فـي يـوم عاشورا مضى محزونا.....وعـمـره الـثـمان والـخمسونا
قـتل الـشهيد السبط جسمي أنهكا...قـد جـاء فـي تاريخه حدiالبكا
مـرقده في الـطف مـع الانـصار.....والراس عند المرتضى الكرار(1).
اقوال الامام الصادق (عليه السلام).عن موضع راس الامام الحسين (ع):ـ
عن أبان بن تغلب قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمر بظهر الكوفة، فنزل فصلّى ركعتين، ثم سار قليلاً فصلّى ركعتين، ثم سار قليلاً فنزل فصلّى ركعتين، ثم قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام).
قلت: جعلت فداك والموضعان اللذان صليت بهما!
قال: موضع رأس الحسين، وموضع منبر القائم.(2)
وقد أخبر الامام الصادق (ع) أبي الفرج السندي (3). ومبارك الخباز (4)، عن هذا الموضع لرأس الامام الحسين (عليه السلام).
ويذكر السيد حُسين البراقي في كتابه تاريخ الكوفة عن الكليني وابن طاووس والمجلسي: مجيء الإمام الصادق (عليه السلام) وأنهُ صلّى ركعتين، ثم سار ونزل وصلّى ركعتين، ثم سار ونزل وصلّى ركعتين، فسأله صفوان عن ذلك فقال: الركعتان الأوليتان موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) والركعتان الثانيتان موضع رأس الحسين عليه السلام والركعتان الثالثتان موضع منبر القائم (عليه السلام).(5)
ويروى عن صفوان انّه لما اطلع على موضع قبر امير المؤمنين ببركة الصادق (عليه السلام) قال: فمكثت عشرين سنة أصلّي عنده، وعلّمه الصادق (عليه السلام) ايضاً كيفية زيارة الامام الحسين (عليه السلام) في الأربعين (6)،
فموضع رأس الامام الحسين (عليه السلام): يكون في مسجد الحنانة، المعروف بالقائم المائل، ويبعد عن قبر أمير المؤمنين بحوالي 1000م، ويقع هذا المسجد شمال غربي الكوفة على يمين الذاهب إلى النجف (7)
وعن المفضل بن عمرو قال: جاز مولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بالمائل طريق الغري فصلّى عندهُ ركعتين، فقيل له: ما هذه الصلاة؟
قال هذا موضع رأس جدي الحسين (عليه السلام) وضعوه هاهنا.
وفي أمالي الشيخ الطوسي قدس سره يضيف كلمة: عندما أتوا به من كربلاء ثم ذهبوا به الى عبيد الله بن زياد (لعنه الله). (8)
وقال محمد بن المشهدي في كتاب المزار الكبير: زيارة للحسين (عليه السلام) مختصرة، يزار بها في كل يوم وفي كل شهر، ويزار بها عند قائم الغري (أي مسجد الحنانة).
فقد جاء في الأثر أن رأس الامام الحسين (عليه السلام) هناك، وان الامام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) زارهُ هناك بهذه الزيارة وصلى عنده أربع ركعات، والزيارة هي هذه (السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين... إلى آخره). (9)
معنى الحنانة لغويا:
يقول ابن منظور: بفتح الحاء وتشديد النون مؤنث الحَنَّانُ، الذي يحن إلى الشيء، والحنّةُ بالكسر، رقة القلب. (10)
واما تسمية "الحنانة": فهي كلمة مشتقة من الحنين، وذلك عندما مرّت سبايا الإمام الحسين (عليه السلام) بموضع الثوية، إذ عبثوا برأسه الشريف ورؤوس أصحابه، فصدرت أصوات من الحنين جزعاً على ما حلّ بهم، فالكلمة عربية الاشتقاق أصيلة، وقد تأتي من تحنّن عليه: أي ترحم، والحنان: الرحمة، أو أن الكلمة مشتقة من لفظة "حنّا"، و"حنا": دير نصراني قديم من أديرة الحيرة، كان في موضع المسجد عينه، وتطورت اللفظة من "حنّا" إلى "حنانة" بمرور الزمن، ودير حنّا قد بناه المنذر الأوّل بن النعمان الأوّل الذي حكم بين 418 ـ 462م، وكان ديراً عظيماً في أيامه. (11).
مسجد الحنانة السامي عُلا..كاد بالفضل يضاهي المسجدين
جهلوه الناس قدراً وهو في...قدره ضاهى السما والفرقدين
رفع الله تعالى شأنه..........فتعالى شأنه في النشأتين
كيف لا يرفعه الله عُلا......وبه قد وضعوا رأس الحسين(12).
منطقة الحنّانة من ضمن الثوية التي هي تل بقرب القائم المائل المسمى بالحنّانة، فيه قبور خواص أمير المؤمنين، بضمنها مرقد الصحابي كميل بن زياد(رض) (13).
قال ابن طاوس في فرحة الغري: سأل ابن مسكان الامام الصادق (عليه السلام) عن القائم المائل في طريق الغريين.
فقال: «نعم لما جازوا بسرير أمير المؤمنين (عليه السلام) انحنى أسفا وحزنا على أمير المؤمنين (عليه السلام)» (14).
ومسجد الحنانة من المساجد المعظمة كبير الشأن يتبرك به ويقصده المجاورون والزائرون، وهو أحد الاماكن الثلاثة التي صلى فيها الامام جعفر الصادق (عليه السلام).
وأنه موضوع رأس الامام الحسين (ع) ويعرف قديما بالعلم كما في مصباح الزائر لابن طاوس (15).
موقعه شمال البلد على يسار الذهاب الى الكوفة وبالقرب منه التوبة وهي مدفن لكثير من خواص امير المؤمنين (عليه السلام)، والقائم المائل مكث على انحنائه الى أواخر القرن الثامن الهجري كما ذكره في نزهة القلوب الفارسي وهو من الكرامات الباهرة لأمير المؤمنين (عليه السلام). (16).
وكان مسجد الحنانة يسمى القائم المنحني وورد ايضا القائم المائل وقد عرفت هذه البقعة بعد بـ الحنانة، وفيها مسجد يعرف بمسجد الحنانة، ويقرء فيه الدعاء المأثور.
وفي هذا الموضع انزلوا السبايا كرائم الوحي ال بيت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عيالات الحسين (عليه السلام) بعد شهادته في كربلاء 10 محرم الحرام سنة 61هـ لكي يأخذ بن زياد الاثيم الحيطة لنفسه من الكوفيين ويستعد بشرطته خوف النهوض عليه عاجلا. حتى يطوفوا بعيال الحسين (ع) سبايا في سكك الكوفة وشوارعها، ويعلم الناس صنعه بال النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
وورد مرسلا ان الخوارج حملة الرؤوس عبثوا برأس الحسين (عليه السلام) ورؤوس أهل بيته واصحابه البررة، وفي الثوبة فنت الارض جزعا بأن سمع عليها صوت وحنين، وحن السبي ايضا جزعا ومأساة مما صنع بالرؤوس ومن هنا سميت هذه البقعة بـ الحنانة. ثم حملت الرؤوس على اطراف الرماح امام السبايا الى الكوفة وطيف بها سكك الكوفة وشوارعها. (17).
هو مسجد بالصالحات مُشيّد وعلى الهدى قد أسسوا بنيانه
هو مشهد رأس الحسين به ثوى فسما وشيّد بالهدى أركانه
وقد انحنى متواضعاً للمرتضى إذ مرّ فيه معظماً جثمانه
أرض الثويّة هذه أرخ (فذا رأس الحسين بمسجد الحنانة)(18).
اضف تعليق