ضحى بكل ما يملكه من اجل المبدأ وليس له مصلحة شخصيته يبتغيها، قُتل اهل بيته حتى الاطفال منهم والاصحاب، تحمل مالم يستطع تحمله الناس العاديين، فهو المضحي الكبير والقائد المعطاء الذي اسس للعدل في زمن اراد له ان يقبر، وهو القائل هيهات منا الذلة وكان مجسداً لها...

ضحى بكل ما يملكه من اجل المبدأ وليس له مصلحة شخصيته يبتغيها، قُتل اهل بيته حتى الاطفال منهم والاصحاب، تحمل مالم يستطع تحمله الناس العاديين، فهو المضحي الكبير والقائد المعطاء الذي اسس للعدل في زمن اراد له ان يقبر، وهو القائل هيهات منا الذلة وكان مجسداً لها بالواقع وليش شعاراً يرفع، انه الحسين عليه السلام وكفى به مضحياً من اجل دين جده الذي الذي اراد الاصلاح في امته، فما هي انعكاسات تضحيات الحسين على والواقع الذي نعيشه اليوم؟

المختلف في معركة كربلاء ان قائدها الامام الحسين بن علي وعلى اله السلام لم يؤمن عائلته ويحصنها من شرارة الحرب وبطشها كما يفعل كل القادة في الحروب العادية، فكل القادة يحتفظون بعوائلهم ويجعلونهم في مأمن من الحرب والثورة والصخب والتعب الا الامام الحسين عليه السلام فقد راى اولاده واخوته واطفاله قتلى بين يديه وصرعى على رمضاء كربلاء ولم يزدد الا صبرا ورضى بقضاء الله وقدره، فأية تضحية واخلاص اكبر من هذا؟

كل ذلك فعله الامام الحسين من اجل ان يبقى الانسان سامياً عالية الهامة يتطلع نحو السماء لا غارقاً في ماديات الارض التي لا تساوي شيئاً، فحين كان العطاء بلا حدود خرج من كونه عطاء الى كونه تضحية عظيمة لا تضاهيها تضحية من هنا اكتسبت ثورة الحياة الخالدة كل هذا السمو والتجدد على عكس الثورات التي لم تكن ذات اهداف انسانية والتي ولدت ميتة ولم يبقى لها اثر ولا تأثير.

ما هو الهدف من تضحية الإمام الحسين (عليه السلام)؟

يجيب عن هذا السؤال الامام الصادق عليه السلام بقوله في زيارة الاربعين

 "(وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة). إنها تضحية عظيمة من اجل البشرية، فلو أن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يقدم هذه التضحية (وحاشاه أن لا يضحي)، لكنا اليوم بلا نور نستضيء به ولا قيم نسير وراءها، قيم إنسانية إلهية عظيمة جسدها (عليه السلام) ورسخها بعمق، ولولا تضحية الإمام الحسين لسرنا في طريق الانحراف والضلالة وأصبحنا في حيرة وجهالة ومن ثم في بؤس وشقاء".

بماذا ضحى اتباع الحسين ؟

ضحى ويضحي الموالين للامام الحسين عليه السلام واهل بيته الاطهار بصورة مستمرة ومن صور تضحياتهم هذا البذل في كل سنة للطعام والشراب والمأوى لمن يقصد قبر الامام الحسين عليه السلام، غير آبهين للتعب المادي والجسدي، اذ ان الكثير من الخدم يسهرون على خدمة الزائرين بكل ما اوتوا من قوة املاً في الحصول على رضا الحسين ورب الحسين عليه السلام عنهم وياله من هدف نبيل يقصده اولئك المحبين.

ومن صور تضحية الاتباع انهم في عاشوراء يحاولون التفرغ الجزئي او الكلي لاقامة العزاء والشعائر وتأجيل بعض الاعمال المنزلية والعائلية والالتزمات الاخرى لكونهم يعتبرون ان ايام محرم ثمينة وغير محققة العودة في كل عام لذا يجب ان يبذل فيها كل الممكن من اجل رد ولو قطرة من بحر تضحية الحسين عليه السلامه لهذه الامة، وهذا الشعور الدائم بالتقصير انما هو امتنان لقضية عاشوراء وقائدها الفذ.

 ومن صور البذل في عاشوراء والاهتمام بها كقضية ملهمة وحمياتها وديمويها مسؤولية هو ان الكثير من الناس وهو من ذوي الدخول المحدودة يقتطعون جزءاً من مرتبهم الشهري لادخاره لايام عاشوراء وهم بأمس الحاجة لانفاقه على عيالهم وانفسهم وليس نوعاً من الترف، وهذا ما يؤكد الحب العظيم الذي يدفع هؤلاء الناس للبذل بهذه الطريقة وتقديم ما يمكن تقديمه كرد جميل لقضية عاشوراء.

في الخلاصة سيدي القارئ الكريم ان ماقدمه الحسين عليه السلام في عاشوراء هو عطاء لا يدانيه عطاء ولا يقاربه بذل وكل مانقوم به هو محاولات للشكر على نعمة الحسين عليه السلام علينا، نسأل الله قبول الاعمال واعظم الله للجميع الاجر واحسن الثواب.

اضف تعليق