المشاريع الصغيرة الذكية، وهذه المشاريع صغيرة من حيث رأسمالها ومن حيث عدد المشاركين في كل مشروع، وهي ايضا ذكية لان نتائجها ستكون سريعة، واولى هذه النتائج توفير فرص عمل كثيرة للشباب، وزيادة انتاجية المجتمع في مجالات كثيرة. وقد اعلنت وزارة التخطيط في الحكومة السابقة عن هذا المشروع، لكنه توقف...
ادعو بهذا المقال الاقتصاديين ورجال الاعمال الى التفكير المشترك ومن ثم التخطيط المشترك للمشروع الوطني لاعمار واعادة بناء العراق، على غرار مشروع مارشال، للتشبيه والمقارنة. ومشروع مارشال هو المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأميركي منذ يناير 1947 والذي اعلنه بنفسه في 5 يونيو من ذلك العام في خطاب امام جامعة هارفارد.
وارجو ان لا ينصرف ذهن القراء اكثر من ذلك الى هذا مشروع مارشال، ويدخلوا في نقاشات حوله، فقد ذكرته لتقريب الفكرة وليس للقياس عليها.
الهدف الاساسي للمشروع، كما يتضح من عنوانه المقترح، هو اطلاق حملة واسعة لاعمار العراق خاصة في مجال البنى التحتية، وتوفير فرص عمل كثيرة للشباب من الجنسين، واخيرا تعظيم واردات الدولة وتقليل الاعتماد على النفط من خلال زيادة انتاجية المجتمع.
يتضمن "المشروع الوطني للبناء والاعمار"-وقد يكون هذا هو اسمه- عددا من المشاريع الفرعية مثل:
اولا، المشاريع الصغيرة الذكية، وهذه المشاريع "صغيرة" من حيث رأسمالها ومن حيث عدد المشاركين في كل مشروع، وهي ايضا "ذكية" لان نتائجها ستكون سريعة، واولى هذه النتائج توفير فرص عمل كثيرة للشباب، وزيادة انتاجية المجتمع في مجالات كثيرة. وقد اعلنت وزارة التخطيط في الحكومة السابقة عن هذا المشروع، لكنه توقف في الحكومة الحالية حسب علمي.
ثانيا، المزارع الشبابية، وذلك بتوفير اراضٍ زراعية للشباب وبخاصة خريجو كليات الزراعة.
ثالثًا، بناء مدارس ومستوصفات ومجمعات سكنية.
رابعا، انشاء شبكة طرق خارجية بين المدن وخاصة تلك التي تحتضن المشاريع الزراعية والصناعية.
خامسا، انشاء مشاريع للصناعات الانتاجية الزراعية والحيوانية.
سادسا، الشروع بإقامة الحزام الاخضر، حسب الخطة التي اقترحها الدكتور حسن الجنابي في عام ٢٠١٢ والذي يمتد من شمال العراق الى جنوبه على حافة الخط الصحراوي غربي البلاد.
سابعا، افتتاح المدارس الاهلية غير الربحية التي تركز على تنشئة الاجيال تنشئة حضارية حديثة وفق استراتيجية تربوية توضع لهذا الغرض وتغطي دورات دراسية كاملة تستغرق ١٢ سنة متداخلة، هذا على سبيل المثال، ويمكن ان تسفر النقاشات عن مشاريع فرعية اخرى ايضا.
يتطلب هذا المشروع اصلاح النظام المصرفي بسرعة، وتبسيط الاجراءات الحكومية. وقد يتطلب ايضا تشريع قانون لهذا الغرض، وربما تشكيل هيئة او مؤسسة عليا للإشراف على المشروع.
وفيما يتعلق بتمويل المشروع، فقد طرحت عدة افكار بهذا الخصوص مثل:
اولا، استقطاع مبلغ شهري من عائدات النفط، حسب مشروع "فجر العراق"، الذي طرحه رجل الاعمال المعروف عباس شمارة.
ثانيا، سحب مبلغ محدد من الاحتياطي لأغراض الاعمار تحديدا، كما اقترح المهندس عادل شبر.
ثالثا، استقطاب المدخرات الشخصية المكتنزة في البيوت.
رابعا، الاستثمار الاجنبي.
او اية طريقة اخرى يفكر بها الاقتصاديون المختصون.
بديهي ان مثل هذا المشروع الضخم يتطلب ان تتبناه حكومة تؤمن بان واجبها الرئيسي هو توفير مستلزمات اعمار العراق، كما يتطلب ان تقوم الحكومة بالاستعانة بالعدد الكبير من العلماء والاقتصاديين والخبراء ورجال الاعمال الذين يطمحون الى تنفيذ مشروع من هذا النوع. كما يتطلب ابعاد المشروع عن الصراعات السياسية والحزبية. وقبل هذا وبعده، يتعين حماية المشروع من الفساد المالي والاداري والسياسي الذي ينخر اجهزة الدولة في كل مستوياتها. ولهذا يجب ان يكون المشروع بقيادة اشخاص مختصين ومشهود لهم بالكفاءة العلمية والادارية، والنزاهة، والاخلاص. ربما يكون هذا المشروع هو الفرصة الاخيرة لإنقاذ العراق من الانهيار والفشل التام.
.............................................................................................
اضف تعليق