يجب ان نقف كثيراً ونتمعن بما يجري ونتناسى كل الخلافات ونفكر بمصلحة العراق الجريح الذي أرادوا له ولشعبه الذل والهوان واقولها وقلبي يتفطر على العراق إنها الفرصة التاريخية التي لم ولن تتكرر فيجب أن يهبّ الشعب المظلوم هبّة واحدة لصنع التغيير والقضاء على جميع الفاسدين والمرتشين الذين دمروا البلد وقتلوا وسرقوا ودمروا...
عانى الشعب العراقي منذ عام 2003 ولحد الآن أنواع الويلات وتعرض لكمية من الظلم والتهميش والإهمال لم يتعرض لمثله أي شعب من شعوب العالم، وهذا كله نتيجة فساد طبقة سياسية بكاملها عاثت في الأرض فساداً طوال تسعة عشرة عاماً حيث استأثرت بمقدرات البلد وخيراته لصالحها وتركت الشعب يعاني من كل أنواع الظلم والقهر والجوع والنقص في جميع مفاصل الحياة حيث بفضلهم ارتفعت معدلات البطالة والفقر والجريمة والأميّة وتوزع المجتمع على طبقتين الأولى وتمثل الأغلبية الساحقة من المجتمع وهي الطبقة الفقيرة المعدمة والثانية هي الطبقة المتنعمة بخيرات البلد ويمثلها السياسيون وحاشيتهم أما الطبقة الوسطى فقد تلاشت وانعدمت.
الطبقة الفقيرة عانت الأمرّين من كل أنواع الإهمال فلا خدمات أساسية ولا بنية تحتية ولا كهرباء ولا ماء ولا وظائف ولا فرص عمل ولا خدمات صحية ولا تعليمية ولا أمان لهم ولعوائلهم بالرغم من الموازنات الانفجارية للبلد طوال هذه السنوات العجاف، لذا تولدت حالة كبيرة من السخط في نفوس جميع المواطنين من هذه الطبقة المسحوقة وتنامت الرغبة لديهم بالتخلص من هذه الطبقة السياسية التي جثمت على صدورهم ونهبت خيراتهم وأوصلتهم الى هذا الحال البائس الذي يعيشون فيه، وهذه الرغبة بالتغيير على الرغم من اتساع رقعتها لكنها لم تظهر على الساحة الا على نطاق ضيق على شكل تظاهرات واعتصامات شعبية رافضة وآخرها وأكبرها انتفاضة تشرين التي لم يُكتب لها النجاح لأسباب عديدة.
ولكن ما يحدث اليوم على أرض العراق من أحداث وصراعات سياسية كبيرة والتي أفرزت فوز التيار الصدري الواسع الانتشار والذي اكتسح في الانتخابات الأخيرة جميع الكتل السياسية الموجودة على الساحة وفشله في تشكيل الحكومة التي تمثل استحقاقه المؤكد نتيجة الضغوطات السياسية ونتيجة بُدعة قرار الثلث المعطل التي أصدرتها المحكمة الاتحادية لأسباب معروفة للجميع ما دفع التيار الصدري للانسحاب من قبة البرلمان والتحول الى المعارضة الجماهيرية الحيّة.
الأيام الأخيرة كانت حُبلى بالمفاجئات حيث تصاعد صوت المعارضة الصدرية في الشارع واقتحمت جماهيره السلمية الواسعة أسوار الخضراء ودكت قلاعها المحصنة وسيطرت على البرلمان وأعلنت اعتصاماً مفتوحاً بدأ يتسع تدريجياً بشكل كبير، وجاءت دعوة زعيمه السيد مقتدى الصدر الأخيرة عبر تغريدته المثيرة والتي طلب بها من جميع أبناء الشعب للمسارعة في المشاركة بهذا الاعتصام الجماهيري الواسع من أجل القضاء على الفاسدين وتطهير البلد منهم ويجب ان نقف كثيراً ونتمعن بما يجري ونتناسى كل الخلافات ونفكر بمصلحة العراق الجريح الذي أرادوا له ولشعبه الذل والهوان واقولها وقلبي يتفطر على العراق إنها الفرصة التاريخية التي لم ولن تتكرر فيجب أن يهبّ الشعب المظلوم هبّة واحدة لصنع التغيير والقضاء على جميع الفاسدين والمرتشين الذين دمروا البلد وقتلوا وسرقوا ودمروا ولقد آن الأوان لنصرة العراق واعادة الحقوق لأصحابها الحقيقيين وهم العراقيين الذين ذاقوا الويلات والمعاناة ولإعادة العراق قوياً شامخاً أبياً كما كان عبر التاريخ.
لا تقولوا إنها انتفاضة صدرية وأنها تصفية حسابات بين السياسيين ولا علاقة لنا بما يجري بل هي قضية كل عراقي يعيش على تراب هذا الوطن ويشهد الله بأني لا أحبّ ولا أزكي ولا أؤيد أي كتلة سياسية عراقية فجميعها أسهمت بدمار البلد واوصلتنا الى هذا الحال ولكن لنستغل الفرصة ونستثمر ما يجري ونجعلها انتفاضة العراقيين جميعاً ولنجعل التأريخ يسجلها لنا بأحرف من ذهب ونعيد الحقوق الى المظلومين والأرامل واليتامى والفقراء ولننصر العراق الحبيب.
اضف تعليق