نحن شعب يريد التنمية لكنه لا يتخلى عن حريته لنظام ديكتاتوري إجرامي، وليس من الصحيح استبدال تدخل خارجي بآخر، وتصوير الأجواء على أنها تغييرية ومدعاة للاحتفال والسكون والراحة، نحن شعب يطلب التنمية وتغيير أوضاعه السياسية والاقتصادية، لكنه يرفض أي تغيير قادم من الخارج، ويقف بوجه الطغيان بأي شكل من الأشكال...
عام 2024 سيكون مغايراً لما قبله بالنسبة للعراقيين شعباً ومنظومة حاكمة، فهناك قوة ساحقة ومدمرة وعظيمة تتحكم برؤساء دول ستقود مخططاً لإزاحة السلطة السياسية وجميع الأحزاب المشاركة في حكم العراق.
لن يبقى في الحكم أو التأثير السياسي أي حزب أو جماعة مسلحة، فالكل سوف يخضع، ومن يقاوم يُسحق، أما قادة البلاد السياسيين سوف يُعرضون على محاكم ويعدم أغلبهم، وبالنسبة للمرجعية الدينية ستبقى تمارس دورها الديني وتبتعد عن السياسة كما عرف عنها منذ ألف سنة.
وفي اليوم التالي مباشرة يبدأ الإعمار والبناء ويتحول العراق في ظرف قصير جداً إلى دولة نموذجية في المنطقة كما أرادت لها الولايات المتحدة الأميركية عام 2003 وفشلت في مساعيها.
المعلومات أعلاه لا يعلم بها أي شخص في العالم، ما عدا قائلها.
المتحدث ليس المنجم والمشعوذ "أبو علي الشيباني"، ولا ساحرة تفك الطلاسم تحت دخان الغرف المظلمة، بل هو سياسي ليبرالي اشتهر بمقارعته لنظام صدام حسين خلال تسعينيات القرن الماضي، عبر خطابه الإعلامي القوي والمؤثر في الفضائيات العربية والأجنبية، رافق المعارض العتيق سعد صالح جبر في بريطانيا ويروج له في كل لقاءاته التلفزيونية، وصديق مقرب لحكام لدولة الكويت، ويعتبر السعودة صاحبة فضل عليه، وناقد شرس للمنظومة السياسية الحاكمة المتحالفة مع إيران، وعضو في البرلمان العراقي لمدة ثمان سنوات، إنه السياسي العراقي المثير للجدل فائق الشيخ علي.
التغيير القادم عاصف مدمر مخيف لا يقف في وجهه شيء. النظام القادم عاصف لا يرحم على الإطلاق ولن تقف بوجهه أي قوة في العالم.
هل هو نظام برلماني يا فائق الشيخ علي؟
إنه نظام رئاسي بلا برلمان.
هل هو ديكتاتوري؟
يتهرب الشيخ علي من الإجابة، لأنه يعتبر نفسه من الليبراليين ومن الصعب عليه التبشير بنظام ديكتاتوري، لكن كل المواصفات التي تحدث عنها تؤكد أنه ديكتاتوري إجرامي غير قابل للنقد، وسوف يكون موغلا بسفك الدماء.
هل حديث الشيخ علي قابل للتصديق؟
ما يقوله الرجل إدعاءات بحاجة إلى دليل لتتحول إلى حجة قابلة للتصديق، وقد امتنع عن ذكر الدليل واحتفظ به لنفسه، لكنه أعطى مجموعة من الشواهد على أن ما يقوله صحيحاً مستشهداً بما راهن عليه قبل سقوط نظام صدام وقد كسب الرهان.
منطقياً لا يمكن تصديق إدعاءات فائق الشيخ علي، إلا إذا أخذنا الأمور على الجانب المخابراتي ونظريات المؤامرة والتنجيم، وربما أحلام سياسي متقاعد.
الجانب الخطير في كل ما يقوله السياسي المتقاعد فائق الشيخ علي ليس مدى صحة إدعاءاته، بل في قبوله بها والتبشير بهكذا مخطط (لو كان صحيحاً فعلاً)، والامتناع عن الظهور التلفزوني لحين حدوث تلك اللحظة الاحتفالية كما صورها عبر برنامج "القرار لكم"، الذي تبثه قناة دجلة الفضائية.
من غير المقبول أن يقوم سياسي ليبرالي ديمقراطي بالتبشير بنظام ديكتاتوي إجرامي على نفس الذي صوره فائق الشيخ علي.
وإذا كان الشيخ علي يعتبر نفسه الممثل الشرعي للقوى التحررية الديمقراطية في العراق، والمناصر الأول لمتظاهري تشرين، فإن هؤلاء المتظاهرين كانوا من أكثر الناس الذين يدعون للتخلص من التأثيرات الخارجية على النظام السياسي في العراق، فكيف سيقبل هؤلاء المتظاهرين (وهو يبشرهم) بالحكم القادم أجهزة مخابراتية لا يعرفها إلا فائق الشيخ علي؟
ماذا لو اعتقد متظاهروا تشرين أن النظام الجديد لا يعجبهم وخرجوا بتظاهرات ضده؟ هل سيقتلهم؟
وماذا لو قتلهم؟ هل سيكون فائق الشيخ علي في جبهة المتظاهرين أم يقف مع النظام الجديد؟
ولماذا يعتقد أن الشعب العراقي عبيد لا يريدون سوى بناء ناطحات السحاب والشوارع الجميلة، نحن شعب يريد التنمية لكنه لا يتخلى عن حريته لنظام ديكتاتوري إجرامي.
وليس من الصحيح استبدال تدخل خارجي بآخر، وتصوير الأجواء على أنها تغييرية ومدعاة للاحتفال والسكون والراحة.
نحن شعب يطلب التنمية وتغيير أوضاعه السياسية والاقتصادية، لكنه يرفض أي تغيير قادم من الخارج، ويقف بوجه الطغيان بأي شكل من الأشكال.
اضف تعليق