اياد علاوي رئيس وزراء سابق ونائب لرئيس الجمهورية حاليا يقول. إنه إلتقى أبرز شخصيتين في الحشد الشعبي هما هادي العامري وأبي مهدي المهندس، وسألهما عن عودة المواطنين الذي نزحوا من جرف الصخر التي كانت معقلا لداعش وحررت بصعوبة من قبل الحشد الشعبي. وإن أحد الإثنين قال له. إن أمر عودة النازحين من عدمه قرار إيراني.
يتفق الجميع على إن اغلب القادة السياسيين العراقيين يتوزعون في ولاءاتهم بين إيران ودول خليجية وعربية في المقدمة منها السعودية. والمعروف إن السيد علاوي الذي يقود تيارا علمانيا لايخفي ميوله الى السعودية ورفضه للوجود الإيراني في المعادلة العراقية، ولايمر شهر إلا ونجده قد أطلق تصريحا قويا ضد إيران.
قبل يومين وجه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الملك الفعلي للسعودية هجوما عنيفا الى إيران وحلفائها في المنطقة، وبعث بإشارات عن نية المملكة نقل المعركة الى الداخل الإيراني بالاعتماد على الأقلية السنية الناقمة، والعرب الشيعة الذين تحركهم بعض الهواجس القومية، ويتحدث معارضون منهم عن تهميش متعمد.
علاوي يقرأ النوايا الأمريكية، ويجد إن الهجوم السياسي والإعلامي على إيران والحشد الشعبي في هذه المرحلة مهم جدا لأنه يتزامن مع حراك أمريكي سعودي يأمل من خلاله البعض تغيير المعادلة وكسر الإرادة الإيرانية. علاوي ماتزال عينه ترنو الى كرسي رئيس الوزراء، ومعركة كسر العظام ستستمر بين السياسيين السنة ونظرائهم الشيعة، والعيون والآذان تتوجه الى الرياض وطهران.
التطورات على الأرض، والحراك السياسي سواء المحلي، أو الإقليمي، ونوايا إقليم كردستان بإجراء إستفتاء شعبي لإقامة الدولة الكردية تشير جميعها الى إن العراق مقبل على نوع صادم من التغيير، ويرى بعض السياسيين إنهم يجب أن يسايروا تلك التطورات لعلهم يحصلوا على مكاسب في المستقبل المنظور، فالدول المحيطة بالعراق ورغم إختلاف وجهات نظرها في طبيعة الحكم ومستقبل الدولة لكنها لاتختلف على أهمية أن يبقى العراق ضعيفا الى مدى بعيد لكنها تستقطب المجموعات السياسية العراقية، ولاتريد لها أن تنفلت من عقال التبعية، الأمر الذي يهدد مصالحها الحيوية.
بينما يشعر الكرد إنهم في معركة مع الزمن لايمكن تأجيل الحسم فيها لجهة تأمين وضعهم في دولة ذاهبة الى المجهول بين تبعية السنة الى السعودية والشيعة الى إيران، وتعدد حالات الإستقطاب، ومحاولة بعض الأطراف الشيعية والسنية الإنفلات من عقال الولاء لإيران والسعودية، وتنامي المخاوف والآمال معا من دور أمريكي مختلف خلال الفترة المقبلة تمهيدا لمرحلة مابعد داعش.
وهذه مقدمات لمايمكن أن يكون عليه الوضع العراقي، ونوع الصراع الذي يمكن أن يسود، فمعظم الدول المجاورة للعراق لن تتخلى عن مطامحها ومطامعها بسهولة، وهي ترى الأمريكيين يعودون بنوايا مختلفة.
اضف تعليق