عندما كنا صغارا تربينا على مقولة كانوا يرددونها اجدادنا امامنا حين نتخاصم مع اصدقاءنا اثناء اللعب في الازقة والشوارع هو مثل عراقي قديم لكنه يحمل من المعاني قد افتقرناها الان.. ويقول المثل " اني واخوية على ابن عمي واني وابن عمي على الغريب".
معناه عندما يتخاصم اخوك وابن العم يجب ان تكون في صف اخوك وتسانده وعندما يكون الخصام مع ابن عمك والغريب يجب ان تكون عونا لابن عمك والدم ميصرش ميه علكولة المصري... ياله من مثل عريق وقيم وذو معاني عالية يجتمع فيه النبل والشهامة والهمة العالية... لكن كل ذلك قد افتقدناه مؤخرا وبات هذا المثل لا يمثل شيء في عالمنا الغريب الذي نشهد به الكثير من الحوادث المثيرة للدهشة والريبة.
نعم هذه المقدمة لكي اتحدث عن الانفصال القطري السعودي الذي شغل الرأي العام العربي والعالمي في الفترة الأخيرة والذي اثار ضجة سياسية كبيرة كيف بمدللة الخليج تنفصل ويحضر عليها كل شيء ماذا فعلت للاب الكبير أمريكا اقصد السعودية والتي تحركها أمريكا.. لكي يكون عقابها الحرمان من الميراث لا وليس هذا فقط بل والتبرأة منها.
بعد زيارة مفاجئة من ترامب للسعودية تعلن الأخيرة اخلاء سبيل قطر من عدتها وتعترف انها ممولة للارهاب ماذا فعلت تلك المدللة الصغيرة بالحجم والكبيرة بالتمويل؟ لكي تثير غضب أمريكا عليها وتعلن السعودية العداء اليها؟
هل هذه خطة أمريكية جديدة؟؟ ام انه إرهاب غربي جديد؟؟
لنعود قليلا بالتأريخ الى الخلف ونتحدث عن المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وغيرها التي مؤخرا قد اعترف الجميع انها أفكار أمريكية بتنفيذ عربي وتمويل عربي أيضا..
الهدف الأمريكي هو جعل الدول العربية غارقة بدمائها ومشغولة بحروبها من اجل ان تتفرغ أمريكا الى النفط العربي ولا احد يحاسبها على ذلك او لاجل مطامع أخرى..
من اجل ذلك كونت أمريكا جماعات إرهابية سرية مقاتليها هم العرب وتمويلها من قطر.. فلا يخفى علينا ان اغلب مقاتلين داعش هم من العرب وبالذات السعودية هذا ما سمعناه وشاهدناه في القنوات الإخبارية..
وكان التمويل قطري وكانت الاخوات السعودية وقطر متفقون على أولاد العم العراق وسوريا وليبيا بتخطيط امريكي إسرائيلي..
كان نتيجة هذه المؤامرة العراق غارق بحربه على الإرهاب سوريا غارقة بدمائها بسبب الإرهاب وليبيا الخراب يعمها نتيجة الإرهاب.. اما اليمن فتلك حكاية أخرى..
اتفقت أيضا الاخوات قطر والسعودية بتخطيط امريكي كالعادة لكن هذه المرة كان الاتفاق علني بحرب مدمرة على اليمن ليس لها اهداف معينة سوى خرابها ودمارها بحرب لاتمتلك من الإنسانية شيء فقد دمر هذا الشعب المسكين على مرأى الجميع ولا احد يتكلم عما يدور بها فقد أصيبت الحكومات العربية بخرس مزمن..
نعود لنستكمل سلسلة الإرهاب الأمريكي على الدول العربية.. وتحديدا مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب التاجر الارعن ذو القرارات الطائشة والهوجاء والتي لا تعني غير معنى واحد أمريكا أولا انه رئيس شعبوي ولا اعلم كيف العالم سيكمل معه لغاية اربع سنوات؟؟
فقراراته جميعها عدائية ومتسرعة وبعيدة عن الدراسة والدراية فخلال حملته الانتخابية كانت السعودية عدوته اللدودة وقد وعد عند فوزه ان لا تكون السعودية حليفه له لكن بعد فوزه بالانتخابات اختلف الامر.
فبعد فوزه المفاجئ في الانتخابات الامريكية والذي اثار ضجة إعلامية كبيرة اعلن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب انه ضد الإرهاب ويريد ان يقضي على الإرهاب والجماعات الإرهابية لان ورقة الإرهاب باتت ورقة مفضوحة تعمل بها أمريكا خاصة بعد ان صدرت تقارير إعلامية كثيرة تؤكد ان أمريكا وراء الجماعات الإرهابية المنتشرة في الدول العربية..
بدأ الرئيس الأمريكي الشعبوي بالتفكير في خطة إرهابية جديدة ولان الرئيس الأمريكي الجديد واضح ولايحب الخفاء فكر بان يجعل الدول العربية تتقاتل مع بعضها علني وبحروب طاحنه وهذا بحد ذاته اكبر من الإرهاب..
كيف يكون ذلك؟؟ بخطة واضحة المعالم والحدود بعد عداءه الكبير لسعودية اغراه المال السعودي وراح يلهث وره السعودية بزيارة مفاجئة اثارت غارة كبيرة شتت الاذهان منها توقيع صفقة كبيرة مع السعودية واستقبال السعودية الفخم له ولعائلته والكثير من الأمور المشتتة وبعد ان غادر السعودية ذهب الى إسرائيل ما السبب من ذلك هل ذهب الى حليفته لتوثيق المعاهدات؟؟
نأتي لما بعد هذه الزيارة والمآخذ التي جاءت بعدها فالكثير تساءل ما سبب هذه الزيارة وما وراءها خلال اقل من شهر بانت النوايا من هذه الزيارة..
بعد أيام قليلة من تلك الزيارة الامريكية للسعودية بدت المناوشات والتصاريح والخلافات تظهر مابين السعودية وقطر نعم هنالك خلاف بينهما منذ عام 1995، نتيجة نزاع طويل على الغاز الطبيعي المسال، لكن لماذا وقتت السعودية تخليها عن قطر في هذا الوقت وبعد زيارة ترامب اليها تحديدا.
فقد بدأ ترامب بتنفيذ مخططه الإرهابي وهو جعل دول الشرق الأوسط تتحارب وتتناحر في ثلاث محاور وهو اختار السعودية لتكون محوره الرئيسي..
بدت أولى الخطوات من تقسيم الدول العربية على ثلاث محاور المحور الأول مع أمريكا والسعودية المتحالفات والاثنان عدوتهما ايران التي على ما يبدو فعلا انها خطر على أمريكا..
المحور الثاني هو ايران وتركيا وقطر.. وهذا المحور لنا وقفه معه وتساؤلات حوله؟؟ كيف تجتمع ايران مع قطر فأيران وحسب ما مبين انها ضد الإرهاب وهي مساندة الى كل فصائل المقاومة التي تقف ضد الإرهاب الذي بدورها قطر تدعمه وحسب ماصرح الرئيس الأمريكي والسعودية مؤخرا ان قطر ممولة رئيسية للارهاب.
أيضا كيف تجتمع ايران مع تركيا المتناقضات في الأفكار والاتجاهات هنا اقتضت الحاجة فهدف هذه الدول الثلاث هو العداء الأمريكي السعودي واي شيء قد ركن على جنب..
يبقى لدينا المحور الثالث وهو المحور المدلل حاليا هي الدول التي لم تتعاهد مع السعودية وتقف الى جنبها ولم تتفق أيضا مع قطر وتقف الى جنبها فهذه الدول اكتفت بموقف المتفرج واي واحد يفوز تصفق له.. او تنتظر المغريات والعروض التي تأتي من قطر او السعودية للالتحاق بالعرض الأكثر نفعا..
طبعا العراق من ضمن هذه الدول التي تتصف من المحور الثالث ولا اعلم لماذا لم يغير موقفه لحد الان .. خاصة ان السياسيين العراقيين منقسمين الى ثلاث انصاف قسم مع ايران وقطر والثاني مع أمريكا والسعودية والثالث يريد ان يبقى متفرج..
لكن مااثار الدهشة والاستنفار من قبل المحللين السياسيين ما قاله احد أعضاء مجلس النواب في احدى القنوات العراقية انه مستعد ان يجهز جيش بعدد العشرة الاف مقاتل عراقي لكي يقف الى جنب قطر؟؟
أيضا حروب وأيضا دماء دعونا وشأننا من هذه الحروب وكيف تستطيع بزج المقاتلين العراقيين لكي يدافعوا عمن كانوا باموالهم يستبيحون الدم العراقي.. من هنا تتبين معالم الخطة الامريكية الجديدة بقيادة ترامب حروب عربية طاحنة..
هذه هي الخطة الإرهابية الكبيرة التي كانت تخطط اليها أمريكا بعد داعش فيامن تساءلتوا عن ماذا بعد داعش؟ تنتظرنا حروب مع اشقاءنا واخواننا العرب هيا تهيأوا لتلك الفتنة الجديدة.
اضف تعليق