تسللت الروحية المسيحية من ارتهان الدولة والمجتمع بسلطة الكنيسة الى شؤون الفرد وقد سوغ أو أسس كرسي الاعتراف أمام الكهنوت المسيحي هذه السلطة المطلقة للكنيسة على حياة المجتمع والفرد في أوربا، وكان التاج الذي يضعه البابا على رؤوس الملوك يرمز الى ارتهانهم ودولهم بإرادة وسلطة الكنيسة...
لقد هيمنت الروح الدينية المسيحية على الغرب على اثر حركة المبشرين الأوائل برئاسة بولس (تـ 64م) الذي صنع من المسيحية ديانة سماوية وفق رؤيته الخاصة للمسيح، وتحول من معاد باسم شاؤول اليهودي للمسيح وحواريه الى معتنق للمسيحية بإفراط في عقيدة البنوة الإلهية للمسيح ليتشكل من خلالها أقانيم الثالوث المسيحي.
فقد زعم في رسالته الى أهل غلاطية أن الله أعلن له عن ابنه في رحلته الى دمشق لتتبع المسيحيين وقتلهم بعد ان تعهد بذلك لليهودية، وفي مكاشفته تلك غيّر اسمه الى بولس الرسول. وتعد رسائله اول كتابات اللاهوت المسيحي والمؤسسة له وليس الإنجيل المؤسس لهذا اللاهوت الديني، وفي كتاباته ورسائله تلك تأسست أفكار المسيحية في عقائد الخلاص المسيحي والايمان بلا عمل وحياة وموت وقيامة المسيح وان الكنيسة هي جسد المسيح.
ويؤكد الباحثون في الكتاب المقدس أن نصف الإنجيل كتبه بولس وان النصف الآخر كتبه المتأثرون بعقيدته الدينية، هذا مع ملاحظة تغييب الكنيسة للأناجيل الأخرى التي كتبت بمعزل عن عقيدة بولس، لقد تحول الاله على يديه من التجريد الى التجسيد، وصار المسيح ربا بعد ان كان رسولا لدى المسيحيين الأوائل في أورشليم. وكانت رحلاته الى بلاد أوربا لاسيما الرحلتين الشهيرتين له الى روما وبث دعوته بين الوثنيين الرومان هي البذرة الأولى في تحول الغرب نحو المسيحية، ويبدو انه كان يمتلك محاججة فلسفية وعقلية مكنتّه منها خلفيته اليهودية ووفرتها دراسته للأفكار الدينية في العهد القديم في أورشليم على أيدي أستاذته من اليهود الفريسيين وفق تسمية المسيحيين لهم في أورشليم، وكانت مدينته طرسوس التي نشأ فيها في جنوب تركيا مركزا من مراكز العلم الإغريقي وكانت تزدهر فيها أفكار المدرسة الرواقية التي كانت تركز على مبادئ الأخلاق وفكرة وحدة الوجود وكانت تجمع بين الفلسفة والتصوف، وقد بدت أفكار بولس الدينية والتي طبقها على المسيحية متأثرة بأفكار هذه المدرسة الإغريقية مما يؤكد انطباع المسيحية الرومانية – الكاثوليكية بتراث أوربا الديني والثقافي مما فسح مجالا واسعا للقبول الأوربي للمسيحية في عصور لاحقة على عصر بولس الرسول.
وقد أثرت صور الصمود التي أبداها المسيحيون الأوائل في عصر الاضطهادات العشر كما تسميها الكنيسة المسيحية، وبدأت مع نيرون حاكم روما واستمرت لمدة سبع وثلاثين عاما من بعده، وطبيعة العلاقة بينهم كجماعة دينية تعتنق دينا آخر غير الدين الوثني الروماني أثرت في قبول المجتمع الروماني للمسيحية، لاسيما طبقاته الأكثر حرمانا وازدراء في هرمية الترتيب الاجتماعي للمجتمع الروماني الذي لم يكن يعبأ بأفكار وثقافات الشعوب الأخرى باعتبارهم شعوب برابرة لا قيمة لهم، وكان التصور الروماني حول المسيحية بانها ديانة شرقية لا تتوافق والعقل الروماني ولكن بعد مرور ثلاثمائة سنة على دخول المسيحيين الى روما أعتنق قسطنطين إمبراطور بيزنطة المسيحية في العام 312م بتأثير والدته هيلانه التي كانت تنتمي الى أبوين مسيحيين وكانت تحظى بمنزلة مقدسة لدى المسيحيين في مدينتها في الرها، ولعل تنصره جاء لدعم مملكته في حربها مع الفرس لاسيما وان المسيحية خلال هذه القرون الثلاثة كانت تجد لها رواجا في الدولة الرومانية لاسيما الاجزاء الشرقية منها حول عاصمتها بيزنطة، وكانت الرؤيا التي تشكل في العالم القديم أحد أهم مصادر المعرفة واليقين النفسي في العالم القديم تدفع بالإمبراطور قسطنطين الى اعتناق المسيحية بعد ان شاهد أعواد الصليب في الرؤيا مكتوبا عليها "بها تغلب" وهو يتهيأ لحرب الفرس التي فسر انتصاره عليهم ببركة الصليب وهو يكشف عن الزخم الروحي القديم في حياة الغرب في العالم القديم.
ثم جاء القديس أوغسطين (تـ 430م) ليؤكد إمكانية تحول روما الى مدينة الله بعد أن أدان محاججة الوثنيين من الرومان محتجا بعدم قدرة الآلهة الوثنية على حماية روما من الخراب الذي أصابها في أعقاب غزو القبائل والشعوب لها وتدميرها، وان الكنيسة آوت الهاربين من شعب روما وحمتهم وهو ما عجزت عنه المعابد الوثنية، وعلى أثر هزيمة الوثنيين الدينية والفكرية انتقلت إدارة العالم الروحي الى المسيحية في العالم الروماني بعد ان استحوذ عليه دين شرقي تم دمجه مضمونا وروحا بتراث الغرب الإغريقي والروماني على يد بولس أولا ثم أوغسطين الذي كان ينتمي الى الأمازيغية الجزائرية من جهة الأم المسيحية لكنه ينتمي الى الرومان من جهة الاب الوثني، وقد درس الآداب اللاتينية وتشرب بالثقافة الرومانية ذات الجذر الإغريقي، فقد قرأ أفلاطون وأفلوطين والأفلاطونية المحدثة وقرا سيشرون وفرجيل الرومانيين وكان لتحوله من الوثنية الرومانية الى المانوية الشرقية ثم الى المسيحية البولسية – بولس الرسول – تأثيرا كبيرا الى تحديد عقيدته وفق ما انتهى اليه بولس الرسول لا سيما عقيدته في الرهبنة وكراهية الجنس والشهوة وفي عقيدة الخطيئة المسيحية.
لقد تضافرت عوامل توظيف التراث الإغريقي والروماني في دمج الدين المسيحي وتبني السلطة الإمبراطورية لهذا الدين الشرقي وتعاقب باباوات أوربيين على الكرسي الرسولي تضافرت كلها في صنع الغرب عالما مسيحيا بامتياز وأخذت الروحية المسيحية تتسلل الى كل أشياء ومفردات الحياة الأوربية في العصور الوسطى.
أوربا قارة متدينة – الغرب عالما مسيحيا
لقد تسللت الروحية المسيحية من ارتهان الدولة والمجتمع بسلطة الكنيسة الى شؤون الفرد العامة والخاصة، وقد سوغ أو أسس كرسي الاعتراف أمام الكهنوت المسيحي هذه السلطة المطلقة للكنيسة على حياة المجتمع والفرد في أوربا، وكان التاج الذي يضعه البابا على رؤوس الملوك يرمز الى ارتهانهم ودولهم بإرادة وسلطة الكنيسة وصولا الى الفلاح/القن الذي كان يواظب على حضور القداس ويعكس تدينه جهلا مفرطا تغذيه حكايات شعبية وأسطورية حول ظهور العذراء في قريته وتمسكه بهذا التجلي الروحي من اجل أن تعينه العذراء، أو تلك الأفكار على السير في دروب الآلام والاضطهاد الذي يلقاه على يد النبلاء المسيحيين الذين كانوا يهتمون بنفس الوقت بالطقوس المسيحية ويحرصون على أدائهم الديني بحكم إيمانهم المسيحي.
وكان الفلاح/القن المسيحي خاضعا الى سلطة هؤلاء النبلاء إيمانا منه بالقدر المسطور الذي كانت تكرس الإيمان به الكنيسة المسيحية، فوصية الإنجيل بطاعة العبد/القن الى سيده وكان مارتن لوثر وهو المصلح البروتستانتي كما يطلق عليه يقول "ألم يكن لإبراهيم عبيد" في اعتراضه على حركة مطالبة الفلاحين والأقنان بحقوقهم في ألمانيا.
لقد فسرت لهم المسيحية ذلك القدر تفسيرا وجدوه مقبولا لديهم وينسجم في الوقت نفسه مع ما كانت تقدمه لهم الوثنية من تفسير حول القدر، فالقدر يختزن طبيعة الحياة ويحكم طبيعة الترتيب الهرمي في الحياة لمستوى البشر الاجتماعي، فلكل فئة من البشر اختصاصها وعملها في الحياة وهكذا يولد الإنسان مصحوبا بإرادة مسبقة غير عادلة في توزيعها للحقوق والواجبات، وتمكنت الكنيسة المسيحية ان تنسب هذه الإرادة وذلك التخطيط الى الله الخالق، وكان المسيحي الأوربي يؤمن بلا حدود بهذا التفسير وكل تفسيرات الكنيسة الأخرى للأشياء والوجود.
لقد طغى الايمان المسيحي على كل شيء في حياة الإنسان الأوربي وقد صدقت أوربا بكامل دولها ومجتمعاتها بالظهور الألفي للمسيح في العام 1095 م، وهي الألفية الأولى لولادة المسيح، وهي تكشف عن اقتراب نهاية العالم وقيامة المسيح التي صدقها العالم المسيحي في أوربا وفق إملاءات وتوجيهات الكنيسة في روما، فكانت بدعة صكوك الغفران وبوادر الحرب الصليبية ترافقها، أو بالأحرى كانت فكرة هذه الألفية الكنسية تمهد لها وتخطط لغزو الشرق بواسطتها، واندفعت دول وشعوب أوربا تحت ضغط ايمانها الديني المسيحي في حروبها الصليبية الخاسرة على الشرق الإسلامي والتي استمرت ما يقارب القرن من الزمان مما يعكس حجم الإيمان الديني المسيحي في الغرب الذي كان يجعل من شعوب أوربا قرابين رخيصة للكرسي البابوي الرسولي.
وكان الملوك وأسرهم والنبلاء والأمراء والفلاحين على السواء يسجدون أمام البابا ويقبلون يديه، لقد صار ينظر اليه على أنه وكيل الاله الذي يمنح غفرانه بواسطة صكوك البابا وتوقيعه وليس مجرد الحامل للمعنى الإنجيلي أو من يتقن شرحه وتفسيره فحسب، فأحدثت سلطة الكنيسة الدينية بواسطة هذه الامتيازات البابوية غير المبررة والتي تحولت الى سلطة زمنية نوعا من التورم الديني ذي التقيح الوثني في حياة الغرب، لكن هذا السلوك البابوي والكنسي الذي كان يصطدم بالرواية الإنجيلية المنقولة عن يسوع في التقشف وحياة الزهد جعل الغرب يراجع ذاته ليس في حقيقة الدين بل في حقيقة العلاقة بين الكنيسة والمسيحية وبين البابا الرسولي ويسوع الفادي للإنسان وفق الفهم المسيحي، وكانت تلك المراجعة في بدايتها بين المؤمنين المسيحيين وبينهم عدد كبير من رجال الكهنوت المسيحي، وكان استياء الكنيسة وسلوكها صادما بإزاء أولئك المخالفين والمعترضين وكانت تصفهم بالهرطقة، والمعنى في الهرطقة بشكل رسمي هو مناقضة الإيمان الكاثوليكي الذي رسمته وقننته المجامع المسكونية ويتحدد بشكل عملي بالخروج عن إرادة وسلطة الكنيسة.
وقد تصاعدت عقوبة الهرطقة من الطرد والحرمان الكنسي باسم الحُرم الى الإعدام الى الحرق، وكانت فرق الهراطقة من حيث العدد وحجم المؤمنين بها والأفكار التي طرحتها لتأويل وتفسير مسائل العقيدة شائكة ومعقدة بالنسبة للإيمان المسيحي التقليدي، أو قوانين الإيمان كما تطلق عليها الكنيسة الكاثوليكية التي تكونت في أعقاب مقررات المجامع المسكونية التي كانت تعقد في تاريخ المسيحية في كل أزمة يمر بها المعتقد الكهنوتي المسيحي الذي خضع الى كثير من الجدل والنقاش ابتدأ بطبيعة المسيح اللاهوتية والناسوتية والقول بالطبيعة الواحدة أو بالطبيعيتين ثم تطور الى حقيقة الثالوث ثم انتقل الى تفسيرات وترجمات الكتاب المقدس.
وكانت أوربا تضج في القرون الوسطى بالنقاشات الدينية التي تبدأ في أغلب أحوالها بنقاشات فرعية تنتهي الى اختلافات عقائدية، ويكشف حجم المشاركين بهذا الجدل الديني وعلى مستويات متفاوتة في الترتيب الهرمي الاجتماعي المسيحي وانتقاله الى الملوك والأمراء والنبلاء واصطفاف الفلاحين/الأقنان الى جانب نتائج هذا الجدل غير المنتهي لاهوتيا في العقيدة المسيحية بفعل ما تثيره تلك العقيدة من تساؤلات وشكوك نتيجة الزخم الإغريقي والوثني فيها، ويكشف أيضا حجم ذلك الجدل عن انطباع حياة أوربا عامة وخاصة بالدين المسيحي وبالروحية التي بثها بولس الرسول في مجتمعات الرومان، بل ان التضحيات والخسائر التي كانت تلحق بأتباع الفرق المهرطقة من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية تؤكد هذا الانهماك الاجتماعي والفردي الأوربي بالدين.
فقد بلغت خسائر أوربا البشرية 40% من البروتستانت وما يقارب من نصف سكان ألمانيا في الحرب الطائفية بين الكاثوليك والبروتستانت واستمرت ثلاثين عاما، وفي فرنسا راح ضحية هذه الحرب الطائفية المسيحية خمسة آلاف من البروتستانت وقد استمرت هذه الحرب الداخلية المسيحية في فرنسا أربعين عاما، وكانت حروب الإبادة هذه تجري بإشراف الكنيسة في روما وبتوجيه مباشر منها.
لقد كان المئات أو الآلاف من الأوربيين يساقون الى الموت والقتل وهم راضون بمصيرهم الديني نتيجة سيطرة القساوسة ورجال الكهنوت من البروتستانت والكاثوليك على عقول الناس في أوربا في القرون الوسطى.
لقد كانت أوربا تغص بمأساة حروبها الدينية – الطائفية وتغص بجموع الثائرين المسيحيين على أفكار وتقاليد و سلطة الكنيسة المطلقة على حياة المجتمع و الفرد الأوربي، وكانت تلك الحركات البروتستانتية المعارضة للكنيسة الكاثوليكية قد دخلت في تحالفات سياسية مع النبلاء والإقطاعيين بوجه سلطة البابا مما تسبب بتعقيد المشهد الديني – السياسي في أوربا في هذا العصر، وبالقدر نفسه كانت أوربا تتورم مسيحيا بطاعة البابا باعتباره وكيلا مطلقا عن الإله، وكان الصراع بين الباباوات للاستحواذ على الكرسي الرسولي يحرك أوربا نحو صراعات سياسية وحروب دامية، فاستحواذ البابا الحليف يشكل نصرا سياسيا للدولة الحليفة وزيادة في مساحة الأراضي التابعة، وكان الباباوات قد دخلوا بأنفسهم في صراعات وحروب مع ملوك وأباطرة أوربا انتهت بخضوعهم الى الباباوات كما فعل فريدريك إمبراطور ألمانيا بارتمائه بين قدمي البابا اسكندر الثالث (ت 1181م) وكان قبله هنري الرابع يطلب الصفح والغفران من البابا جريجوري السابع (ت 1077م). وكان هذا هو مبلغ وقوة سلطة الكنيسة الذي تحول الى طغيان سياسي وديني سببه الثروات والأموال والملكوت الدنيوي الذي أصابه قادة الكنيسة المسيحية من باباوات وكرادلة وأساقفة.
وفي التجارب الدينية النقية والخالصة ينظر الى المنصب والمال على أنهما مفسدتان للدين والأخلاق ولذلك كانت الدعوة الى الزهد فيهما هي موعظة أئمة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في التراث التقوي الإمامي.
لقد كانت الخسائر البشرية والاجتماعية والاقتصادية التي تسببت بها سياسات الكنيسة في أوربا، تلك القارة التي كانت تعد متدينة سوسيولوجيا وكان عالمها الغربي عالما مسيحيا ثقافيا وحضاريا، كانت تلك الخسائر تدفع بها الى إعادة النظر في الدين بعد ان أعادت النظر في الكنيسة والعلاقة بروما والكرسي الرسولي فيها ثم بدأت تستعيض عن الدين المسيحي بفكرة الدين الطبيعي، وأخيرا أعادت النظر في الوحي المسيحي وكتابه الإنجيل الذي شكل المصدر الأول للمعرفة الكنسية وفق ما تفسره وتشرحه وتقننه الهيئة الكهنوتية العليا في المسيحية أو ما تسمى بطبقة الإكليروس.
وكان أخطر تحول في تلك المراجعات هو مراجعة الدين نفسه أو حتى مواجهته في دعوته المسيحية الى العيش من اجل ملكوت الله في السماء والتخلي عن هذا الملكوت الذي تراجعت الثقة فيه بتأثير السلوك الكهنوتي المسيحي والتخلي عن فكرة المطهر بعد الموت في العالم الآخر لتبدأ أوربا في أعقاب تلك المراجعة بإحلال العالم/الدنيا محل العالم/الآخر في الاهتمام الوجودي والمعرفي ولتؤسس لفكرة أن هذا العالم/الدنيا هو العالم المهم والوحيد باعتباره عالما محسوسا وتجريبيا بعد ان خضع العقل الأوربي الى عقيدة الحس والتجربة وتحولهما الى فلسفة وجود وفلسفة علم ومعرفة لتنتهي الى الفكر المادي الذي كرس الفصل عن العالم/الآخر، وهنا يتكرس مفهوم العلمانية اشتقاقا من العالم المرئي والمعاش والباحث فيه الإنسان عن لذائذه ومنافعه ورغباته الجسدية لتغييب الروح في ثنايا الاضطراب المسيحي الفكري والهوس الكهنوتي بالسلطة الذي جعل الغرب المسيحي علمانيا بعد ان نازعت تلك السلطة الكهنوتية عرش الله في أرضه.
اضف تعليق