تأكيد جديد على الدور المكشوف الذي تلعبه بعض الدول في دعم العصابات الارهابية في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما تنظيم داعش الارهابي، اتهم معهد واشنطن للدراسات في بحث جديد له بعنوان "قطر والسعودية تمولان داعش" كلا منهما بالاضافة الى تركيا بصنع داعش ضمن مصانعها السلفية وزجها الى سوريا والعراق فضلا عن دعمها بالرجال والمال والسلاح.
ووصفت الباحثة لوري بوغارت من المعهد الأمريكي وكاتبة الدراسة، تلك الدول بأنها بيئة متساهلة لتفريخ تلك الجماعات الإرهابية وتصديرها للدول التي تتوقع أنها ستقف ضد مصالحها أو تمثل تهديدا عليها، معتبرة أن السعودية وقطر تتفوقان على تركيا بدعم الجماعات الإرهابية وامدادها بما تحتاجه لإرهاب العالم والشرق الأوسط خصوصاً بأفظع الجرائم البشعة.
الى ذلك كشف المعهد الامريكي للأبحاث والدراسات عن عدة مقابلات مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين أكدوا فيها دور السعودية وقطر في تنمية ظاهرة الإرهاب في المنطقة، واستشهد المركز بكلام منقول عن دبلوماسي أمريكي سابق اعتبر فيه أن السعودية هي أكثر الدول دعماً للعصابات الإجرامية الإرهابية في سوريا.
كما أنها تقف وراء عمليات التفجير الإرهابية في العراق بهدف إشعال الحرب الطائفية بين العراقيين، مؤكداً أن كل ذلك يجرى بعلم واشنطن، كما أشار الى أن "السعودية هي من أنشط وأكثر الدول تورطاً في دعم العصابات الإجرامية الإرهابية التي تسفك الدم السوري والعراقي على حد سواء.
وإن السعودية في ميدان دعم الإرهاب تتفوق على تركيا وقطر وأطراف شرق أوسطية أخرى، وهذا يستوجب أن تحرك المحافل الدولية دورها في سبيل مقاضاة هذه الدول وإحالتها على القضاء العالمي"، مضيفاً: "إن الولايات المتحدة على علم بالدور السعودي، وعلى اطلاع بعمليات تجنيد المرتزقة التي تقوم بها الرياض، وجلب المسلحين من أفغانستان واليمن وغيرهما، والدفع بهم الى داخل الأراضي السورية والعراقية."
وفي سياق متصل نقل المعهد الأمريكي عن الرئيس السابق لجهاز المخابرات الفرنسي الداخلي، إيف بونيه، قوله إن "الدعم القطري السعودي للجماعات المتطرفة هما العاملان الأساسيان المتسببان في انتشار الإرهاب في العراق والعالم العربي".
كما أشار الى أن "الإرهاب عندما يصبح عالمياً يحتاج الى دول لتقف لدعمه فالقوة التي يمتلكها داعش وتنظيم القاعدة لا يمكن أن تكون ذاتية."
كما أكد معهد واشنطن للدراسات أن "هناك حاجة الى الأموال الطائلة والسائلة المتدفقة التي لا تنضب، كما أن الدعم اللوجستي المخابراتي المعلوماتي بالأموال والسلاح يحتاج الى دول لدعمه، وليس الى جمعيات خيرية"، مضيفاً "إن هناك معسكرات لتدريب الإرهابيين على العمليات التفجيرية والانتحارية في السعودية، وتقوم الدولة بالإنفاق على عائلاتهم، كما أن السعودية هي التي تقف وراء التفجيرات الإرهابية في العراق لتأجيج التوتر وإشعال الحرب الطائفية بين العراقيين."
وأشارت كاتبة الدراسة بوغارت الى أن العديد من الدول أشارت الى أن الداعم الأكبر للارهاب في العالم، فضلاً عن قطر والسعودية، يكمن في أمريکا والغرب، إذ من السذاجة الاعتقاد أن السعودية تقوم بذلك دون علم ودراية ودعم وموافقة أمريکا والغرب الذي يتشدق بمحاربة الإرهاب.
مع الاعتراف أن الإرهاب يخرج أحيانا عن مساره المخطط له فيكون هناك تحذير أو تنبيه عن محاربة الإرهاب وقلعه من جذوره. وكل الفرقعات الإعلامية عن محاربة الإرهاب تكون عبارة عن مسرحية وممثلين وإعداد وتنسيق مسبوق، كي تكون المسرحية على قدر عالٍ من المصداقية والدقة"، مضيفةً أن الدور التركي لا يقل أهمية وخطورة عن دور السعودية وقطر، حيث تشكل تركيا بوابة العبور لكل المنظمات الإرهابية النشطة في العراق وسوريا وبوابة العبور للأسلحة والأموال، حيت تتم هذه العملية بعلم وإشراف كاملين من المخابرات التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية.
وفي هذا الصدد طالب معهد واشنطن للدراسات بعرض كل من السعودية وقطر وتركيا على المحاكم الدولية لاشتراكها في تلك الحملات الارهابية التي ترتقي للإبادة الجمعية باسم نشر تعاليم الدين الاسلامي، ولكون تلك الدول مسؤولة بشكل مباشر عن إزهاق أرواح مئات الآلاف في منطقة الشرق الأوسط.
اضف تعليق