كاهل قادة هذا المجتمع وأولياء الأمر فيه.
اضف تعليق