البيئة الشرقية بوجه عام تصنع الطغيان ابتداءا من الاسرة وصعودا في سلم المراتب الاجتماعية وقد يبدأ المسؤول الحكومي مسيرته العملية كحامل رسالة وقيم محمودة مصمم على تجسيدها في عمله ولكن تأثيرات البيئة وتجمع الحواشي الانتهازية من حوله تجعله يتحول تدريجيا كي يتطابق مع نماذج التاريخ...
البيئة الشرقية بوجه عام تصنع الطغيان ابتداءا من الاسرة وصعودا في سلم المراتب الاجتماعية..
وقد يبدأ المسؤول الحكومي مسيرته العملية كحامل رسالة وقيم محمودة مصمم على تجسيدها في عمله ولكن تأثيرات البيئة وتجمع الحواشي الانتهازية الضيقة من حوله تجعله يتحول تدريجيا كي يتطابق مع نماذج التاريخ.
القوة والجبروت والعنف "ثقافيا" على سبيل المثال، هي سمات القائد في الذاكرة الخفية للشعب العراقي ولهذا نقرأ في صلوات العراقيين خلال العهود الساحقة بالقدم نصوصا تلصق الإله بجبروته (الهي يامن تنحني أمامك الرقاب كما تنحني جذوع الأشجار امام الرياح العاتية...).
البيئات المغلقة تصنع عادة الطغيان بطبيعتها وقد اثبتت تجارب علماء النفس ذلك، ومنها تجربة صادمة قام بها عالم النفس "فيليب زيمباردو" بتمويل من البحرية الأمريكية. والتي سميت فيما بعد بـ"اختبار سجن ستانفورد.. حيث جلب أناس عاديين وكلفهم بحراسة سجن وضع به أناس عاديين كذلك ومنح الحراس ذات الصلاحيات التي تمنح لحراس السجون..
ومع مرور الزمن توحش الحراس:
(صار الدخول إلى الحمامات امتيازاً، قد يحرم منه السجين، وأجبر بعض السجناء على تنظيف المراحيض بأيديهم المجردة وأجبر السجناء على النوم عراة على البلاط. أما الطعام فكثيراً ما حرم السجناء منه كوسيلة للعقاب وفرض العري على السجناء وتعرضوا للتحرش الجنسي والإذلال من قبل السجانين).
وانقسم السجناء الى ٣ فئات، مقاومين ومنهارين وراضخين مروضين (أغلبية).
ولهذه الاسباب وغيرها تعتبر البيئات الشرقية رحم خصب للطغيان وتقل فيها صناعة (رجال دولة) لان صناعة مستقبل الأجيال المرتبط بالحريات والإيثار والعمل مع الفريق التي تميز عمل رجل الدولة (الحديثة) لا تتحقق في هذه البيئات.
صدام لم يكن طارئا على تاريخ العراقيين وهو حلقة من سلسلة متصلة من التوحش تتجدد وتتغذى من البيئة... ولكن ذلك ليس قدر العراقيين بالتأكيد لان صناعة التغيير نتاج إرادات الامم.
الفجوة بين السياسي ورجل الدولة هي نفس الفجوة بين العراق المُتَخَّيَلْ (وفقا لموارده المادية والبشرية) والعراق الذي تتلاقفه العهود المتتالية (هدر الموارد البشرية والمادية).
متى ما تحققت التنمية (بكل اشكالها) وارتفع موقع المواطن وتعزز دور المرأة بالمجتمع..، يتحول المجتمع الى مصنع لرجال الدولة ويصبح الطغيان "سكراب" الماضي، لحد هذه اللحظة يعتبر الطغاة نجوم المجتمع.
اضف تعليق