بدأ العراقيون صفحة جديدة من التعامل العسكري المحنَّك، لمطاردة عصابات داعش المارقة، وطردها من الأراضي العراقية بشكل تام، وبدأت هذه الصفحة من مدينة ديالى (شرق العراق) عندما قامت القوت العراقية البطلة والحشد الشعبي المؤمن، بتطهير كامل التراب العراقي في هذه المدينة، لتنطلق منها القوات نفسها باتجاه مدينة اخرى استباحها الارهابيون المارقون، هي تكريت، التي صمم أبطال العراق على فك أسرها من المجرمين الدواعش.
وقد بدأ العالم أجمع ينظر لما حققته القوات العسكرية العراقية والحشد الشعبي بعين الاعجاب والاحترام، لاسيما أن هذه القوات تواجه اوكار الارهاب الآن نيابة عن العالم كله، باعتراف القوى والمنظمات الدولية، مع العلم أن هذا الجهد العسكري الكبير والنتائج المهمة، بل الضخمة التي تحققت على الارض، لم يشترك فيها أي جهد أو تحالف دولي، فهو انجاز عسكري عراقي بحت تخطيطا وتنفيذا، ما يعني أن القوات العراقية قادرة على سحق المارقين من العصابات الاجرامية الداعشية، بجهود عراقية وتخطيط عراقي تام، أما ما يحتاجه العراقيون، فيتمثل بالكف عن الدعم الذي يحدث عن طريق الخطأ؟! والموجه لداعش مجانا، من جهات باتت معروفة، الامر الذي جعل العراقيين ينظرون بعين الريبة الى مثل هذه الاخطاء التي تبدو مرسومة ومخطط لها مسبقا!!.
ومع ذلك لا تزال جحافل الحق من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تتدفق على المجرمين بقلوب ممتلئة بالإيمان حيث حققت القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي الشجاع، نتائج كبيرة على الارض، ولا تزال صولاتهم متواصلة ليل نهار، لملاحقة المارقين من دواعش الشرك والتطرف، إذ لا تزال التعزيزات العسكرية تتدفق على تكريت كالسيول التي لا يمكن صدّها، لاسيما أن الخطط العسكرية المحسوبة استثمرت هذا الانتصار الكبير بصورة دقيقة، وقد اعلن احد القادة العسكريين أن سبب بطء التحرير، يرجع الى كثرة العبوات الناسفة المزروعة في الطرق والبيوت كافة، فيصبح الجهد في هذه الحالة مزدوجا، (تفكيك العبوات والدور الملغّمة) وفي ذات الوقت مطاردة العصابات الداعشية المارقة.
وكل الدلائل تشير الى ان القوات العراقية بكل تشكيلاتها واصنافها، عازمة على إنهاء صفحة الارهاب في العراق، وها هي الصولات الجريئة الصاعقة، مستمرة في تكريت وغيرها من مدن العراق، لطرد زمر داعش منها، وهي تبيّن بما لا يقبل الشك قوة الايمان الذي يتميز به جنودنا وهم يواصلون الليل بالنهار، حاملين ارواحهم على أكفهم من اجل تحرير مدن العراق، ويحظون بدعم متواصل من قوات الشعبي، يدفعهم حب الوطن والثأر لشهداء سبايكر وكل شهداء العراق، من اجل إنزال القصاص العادل بمجاميع الارهاب من المارقين الدواعش وممن يساندهم.
وها هم الشباب والرجال الشجعان يضحون بأغلى ما يملكون من اجل إلحاق الهزيمة بالدواعش الذين شوهوا الوجه الوضّاء للإسلام وتعاليمه الانسانية الراقية، حيث ترك الابطال من القوات المسلحة، نساءهم وفلذات أكبادهم وراءهم، وتركوا الحياة كلها مع كل مزاياها، واشتروا الشهادة بأرواحهم، ولبوا نداء المرجعية وها هم يقاتلون مجاميع وزمر الدواعش الذين احتلوا البيوت وأسروا الأطفال وباعوا النساء بسوق الرق بعد أن أعادوا الزمن الى الوراء مئات السنين، وقتلوا الابرياء ظلما وعدوانا، وهجروا الناس الآمنين من منازلهم ولغَّموا المنازل بالمتفجرات بعد ما كانت مسكونة من لدن أناس آمنين مطمئنين هم وعائلاتهم واطفالهم، واصبحوا اليوم في عراء النزوح يكابدون البرد والتشرد والمرض.
وهذا اقل ما يمكن أن نذكره عن ظلم المارقين الارهابيين الدواعش، وما أفسدوه في الارض، وما أحدثوه من دمار هائل طال كل شيء، في المقابل ها هي وسائل الاعلام المستقلة، محلية وخارجية، تنقل للعالم اخلاق المقاتل العراقي الغيور، الذي راح يتعامل بإنسانية نادرة مع أهالي المدن المحررة من قبضة التكفيريين، بطريقة قلَّ مثيلها، وهذا يدل على سمو ارواحهم ونظافة قلوبهم، وانسانيتهم المستمدة من جذورهم التربوية الكريمة، فقد قام الجنود العراقيون بتوزيع وجبات الطعام الجاف الخاص بهم، والذي يُسمى (ارزاق المعركة) على العائلات المنكوبة والمنتهكة كرامتها وحقوقها، وقامت فرق التمريض العسكرية بتقديم الاسعافات الاولية للأطفال والمسنين وكافة افراد العوائل، هكذا هم ابطال العراق، يحملون في نفوسهم انسانية العالم، وشجاعة الانسان الأصيل، الذي يمد يد العون للضعفاء الابرياء، وفي ذات الوقت يثأر من الظلم والظالمين، ببأس شديد وقوة لا احد يستطيع الوقوف امامها او ينازلها.
تأكد هذا في صولة الأبطال الذين ما زالوا يتدفقون سيولا على الاعداء من ارهابيي داعش، الذين باتوا يفرون كالجرذان اما الضربات الماحقة للقوات العراقية، الجيش والشرطة والحشد الشعبي، فكل هذه التشكيلات باتت تتوحد في بوتقة واحدة، هي حب الوطن وتطهيره من دنس المجرمين الدواعش، وهذا اعطى قوة معنوية ومادية كبيرة لقواتنا التي ستواصل صولاتها حتى النصر بإذن الله، فقد هزموا عصابات داعش وقواته الهمجية الهجينة، وكبدوها خسائر بشرية ومادية كبيرة، ولا يزالون يواصلون التقدم الى امام وصولا الى الهدف القادم، فبالأمس حرر المقاتلون العراقيون الابطال تكريت بعد ان انطلقوا نحوها من ثلاثة محاور، ودخلوا ناحية العلم وغيرها من المدن الصغيرة والقرى والقصبات وحرروها تباعا، وهم يهتفون بصوت هادر، ها أننا قادمون نحو الموصل، لإعادتها الى أحضان الوطن.
اضف تعليق