q

فجأة، وجدت السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن أنها أمام ورطة معقدة بعد إعلان ما يعرف بـ "الجنوب اليمني" الذي سيمثل سلطة مستقلة موازية لسلطة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

الورطة تكمن في عقدة عقدتها الإمارات الشريكة القوية للسعودية في التحالف العسكري بدعمها للمسؤولين المنشقين في الجنوب اليمني في تحالف غريب أربك التحالف الأم الذي كان ينوي بسط سلطة هادي، وهذا يعني ان السعودية لن تستطيع أن تظهر أي عداء لهذا التشكيل الجديد لأنه نشأ من التحالف نفسه!.

إذاً.. الأمر يبدو الآن كالآتي:

إن فكرة محاربة نشوء دولة جديدة متناغمة مع إيران بدأت تصطدم بجدار اختلاف الأمزجة بين كل من السعودية والإمارات، وإن نقاط الخلاف السابقة غير المعلنة بين الإمارات والسعودية حول لمن السيطرة على الداخل اليمني؟ وإدارة المناطق المحررة في العمليات العسكرية، كل ذلك أنتج لهم أزمة معقدة ستخرج الأمور عن يد التحالف العسكري لصالح الحوثيين وإيران.

هيئة رئاسة في الجنوب

في أواخر نيسان من العام الحالي، أقال هادي محافظ عدن، ثاني اكبر المدن اليمنية، عيدروس الزبيدي، ما دعا الأخير إلى تشكيل "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، لتمثيل المحافظات الجنوبية داخلياً وخارجياً"، وتضم نحو 26 عضواً بينهم محافظو خمس محافظات جنوبية واثنان من الوزراء في الحكومة اليمنية، كما يضم شخصيات قبلية وعسكرية وسياسية بارزة.

وأعلن الزبيدي ذلك في خطاب تلفزيوني وقد ظهر خلفه علم دولة اليمن الجنوبي السابقة التي تعرضتا قواتها للهزيمة على يد قوات الشمال في 1994 مما جلب الوحدة إلى البلاد.

وأقيل الزبيدي في الفترة نفسها التي أقيل فيها وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، ضمن المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه.

وكان الزبيدي قد أكد في بيان له أن الجنوب سيستمر "بالشراكة مع التحالف في مواجهة المد الايراني في المنطقة والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الارهاب" المتمثل بالمجموعات المتطرفة مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

صراع معقد

المتوقع أن يتسبب الإعلان في تفجر مزيد من الاضطرابات في اليمن الذي يوجد مقر حكومته المعترف بها دوليا في عدن نظرا لسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.

كما يثير الإعلان احتمال حدوث المزيد من الانقسام في صراع معقد بالفعل في الدولة الفقيرة التي تقود فيها السعودية تحالفا من قوات عربية وخليجية ضد الحوثيين الذين تحاربهم السعودية بغضاً بإيران.

الجنوب اليمني

والجنوب اليمني منطقة تضم أغلب احتياطيات البلاد من النفط وتشكل العمود الفقري لاقتصادها، و كان دولة مستقلة حتى عام 1990، قبل ان يتم توحيدها مع الشمال.

وبعد أربع سنوات ظهرت حركة تمرد انفصالية في الجنوب أدت الى سيطرة القوات الشمالية على المنطقة.

ويعيد الإعلان الجديد إلى الأذهان ما حدث في الستينيات من تأثيرات مصرية سعودية على وحدة اليمن، لكن هذه المرة عبر الإمارات والسعودية الشريكان القويان في التحالف العربي.

رفض حكومي

بدورها رفضت الحكومة اليمنية خطوة انفصال جنوب اليمن واعتبرت أن من شأنها تعميق الانقسامات وخدمة مصالح الحوثيين المدعومين من إيران، على حد قولها.

وقالت حكومة هادي في بيان "يرفض الاجتماع رفضا قاطعا ما سمي بتشكيل مجلس انتقالي جنوبي يقوم بإدارة وتمثيل الجنوب".

وأضاف البيان أن هذه القرارات "تبقى أعمالا لا أساس لها ولن تكون محل قبول مطلقا وهي إنما تستهدف مصلحة البلد ومستقبله ونسيجه الاجتماعي ومعركته الفاصلة مع المليشيات الانقلابية".

الانفصال خطوة إلى الأمام

لكن مسؤول بارز في جنوب اليمن، قال إن الانفصاليين يأملون أن تحظ قضيتهم بدعم التحالف المؤلف بالأساس من دول خليجية.

وأضاف قائلا "إنها خطوة للأمام بعد كفاح طويل. تمكن شعب الجنوب العربي أخيرا من تنظيم نفسه نحو الاستقلال".

وتابع قائلا "دولة الإمارات العربية والخليج يحترمون حق تقرير المصير ولا نعتقد أنهم سيعارضون الإرادة الجنوبية".

اضف تعليق