من الدول التي من الممكن التوقف عند انجازاتها هي (رواندا)، لكن التساؤل الأبرز لماذا تم اختيار دولة رواندا من بين دول أخرى كنموذج للدراسة والتساؤل الأهم لماذا القول أنها حققت الريادة المثالية هل ممكن القول: إن في هذا الوصف مبالغة بعض الشيء أم الإنجازات تستحق الوصف...
عندما يتم الحديث عن دول أفريقيا بشكل عام يتبادر إلى الأذهان الفقر والجوع والحروب الأهلية، وهذه الصورة النمطية لم تأتي من فراغ بل فعلا أغلب تلك الدول تعاني من الفقر والأمراض والحروب مع كل الأسف، لكن عندما تُسجل دولة ما نجاح في مجال معين فيفترض بالباحثين والمهتمين بالعلوم السياسية تسليط الضوء حوله، فمن غير الإنصاف أن يتم التركيز على الإخفاقات والسلبيات وكأن السياسة عالم خالي من أي إنجاز يذكر، فهناك من الساسة من يعمل وينجز وكذلك يجعل من هذا العمل والإنجاز نموذج يمكن أن تستفيد منه دول أخرى مرت بنفس الأسباب والظروف.
ومن بين الدول التي من الممكن التوقف عند انجازاتها هي (دولة رواندا)، لكن التساؤل الأبرز هنا.. لماذا تم اختيار دولة رواندا من بين دول أخرى كنموذج للدراسة؟، والتساؤل الأهم لماذا القول أنها حققت الريادة المثالية؟، هل ممكن القول: إن في هذا الوصف مبالغة بعض الشيء أم الإنجازات تستحق الوصف؟.
إن الإجابة عن سبب الاختيار (دولة رواندا) كان بسبب الانجاز (العمل النوعي) من جهة وسرعة الإنجاز (المدة الزمنية) من جهة أخرى، لكن الإجابة على عّد ذلك الانجاز يمثل نموذج مثالي من عدمه تكون بكل تأكيد في نهاية البحث والتقصي في طبيعة التحديات مقابل الانجازات الفعلية المتحققة.
وبعد تحديد إشكالية الدراسة ننتقل إلى الفرضية التي تحاول الدراسة إثباتها أو نفيها وتنطلق من القول: "إن دولة رواندا استطاعت في مدة زمنية قليلة أن تحقق إنجازات كثيرة وفي مختلف الأصعدة والمجالات في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة للغاية لكن بفضل الحكم الرشيد والإرادة الشعبية استطاعت أن تكون نموذج يمكن أن يحتذى به".
ولغرض التحقق من صحة الفرضية قسمت الدراسة إلى ثلاثة محاور، يتناول الأول موضوع دولة راوندا والتحديات، والثاني يتابع دولة رواندا والإنجازات السياسية المتحققة ـ أما المحور الثالث فسوف يبحث في دولة رواندا والانجازات الاقتصادية المتحققة.
المحور الأول: دولة رواندا والتحديات
تقع دولة رواندا (والتي تعني أرض الألف تل أو الألف هضبة حسب معنى اللغة المحلية) في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية في شرق وسط أفريقيا، تحدها من الشمال دولة أوغندا، ومن الجنوب دولة بوروندي، ومن الشرق دولة تنزانيا، ومن الغرب دولة الكونغو الديمقراطية، مساحتها بحدود (25 ألف كم) تقريباً، ونسبة السكان بحدود (12 مليون نسمة) تقريباً، عاصمتها (كيغالي) وهي من البلدان الأفريقية المزدحمة بالسكان، حصلت على استقلالها من الاحتلال البلجيكي عام 1962م، تسكنها منذ القدم قبيلتين رئيستين هما (الهوتو والتوتسي)، إضافة إلى أثنية صغيرة تعرف باسم (توا)، عُرف عن قبيلة التوتسي بامتلاكهم الأراضي والأبقار وممارستهم للرعي، في حين عرفت عن قبيلة الهوتو ممارسة مهنة الزراعة.
تُعد رواندا واحدة من أبرز الدول الأفريقية التي عاشت محنة الحروب الأهلية إذ بدأت منذ عام 1990م ووصلت هذه الحروب إلى ذروتها بما يعرف بالإبادة الجماعية في إبريل من عام 1994م، ففي يوم واحد قتل بحدود (2000 شخص) في كنيسة (كاباروندو)، حيث قتل ما بين (800 ألف) إلى مليون شخص معظمهم من التوتسي خلال مدة (100 يوم) وفقاُ للأمم المتحدة، والسبب المباشر هو إطلاق صاروخ اتجاه طائرة الرئيس الرواندي (جوفينال هابياريمانا) ومقتله على أثرها، حيث كان ينتمي إلى قبيلة الهوتو التي تمثل غالبية السكان ونسبتهم بحدود 80% تقريباً، مما جعلهم يشنون حرب إبادة جماعية ضد قبائل التوتسي التي تمثل أقلية السكان ونسبتهم بحدود 20%.
إذا ما كان هذا سببا مباشرا لبداية شرارة القتال، التساؤل هنا: ألم تكن هناك أسباب أخرى قد تكون غير مباشرة ساهمت إلى حدِ كبير بهذا العنف؟
في الحقيقة الأسباب غير المباشرة عديدة لكن أبرزها الدور السلبي للمحتل البلجيكي وما زرعه من فتنة بين فئات السكان، إذ مارس الاحتلال البلجيكي سياسة العزل العنصري بين مكونات المجتمع الرواندي، واستخدم البلجيكيون أقلية التوتسي لقمع وإستعباد أغلبية الهوتو في بداية الأمر، لكن التذمر والاستياء من قبل الهوتو جعل سياسية البلجيكيين تتغير بعكس ما سبق، حيث أخذت تحرض ضد أقلية التوتسي من خلال نشر مجموعة من الأفكار والمفاهيم ضد التوتسي، على سبيل المثال (إن التوتسي إقطاعيين ولا يحملون أصول رواندية وغيرها)، هذه الازدواجية بالتعامل مع مكونات المجتمع الرواندي من قبل الاحتلال البلجيكي جعل سياسة الأخيرة قائمة على أساس فرق تسد، مما جعل المجتمع الراوندي مهيأ للنزاع والتخاصم، لذلك نجد أن رواندا اليوم لا تحاول أن تتخلص من آثار الإبادة الجماعية فحسب بل تحاول التخلص أيضا من التدخل الغربي السلبي والذي أضر بالعباد والبلاد.
المحور الثاني: دولة رواندا والانجازات السياسية المتحققة
رواندا التي خسرت بحدود مليون شخص في الحرب الأهلية تمكنت من أن تخلق واقعاً سياسياً واقتصادياً جديداً طوت به صفحة الماضي الأليم بمدة زمنية قليلة، وحققت طفرات نوعية في جوانب مهمة ساهمت بجعل هذه الدولة رقماً مهماً بين الدول الأفريقية، وبدون وعود كاذبة غير قابلة للتحقق، ومن غير التباهي بماضي ومجد سابق أو وعود مثالية قادمة وبأقل التكاليف والإمكانيات تحولت رواندا تدريجيا لتكون واحدة من أهم الدول الأفريقية.
بدأت الانجازات السياسة من الناحية الفعلية مع صعود الرئيس (بول كاغامي) سنة 2000م بعد استقالة الرئيس (بيزي مونجو) الذي لم يستطع إدارة البلاد في ظل ظروف صعبة للغاية، فذلك الإنتقال من مرحلة الدماء إلى مرحلة الرغاء بدأت مع (بول كاغامي)، التساؤل هنا، هل حدث ذلك صدفة؟ أم أن للقيادة الرشيدة دور في ذلك؟ وحتى ولو كان الجواب البديهي بأن الفضل يعود إلى الرئيس، التساؤل الأكثر أهمية كيف استطاع تحقيق ذلك؟ بمعنى أدق ما هي الإجراءات السياسة التي اتبعها الرئيس كاغامي لتحقيق ما عجز عنه الآخرون؟.
عند تتبع الإجراءات السياسية بإختصار نجدها تتلخص بما يلي:
أقر الرئيس دستور يؤكد على إلغاء الفوارق الطبقية والعرقية، حيث يرى كاغامي أن مسار التفرقة والعنصرية لن تؤدي سوى إلى المزيد من الدماء والحروب، لذلك اختار مسار الوحدة والتنمية والمعرفة وحظر استخدام مسميات الهوتو والتوتسي وجرم استخدام أي خطاب عرقي.
أطلق الرئيس إستراتيجية مهمة عام 2000م أسماها (رؤية 2020)، والتي تضمنت مجموعة من الأهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، الأهداف القصيرة منها ركزت على (تكوين الثروات، تقليل الاعتماد على الديون الدولية، تشجيع الاستثمار في البلاد)، والأهداف المتوسطة ركزت على (التحول بالاقتصاد الزراعي من الطريقة التقليدية إلى الطريقة العلمية المعاصرة، من خلال توظيف التعليم والتكنولوجيا والاتصالات)، أما الأهداف طويلة الأمد فقد ركزت على (خلق طبقة وسطى مثقفة ومنتجة تساهم في تطوير اقتصاد البلاد).
ركز (بول كاغامي) على عنصرين أساسيين في عمله أولهما موضوع الوحدة الوطنية، وثانيهما موضوع الفقر، لذلك عمل جاهداً من أجل توحيد شعبه المنقسم وانتزاعه من الفقر المدقع.
تم تشكيل لجنة سميت بـ(لجنة الوحدة والمصالحة الوطنية) مهمتها الأساس عملية التصالح والتسامح، وفي نفس الوقت تحقيق العدالة وعرض الحقيقة وحل الخلافات على قاعدة (لا غالب ولا مغلوب)، بالاستناد إلى القول: "إن الخسارة كانت لجميع الأطراف وليس هناك طرف فائز وطرف خاسر فالجميع في مركب واحد"، وقد صرح الرئيس (بول كاغامي) لدى توليه الحكم عام 2000م بالقول: "لم نأت لأجل الانتقام فلدينا وطن نبنيه، وبينما نمسح دموعنا بيد وسنبني باليد الأخرى، وذلك ليس لأن من قتلوا يستحقون الغفران لكن لأن الأجيال الجديدة تستحق أن تعيش بسلام"، ومن خلال ذلك استطاعت الحكومة الرواندية أن تنهي موضوعا مهما جدا عانى وتعاني منه بلدان كثيرة لم تستطع معالجته ولمدد طويلة.
تعد رواندا اليوم أول دولة أفريقية على مستوى الشفافية، فهي مهتمة بموضوع سياسات محاربة الفساد، مما جعلها توصف بأنها الأقل فساداً، وهذا قد يعود إلى مجموعة من القوانين الصارمة التي وضعتها الحكومة الرواندية لمحاسبة المفسدين ومعاقبتهم، حيث وصلت عقوبة الحكم بالإعدام في حق المتورطين في قضايا الفساد ونهب المال العام، وعملت أيضا على تحجيم البيروقراطية وتكريس ثقافة الانجاز، لذلك صنفت الحكومة الرواندية كواحدة من أكثر الحكومات كفاءة ونزاهة.
عملت الحكومة الرواندية على تمكين المرأة الرواندية وتفعيل موضوع المساواة بين الجنسين (الجندر)، حيث أن القوانين الجديدة منحت المرأة حقوق واضحة في الأرض والميراث والعمل والتعليم، والدليل على مؤشرات النجاح في التمكين أن البرلمان الرواندي غالبيته من النساء، وفي تشكيل الحكومة أخذت النساء نصيباً وافراً.
إستطاعت الحكومة الرواندية من إدارة التنوع إدارة ناجحة، فتحول التنوع العرقي (هوتو، توتسي، توا) والتنوع الديني (مسيحيين، مسلمين، ديانات أخرى) إلى قوة بعد أن كان ضعفا عانى منه المجتمع وكادت الدولة أن تتقسم بسببه.
المحور الثالث: دولة رواندا والانجازات الاقتصادية المتحققة
لم تكن الانجازات السياسية في رواندا متحققة لولا اقترانها بالإنجازات الاقتصادية لما للأخيرة من أهمية مرتبطة ارتباط وثيق بحياة الناس، فالفقر والجوع سبب رئيسي من أسباب الحروب والنزاعات السياسية، فالإضافة إلى الإنجازات في الميدان السياسي في دولة رواندا استطاعت أن تحقق تطوراً مهماً في الاقتصاد فبحسب منظمة دول تجمع السوق الأفريقية المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، فإن دولة رواندا تعد الآن واحدة من أهم الدول الأفريقية النموذجية في مجال النمو الاقتصادي، حيث سجل اقتصادها النمو الأكبر على مستوى العالم سنة 2005م بمتوسط بلغ (7,5%)، وحسب تقرير لنفس المنظمة صنفت رواندا بأنها أول دولة افريقية جذباً لرجال الأعمال لسنة 2016م، فأصبح الاقتصاد الرواندي الأسرع نمواً في القارة وتضاعف دخل الفرد، فمنذ عام (2000-2015) حقق الاقتصاد الرواندي نمواً في ناتجه المحلي بمعدل 9% سنوياً وتراجع معدل الفقر من 60% إلى 39% حتى لقبت من قبل البعض بأنها (نمر اقتصادي داخل القارة السمراء).
ومثلما تم التساؤل عن الأسباب السياسية للنجاح، فما هي الأسباب الاقتصادية للنجاح؟، والتساؤل الأبرز كيف نجحت رواندا اقتصادياً وهي دولة لا تتمتع بثروات كبيرة بل جميع الإمكانيات متواضعة، لكن هناك جهدا كبيرا من قبل القيادة السياسية لتحويل تلك الإمكانيات إلى قدرات واقعية.
ولغرض التعرف على أهم الأسباب الاقتصادية بإختصار نذكر أن دولة رواندا ركزت الحكومة في تحسن اقتصادها على مواضيع ثلاثة مهمة (الزراعة، السياحة، الاستثمار)، وفي إطار ذلك عملت على جملة من الإجراءات من أبرزها ما يلي:
ففي مجال الزراعة، أيقنت الدولة أهمية الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي لسكانها فضلا عن تصدير ما يزيد عن الحاجة لتحويله إلى موارد اقتصادية تدعم ميزانية الدولة، فجلبت الخبراء الأجانب في مجال الزراعة، وأنشأت مكتب لنقل المحاصيل وتصديرها، ووفرت الأسمدة بأسعار رمزية، فضلا عن توفير قروض ميسرة للمزارعين، إضافة إلى تشكيل (الصندوق المالي للتنمية الزراعية)، وظهرت مؤشرات النجاح من خلال زيادة إنتاج القهوة على سبيل المثال من 30 ألف تقريباً عام 1995 إلى 15 مليون طن عام 2000.
وفي مجال السياحة، بالرغم من أنها دولة ريفية وحوالي 90% من السكان يعملون بالزراعة وبلد غير ساحلي وموارده الطبيعية قليلة، إلا أنه استطاع أن يستثمر في مجال السياحة بشكل جعل إيرادات السياحة تمثل 43% من إجمال دخل البلاد، وصل عدد السياح عام 2000 إلى 105 ألف سائح وفي سنة 2014 وصل إلى ما يقارب المليون سائح، فعلى سبيل المثال بلغت إيرادات السياحة عام 2016 بحدود 400 مليون دولار.
وفي مجال الاستثمار، شجعت الحكومة الرواندية الاستثمارات الخارجية من خلال وضع تشريعات جديدة تسهل عملية الاستثمار لتصبح عنصر جذب لرجال الأعمال، وفي هذا الإطار شكلت مجلساً للاستثمار والتطوير، وضمت فيه جميع الكفاءات الرواندية سواء من هم في داخل رواندا أو خارجها.
كذلك وظفت السياحة سياسياً عندما أسست متحف للإبادة الجماعية التي تعرضت لها لكي يرتاده السياح، مما جعلها تعطي رسالة في أن البلاد مرت بزمنين، زمن الحرب والدمار، وزمن التطور و الإزدهار، والأهم في هذا المتحف أنه لا يوثق فقط الجرائم والمذابح فحسب بالرغم من أهميتها بل يوثق أيضا كيف استطاعت الدولة بعد ذلك من تحقيق المصالحة والعدالة لكي تنهض وتبني نفسها من جديد.
إن الاستقرار السياسي ساهم في تحقيق تنمية اقتصادية، حيث أنشأت رواندا عدد من مصانع السيارات ومصانع لصناعة الألبسة الجاهزة والصناعات الغذائية وساهمت أيضاً في التطور التقني والتكنولوجي في رواندا حيث استطاعت أن تطلق قمراً اصطناعياً لإمداد المرافق العمومية بشبكة الانترنت.
الخاتمة والاستنتاجات
إن تحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي، ليس بالأمر اليسير بالذات في بلدان العالم الثالث، وفي القارة الأفريقية على نحو التخصيص لما تعانيه هذه القارة من صعوبات ومشاكل كثيرة، لذا فالنجاح في هذه الدول بحاجة إلى قيادة واعية، ورؤى إستراتيجية، وتخطيط محكم، لغرض الإنتقال من الحروب الأهلية والفقر المدقع إلى البناء والإعمار والتنمية الشاملة.
وبفضل الانجازات المتحققة حصلت العاصمة كيغالي على مجموعة من الألقاب بينها (الأكثر أمناً في أفريقيا، رمز الحداثة في القارة الأفريقية، الأنظف بين عواصم أفريقيا، ايقونة التنمية الأفريقية الحديثة)، إضافة إلى احتضان المدينة لمجموعة من القمم الأفريقية ومجموعة من الملتقيات الاقتصادية، وكل ذلك هي مؤشرات واضحة على أنها تجربة مثالية، وليس هناك مبالغة في وصفها بـ(الريادة المثالية)، مما يعني التحقق من صحة الفرضية التي انطلقت منها الدراسة.
وقد توصلت الدراسة لعدد من الاستنتاجات لعل من أبرزها ما يلي:
إن تحقيق نهضة الشعوب سياسياً واقتصادياً بغض النظر عن الظروف التي تمر بها أمراً ليس مستحيلا، وهذا ما أثبتته (التجربة الرواندية المتميزة)، بل أن موضوع النهضة تحتاج فقط إلى إرادة جماعية من الجمهور وقيادة راشدة من قبل السلطة.
إستطاعت السلطة من بناء وعي ثقافي عند المواطنين، ففي العاصمة كيغالي الجميع مدعوون للنزول إلى الشارع في نهاية كل شهر تحديداً يوم السبت لغرض المشاركة في عملية النظافة حيث تغلق المحال التجارية وتتوقف حركة المرور، وأصبحت هذه ثقافة مجتمعية لا حاجة إلى قانون يلزمهم بها بل هم ألزموا أنفسهم ومن يتخلف عن ذلك فهو خائن في نظر المواطنين، والعجيب أن بعض السياح أخذ يشاركهم في العمل دعماً لهذه المبادرات المهمة.
عندما تصنف رواندا بأنها أعلى معدل نمو اقتصادي، وأقل معدل بطالة، وأعلى نسب تعليم في القارة الأفريقية، أليس هذه مؤشرات مهمة ممكن أن تجعل رواندا نموذجاً على الدول التي تعاني ما عانته أن تأخذ خطواتها وتدرس إجراءاتها؟.
بالإمكان الاستفادة من جميع الخطوات والإجراءات التي عملت بها الحكومة الرواندية سواءً السياسية منها أم الاقتصادية، وهذه التجربة الرائدة والفريدة مهمة جدا بالنسبة لدول النزاعات والصراعات لدول مثل (جنوب السودان، سوريا، اليمن، العراق وغيرها).
رواندا أصبحت بمثابة أمل لكل حالة أو مشكلة سياسية عجز الطب السياسي عن حلها.
اضف تعليق