في زماننا الحالي نحن نعيش في وضع يأتي فيه الكذب أسرع من الحقيقة، بدءاً من أنصاف المتعلمين الذين يصرّحون عن أنفسهم كخبراء في كل شيء، الى التصلّب في المعلومات السياسية الى تشويه الخصوم، الى الشائعات في وقت الأزمات، الى خلق حقائق بديلة، الى حملات التضليل الإعلامي الموجّه...
في زماننا الحالي نحن نعيش في وضع يأتي فيه الكذب أسرع من الحقيقة، بدءاً من أنصاف المتعلمين الذين يصرّحون عن أنفسهم كخبراء في كل شيء، الى التصلّب في المعلومات السياسية الى تشويه الخصوم، الى الشائعات في وقت الأزمات، الى خلق حقائق بديلة، الى حملات التضليل الإعلامي الموجّه، كيف نعرف ان ما قيل لنا كان صحيحا؟
تقريبا انت لا تعرف ولا تؤمن بأي شيء حول العالم استنادا الى خبرتك الخاصة. كل شيء تعرفه او تؤمن به عن العالم انما يعتمد على الثقة. هذا ينطبق على كلا النوعين من المعلومات. المعلومات المتعلقة بمسائل الحقيقة والمعلومات المتعلقة بأسئلة السببية (معرفة ان كان هناك متغير واحد او اكثر يؤثر على محصلة واحدة او اكثر للدراسة). هناك سبب جيد لشعار الجمعية الملكية للعلوم (لا تأخذ كلمات أي أحد كحقيقة بذاتها). بدلا من ذلك، انت نفسك يجب ان تقيّم موثوقية المعلومات المعروضة لك.
هنا قائمة بثمانية أسئلة يجب ان تسألها، أربعة منها تتصل بمصدر المعلومات وأربعة اخرى تتصل بالمعلومات ذاتها.
1- ما نوعية قناة المعلومات؟
هل المعلومات وصلتك من خلال منشورات تمت مراجعتها بواسطة الزملاء، دراسة قام بها بروفيسور، منهج تدريسي، تحقيق مصادر ثانوية، انسكلوبيديا، محاضرات، عروض، محادثات وجه لوجه، مقالة صحفية، إذاعة تلفزيونية، مدوّنة، فيديو يوتيوب، رسائل تواصل اجتماعي؟ انت يجب ان تقيس نوعية المعلومات طبقا لنوعية قناة المعلومات.
2- منْ المصدر الأولي للمعلومات؟
هل المصدر الأولي للمعلومات عالم متخصص، خبير عام، موظف حكومي، مهني في حقل ملائم (محاسب، فيزيائي، خباز، او محامي)، صحفي، مدرس في جامعة، في ثانوية، في مدرسة ابتدائية، صديق، زميل عمل، شخص ذو دراية، سياسي، بائع؟ هل مؤلف المعلومات شخص كفؤ ومقتدر؟ ما هي المؤهلات والشهادات لديه؟ ما هو سجلّه؟
3- هل المصدر الأولي للمعلومات مستقل؟
منْ يدفع كلفة المصادر الأولية للمعلومات؟ (1) دافع الضرائب، صحيفة، محطة تلفزيون، شركة، حزب سياسي، جماعات مصالح (كأن تكون شركة صناعات دوائية، صناعة تبغ، صناعة بترولية)؟
4- ماهو القصد من نقل المعلومات؟
للتشجيع، للتنوير، للتبليغ، للتعليم، للإختبار، لتعظيم الذات، للتهدئة، للاقناع، للايهام والارباك، للتضليل والخداع، للإغضاب، للإرهاب والتخويف؟ منْ يستفيد من الاتصالات؟
5- كيف تم الحصول على المعرفة؟
هل حصلنا على المعرفة من خلال بحث أصلي (مثلا، من نظرية، تجربة مختبرية او دراسة ميدانية)، او من خلال سجلاّت بحث (مراجعة أدب، مراجعة استكشافية، مقارنة بين النصوص، او التحليل البعدي القائم على تحليلات احصائية تضم نتائج عدة دراسات علمية)، او من النوادر، الحكايات المسموعة، او بالتخمين، او كحكمة شعبية؟
6- هل المعلومات تبدو تامة؟
ما مدى راهنية المعلومات؟ هل هناك شخص ما اختار لك المعلومات سلفا؟ هل جرى تشخيص حالات عدم الإنسجام؟ هل حصل استكشاف للتفسيرات البديلة؟
7- هل يمكن تأكيد صلاحية المعلومات بشكل مستقل؟
هل حصلت هناك مراجعة لمعلومات الزملاء المنقولة؟ هل المراجع والاشارات مثبّتة ومتوفرة؟ هل فرضيات البحث، التصميم التجريبي، جمع البيانات، وتحليل البيانات، جرى وصفها بتفصيل كافي لدرجة يمكن استنساخ النتائج على الأقل من حيث المبدأ؟
8- هل المعلومات تبدو غير متحيزة؟
ما مدى أهمية النتائج احصائيا؟ هل ان حجم التأثير ملائم إحصائيا؟ هل منطق الحجة والاستنتاجات صالحة؟
الحكم على موثوقية المعلومات يتطلب التفكير، والتفكير عموما يجعل العديد من الناس غير مرتاحين، ولكن من واجبنا كمواطنين ان نكون على إطّلاع جيد.
ان قائمة الأسئلة أعلاه يسهل إبقائها في الذهن.
اضف تعليق