q

من خلال رصدنا لظاهرة الزيارة الأربعينية على مدى الأيام الماضية تجسدت مقولة العلامة الراحل د. حسين علي محفوظ "الدين هو الحب والحب هو الدين " بشكل ملموس.. نعم الحب كان العامل المشترك والمحرك الاساس لهذه الشعيرة الروحية بدءا بحب الله.. حب القرآن الكريم.. حب النبي الأكرم وحفيده الحسين عليهما السلام..حب الانسانية.. حب القيم العليا.. حب الناس.. حب الآخر.. حب التعايش.. حب الحياة.. حب الغد المشرق..

ونعتقد بأن اكثر من 20 مليون انسان عراقي مع عدة ملايين من الضيوف الأجانب القادمين من (60) دولة اجنبية للمشاركة في هذه الزيارة الأربعينية الماراثونية، شكلت ظاهرة اجتماعية اخلاقية وانسانية مؤثرة تركت ابعادا ايجابية جديرة بالرصد والدراسة والبحث والتوقف عندها بعد فرزها لحالات رائعة وأبعادا ايجابية من شأنها أن تشكل دافعا قويا للنهوض بمجتمعنا الى مصاف المجتمعات المتقدمة، على عكس الواقع المر من حالات التراجع والنكوص وانتشار الفساد الاداري والمالي في مرافق الدولة التي ابتلينا بها، انتجتها جهات معادية للعراق و شلة الفاسدين والمفسدين الذين اخجلونا بخيانة الأمانة (لا سامحهم الله) والذين كانوا وراء فشل المشروع العراقي الناهض للأسف..

نحاول هنا استنباط الدروس والعبر وتسجيل جملة من العوامل الايجابية الناتجة عن هذه الظاهرة الحسينية المبهرة :

- الظهور بمظهر انساني، سلمي، مدني، حضاري امام العالم، ما أذهل المراقبين رغم التعتيم الاعلامي الدولي.

- شيوع مشاعر الإخاء والمحبة والوئام والتعايش وحب الحياة والتضحية في سبيل الآخر.

- بروز حالات ايجابية من العطاء والتفاني والتضحية والايثار والكرم والضيافة.

- الشعور بحالة من الصحة والعافية بعد ممارسة رياضة المشي التي يوصي بها اطباء العصر.

- مغادرة حالة القلق وضجيج الحياة، والانطلاق بسياحة فطرية في فضاءات الهواء الطلق.

- الانفصال الاختياري عن روتين العمل اليومي والتغيير الايجابي للقاء الجديد من الوجوه المستبشرة.

- الشعور بالقوة في السير الجماعي نحو هدف أعلى في الحياة.. نحو القيم الشامخة.. نحو القمم الانسانية.. نحو الانموذج.. نحو القدوة الحسنة التي باتت نادرة في الحياة العامة.

- الحصول على فرصة للحوار مع الذات ومراجعة النفس في القضايا وتحديات الحياة اليومية خلال ساعات السير الطويلة.

- تعلم فن صناعة السعادة من امور بسيطة ودون تكاليف باهظة.

- ظهور نماذج رائعة من العراقيين الاباة الذين اجتذبوا عدسات الكاميرات وانطقوا الأقلام.

- الشعور بالطمأنينة التي لم تأت من امتلاك المال والثروة ما يثبت بأن ليس كل الأغنياء سعداء ولا كل الفقراء تعساء.

- تعزيز الثقة بالنفس والقناعة بالإمكانيات الذاتية وترشيد النفس الامارة بالسوء.

- الشعور الانساني المتأجج بالتنوع في بحر يموج بكتل بشرية متنوعة الاعراق والثقافات.

- الشعور بالعدالة الانسانية في فضاء لا يفرق بين الوزير والأجير ولا يفاضل بين الأمير والفقير الى حد ما..

- توفر فرصة ذهبية لإعادة النظر بمدى فهم الانسان لدوره المطلوب في حياته.

- نبذ العنف والارهاب من خلال الاندماج والانخراط في صفوف لواء المحبة والتعايش وقبول الآخر..

- التخلص من جملة من العقد النفسية العالقة نتيجة الخلل في الثقافة الموروثة من الجهل والظلم والضلالة.

- الشعور بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية لبناء وترميم الوطن والعمل على طرد المفسدين.

- انعدام او التراجع الى حد كبير في مستوى جرائم السرقة والاعتداء والتحرش الجنسي في المحافظات التي شهدت الزيارة.

- النظافة كانت متميزة في هذه السنة وبروز الاف المتطوعين لمساعدة عمال البلدية لرفع النفايات وتنظيف الشوارع.

- ارتفاع مستوى الوعي الأمني لدى المواطن وتعاونه مع القوات المسلحة في الحيلولة دون وقوع تفجيرات ارهابية.

- نجاح القوات الامنية في ضبط امن هذا العدد من الزائرين والضيوف يرسل رسالة تحذير واضحة الى الارهاب وداعميه.

- تطور ارقام الزائرين بشكل كبير في هذا الموسم الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لوضع الخطط المستقبلية لاستقبال اعداد مضاعفة في السنين القادمة.

- التأثير الكبير لوسائل الاعلام المختلفة والفضائيات العراقية على الداخل العراقي، والبحث عن كيفية تسويق هذا النشاط الانساني المتعاظم الى الاعلام الخارجي.

- الحاجة تدعو الى تأسيس لجنة عليا لإدارة هذه التظاهرة الكبرى واستثمارها وتوظيفها بالشكل الحضاري الأمثل وبما ترتقي الى المستوى الذي يليق بقبلة الزائرين.

- أفرزت الزيارة قضية هي اكبر من امكانيات بلدية وادارة محافظة، وانما الحاجة ملحة لإنشاء مشاريع خدمية وسياحية وتنموية عملاقة من شأنها توفير العملات الصعبة الضخمة وتشغيل الأيدي العاملة وتنمية البلاد لاو احسن استخدامها.

• باحث وكاتب

اضف تعليق