q
في الوقت الذي تتقدم فيه مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركات المقاومة في قطاع غزة بقيادة مصرية، لا يزال قادتها يواصلون نبرتهم التصعيدية باتجاه رغبتهم في إشعال حرب ضد المقاومة وخاصة حماس، وذلك بعد الفشل الذي أصابهم في أعقاب انكشاف المخطط المخابراتي الكبير، حيث كان مقرراً...

في الوقت الذي تتقدم فيه مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركات المقاومة في قطاع غزة بقيادة مصرية، لا يزال قادتها يواصلون نبرتهم التصعيدية باتجاه رغبتهم في إشعال حرب ضد المقاومة وخاصة حماس، وذلك بعد الفشل الذي أصابهم في أعقاب انكشاف المخطط المخابراتي الكبير، حيث كان مقرراً شحنه إلى داخل منطقة خانيونس خلال الشهر الجاري، والذي اضطرّ "أفيغدور ليبرمان" للتنازل عن وزارة الجيش، احتجاجاً على إدارة الحكومة لجولة الحرب التي أعقبته.

ما لا يخفى على أحد، أن نتجت تفاهمات تصعيدية كبيرة بين رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" ووزير التعليم "نفتالي بينت"، باتجاه إعادة جولة الحرب التي انطفئت تحت قدرة المصريين، خاصة وأن "نفتالي" كان على وشك إسقاط الحكومة فيما لو امتنع "نتانياهو" عن منحه حق الانتفاع بوزارة الجيش الشاغرة، وربما ساعد في تأكيد تلك التفاهمات، هي التصرفات الإسرائيلية المتعاقبة، وسواء الفعلية على الأرض، من خلال تعميق جهود وحدات الكوماندوز البريّة بالقرب من الجبهة الجنوبية، أو النظرية والتي يتم التصريح بها من قبل مسؤولين إسرائيليين، باتجاه التأكيد على ضرورة خوض جولة جديدة من القتال ضد المقاومة.

أربعة وزراء من الكابينيت – المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية - "موشيه كحلون، جلعاد أردان، يوءاف غالانت، يسرائيل كاتس"- كانوا أكثر وضوحاً في تصريحاتهم، باتجاه أن الحرب قادمة، وهي التصريحات التي أجبرت "نتانياهو" أن يمد يده إليهم، كي يكفّوا عن أي تصريحات (حربيّة) متعلقة بالشأن الأمني بعمومه، باعتبارها تفضح المخطط التصعيدي المقبل.

وكان صدر عن وزير المالية "موشيه كحلون"، بأنه يجب على إسرائيل القيام بتنفيذ ضربة استباقية ضد حماس، باعتبار أن المرحلة الحالية، هي الأفضل للقيام بها، وإن لم نتصرف سنندم، وسيكون الربح أقل والسعر أعلى، حتى في حال وجود ردود فعل، وهو يقصد بالضرورة ما قد تخسره إسرائيل عسكرياً، أو ما قد تستلمه من انتقادات مصرية (خاصة)،لا تصبّ في مصلحة إسرائيل.

أيضاً، فإن تصريح وزير الأمن الداخلي "جلعاد أردان" بدا الأخطر، وهو على حد قوله، بأن دخول إسرائيل إلى القطاع للسيطرة على أجزاء منه أو كله، أصبح أقرب من الماضي، مضيفاً بأن إسرائيل إذا قررت الانتقال من الدفاع الى الهجوم ضد حماس، فالتطبيق سيكون اغتيال قادتها، معتبراً أنه إذا كان احتلال القطاع سيضمن أمن مواطني الدولة، فإن هذا ما ستفعله إسرائيل قريباً.

وبنفس القدر، فقد توعّد وزير البناء والإسكان "يوءاف غالانت" باغتيال رئيس حركة حماس في القطاع، "يحيى السنوار"، وتحدث عن أن أوقات "سنوار" باتت محدودة، باعتبار أن الجولة ستكون كبيرة وشاملة، وفي ظل أن الوقت الآن، هو أكثر مناسباً.

وبحسب وزير المواصلات والاستخبارات "يسرائيل كاتس"، فقد أكّد بأن إسرائيل قريبة جدّاً من حرب ضد حماس، باعتبارها لا مفر منها، والتي ستهتم باجتثاث الإرهاب الذي تقوم به، وبالتالي استعادة الردع الإسرائيلي المتآكل، ومُستنداً إلى عدم وجود أي حل سياسي للوضع معها.

على أي حال، ربما تكون تلك التصريحات راغبة حقّاً في تنفيذ عمل عسكري ضد حماس، ولا نجد ما نردّ به، فيما لو كانت تلك الرغبة نافذة المفعول أم لا، وفي ضوء أن الكلام في الهواء غالباً ما يكون بغير ثمن، ولكن نستطيع القول، بأن من الصعب على قادة لدولة كإسرائيل، القيام بمعالجة أزمتهم العسكرية المتآكلة على هذا النحو، وإن أجابت سلوكياتهم على شيء، فإنما تُحيب بصورةٍ واضحة، على الخشية من اصطدامهم بضربة موجعة أخرى.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق