وكما أنه لا يضيء الظلام إلا النور وكذلك لا ينقذ من الموج الملاطم في أعالي البحار إلا السفينة المحكمة، والتي ربانها حكيم، والإمام الحسين (ع) ربان (سَفِينَةُ نَجَاةٍ)، وسفينة الحسين هي الأوسع، وفي لجج بحار الظلمات أسرع، ولا نجاة لهذه الأمة ولهذا العصر الرقمي إلا بركوب سفينة...

قال (ص): (حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اَللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً).

مقدمة نورانية

الإمام الحسين (عيه السلام) خُلق نوره من نور الله تعالى، وهذا وارد في أكثر من رواية ولكن نكتفي برواية عبد الله بن مسعود الجليلة حيث دخل على رسول الله (ص) إلى أن قال له: (يَا اِبْنَ مَسْعُودٍ إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى خَلَقَنِي وَخَلَقَ عَلِيّاً وَاَلْحَسَنَ وَاَلْحُسَيْنَ مِنْ نُورِ قُدْسِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُنْشِئَ خَلْقَهُ فَتَقَ نُورِي وَخَلَقَ مِنْهُ اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرْضَ، وَأَنَا وَاَللَّهِ أَجَلُّ مِنَ اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرْضِ، وَفَتَقَ نُورَ عَلِيٍّ وَخَلَقَ مِنْهُ اَلْعَرْشَ وَاَلْكُرْسِيَّ، وَعَلِيٌّ وَاَللَّهِ أَجَلُّ مِنَ اَلْعَرْشِ وَاَلْكُرْسِيِّ، وَفَتَقَ نُورَ اَلْحَسَنِ وَخَلَقَ مِنْهُ اَلْحُورَ اَلْعِينَ وَاَلْمَلاَئِكَةَ، وَاَلْحَسَنُ وَاَللَّهِ أَجَلُّ مِنَ اَلْحُورِ اَلْعِينِ وَاَلْمَلاَئِكَةِ، وَفَتَقَ نُورَ اَلْحُسَيْنِ وَخَلَقَ مِنْهُ اَللَّوْحَ وَاَلْقَلَمَ، وَاَلْحُسَيْنُ وَاَللَّهِ أَجَلُّ مِنَ اَللَّوْحِ وَاَلْقَلَمِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَظْلَمَتِ اَلْمَشَارِقُ وَاَلْمَغَارِبُ فَضَجَّتِ اَلْمَلاَئِكَةُ وَنَادَتْ: إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا بِحَقِّ اَلْأَشْبَاحِ اَلَّتِي خَلَقْتَهَا إِلاَّ مَا فَرَّجْتَ عَنَّا هَذِهِ اَلظُّلْمَةَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَكَلَّمَ اَللَّهُ بِكَلِمَةٍ أُخْرَى فَخَلَقَ مِنْهَا رُوحاً فَاحْتَمَلَ اَلنُّورُ اَلرُّوحَ فَخَلَقَ مِنْهُ اَلزَّهْرَاءَ فَاطِمَةَ فَأَقَامَهَا أَمَامَ اَلْعَرْشِ فَأَزْهَرَتِ اَلْمَشَارِقُ وَاَلْمَغَارِبُ فَلِأَجْلِ ذَلِكَ سُمِّيَتِ اَلزَّهْرَاءَ). (بحار الأنوار: ج۳6 ص۷۳)

فنور الإمام الحسين (ع) هو من ذاك النور الأنور، والضياء الأزهر حيث كان كله نور ولذا لا غرو إن أطلقنا عليه بأنه سراج الدنيا، ونورها المتألق، وهذا وصفه الحقيقي الذي نستفيده من وصف القرآن الحكيم لجده الرسول الأعظم فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) (الأحزاب: 46)، فرسول الله (ص) من أسمائه وصفاته الواردة في القرآن الحكيم بأنه (سراجاً منيراً)، وهذا وصف حقيقي لا اعتباري لأن الله تعالى يقول الحق وهو أصدق القائلين.

ورسول الله (ص) يقول بحق ولده الحسين (ع) برواية مشهورة إذا لم تكن متواترة في حديث يَعْلَى اَلْعَامِرِيِّ: أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إِلَى طَعَامٍ دُعِيَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ بِحُسَيْنٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَلْعَبُ مَعَ اَلصِّبْيَانِ فَاسْتَقْبَلَهُ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَامَ اَلْقَوْمِ ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ فَطَفَرَ اَلصَّبِيُّ هَاهُنَا مَرَّةً وَهَاهُنَا مَرَّةً وَجَعَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقَنِهِ وَاَلْأُخْرَى تَحْتَ قَفَائِهِ وَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ وَقَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ: حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اَللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ اَلْأَسْبَاطِ). (كامل الزيارات: ج۱ ص۵۲)

 تأمل أرجوك يا عزيزي بكلمات هذه الرواية وانظر بقلبك إلى هذا التعامل النبوي مع حفيده الحسين في الشارع وأمام أصحابه بحيث أنه يلاعب الحسين حتى يأخذه ثم يضع فمه على فم الحسين ويقول مقالته التي دوَّخت رجال السلاطين وأبواق الضلال عندهم إذ كيف يكون النبي من الحسين (ع)؟

وذلك لأنهم لا ولن يفقهوا معنى الحسين وارتباطه المعنوي بجده الرسول الأعظم فهم يعرفون الدنيا وروابطها المادية فقط، وأما الآخرة وروابطها المعنوية فهم عنها عمون، لأنهم لم يؤمنوا بالله رباً، وبالرسول سراجاً منيراً ليستضيؤوا بنوره ولم يؤمنوا بالحسين (ع) إماماً وهادياً وسراجاً للدنيا كجده المصطفى (ص) إذ أن الحسين منه بالوضع والطبع والرسالة والنور والضياء ولذا أغشى نوره أبصار بعضهم كهلال عندما أراد قتله فقال: (فَوَ اَللَّهِ مَا رَأَيْتُ قَطُّ قَتِيلاً مُضَمَّخاً بِدَمِهِ أَحْسَنَ مِنْهُ وَلاَ أَنْوَرَ وَجْهاً، وَلَقَدْ شَغَلَنِي نُورُ وَجْهِهِ، وَجَمَالُ هَيْئَتِهِ عَنِ اَلْفِكْرَةِ فِي قَتْلِهِ). (اللهوف: ج۱ ص۱۲۸)

الإمام الحسين (ع) سراج الدنيا

وهذا واقع وحقيقة فهذه الدنيا كلما أدلهمَّ ليلها، وأظلمت أيامها واسودَّت وأحلكت لياليها لا سيما في هذا العصر الأغبر فإننا لن نجد شعاعاً ولا سراجاً ينير دروبها ويضيء ظلمتها ويحارب ظلمها وطغاتها إلا الإمام الحسين (ع) وعشاقه وخدامه، فوحقكم لولا الحسين لما بقي دين على وجه الأرض ولصار الإسلام كالمسيحية بلا اسم ولا رسول ولا طعم ولا حتى معنى وكانوا حصروه في المسجد في يوم الجمعة لربع ساعة فقط وإذا لزمهم في الأحوال الشخصية لرسوم العادات والتقاليد فقط وليس لتشريع الإسلام وهذا ما نراه بأم العين في المسيحية التي تعدُّ ربع سكان المعمورة ولكنهم لا علاقة لهم بالسيد المسيح لا من قريب ولا من بعيد، وكذلك المسلمين لولا قضية ونهضة الإمام الحسين( ع) وشعائره التي يحيى بها الشيعة في كل عام لم يبق من الإسلام شيء.

فعندما نقول الإمام الحسين (ع) سراج الدنيا نعني ذلك بالقطع واليقين لأننا نعيش عصر الدَّجل والدَّجال بكل تفاصيله وأوسع مجالاته في الدَّجل المفضوح، لا سيما من أهل السياسة في دول الاستكبار العالمي وإمبراطورية الشر الشيطانية التي تسافلت وتساقطت حتى وضعت على كرسيها رجلاً مريضاً لا يعرف ما يقول ولا ما يُقال فيتصرف كالروبوت وحتى هم وصفوه مؤخراً بالكارثة فعلاً.

فهذا الوضع المذري الذي وصلت إليه الدنيا يجعل الإنسان يصاب باليأس والإحباط من الصلاح والإصلاح لأننا صرنا كما قال الشاعر: (اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ)، فما عاد ينفع الترقيع لأنها قد أنهكها البِلى وصارت إلى الدفن أولى وأجدى، ليأتي موسم الإمام الحسين (ع) وتقوم الدنيا ولا تقعد لشهرين من عمر الزمن يكون فيهما الإمام الحسين (ع) ملأ السمع والبصر في طول الدنيا وعرضها.

فالحسين (ع) ضياء ونور وسراج الدنيا المظلمة وكلما احلولكت الليالي والأيام يتألق نور الحسين أكثر ويسطع نوره الأزهر لأنه قام في زمن وصل فيه مثل يزيد الشَّر إلى سدَّة الحكم في الإمبراطورية الإسلامية التي كانت هي الأقوى والأوسع على وجه الأرض، كحال إمبراطورية الشيطان القابع خلف المحيطات ينشر الرعب والإرهاب في كل مكان، ولكنه اليوم صار يتحسس رأسه ويلملم أذياله خوفاً من الإمام الحسين (ع) وأنصاره وعشاقه.

ومما يذكره التاريخ أن الإمام الحسين (ع) عندما همَّ خارجاً من المدينة المنورة اعترضه مروان الوزغ جرى بينهما هذا الحوار الخاطف ولكن له معاني جداً عظيمة، فَقَالَ مروان لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ فَأَطِعْنِي تُرْشَدْ، فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (وَمَا ذَاكَ قُلْ حَتَّى أَسْمَعَ)، فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنِّي آمُرُكَ بِبَيْعَةِ يَزِيدَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكَ فِي دِينِكَ وَدُنْيَاكَ. 

فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَعَلَى اَلْإِسْلاَمِ اَلسَّلاَمُ إِذْ قَدْ بُلِيَتِ اَلْأُمَّةُ بِرَاعٍ مِثْلِ يَزِيدَ وَلَقَدْ سَمِعْتُ جَدِّي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ: اَلْخِلاَفَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى آلِ أَبِي سُفْيَانَ). (بحار الأنوار: ج44 ص۳۲۵)

حقيقة على الإسلام السلام إذا وصل إلى سدَّة الحكم والسلطان مثل الطاغية يزيد الشر الذي ليس له دين يُعرف به، ولا شخصية يُنتصر لها، وكل ما لديه أنه صبي أرعن تربَّى في أحضار أمه وأخواله النصارى على عاداتهم وتقاليهم في تربية الكلاب وملاعبة الفهود والقرود حتى أنه كان أغلى ما عنده قرده أو قردته التي عندما ماتت غسَّلها وكفنها وصلى عليها ودفنها وأقام لها مأتماً لعدة أيام وجعل رجال دولته يجلسون ويعزونه بها وأما سيده ومولاه وإمامه الحسين بن علي (ع) فيقتله وأهل بيته وأصحابه ويقطع رؤوسهم ويرفعها على الرماح ويدعهم في العراء بلا غسل ولا كفن، أليس هذا من أعجب العجب في التسافل والتساقط؟

الإمام الحسين (ع) نور متألق

نعم لابد للسراج من أن يصدر إشعاعاً ونوراً وبما أن الإمام الحسين (ع) أخذ من جده صفة السِّراج المنير، فإنه نور الدنيا والحياة المتألق دائماً وأبداً وها هو نور الحسين (ع) يعم الدنيا من أربع أقطارها رغم كل التحديات والتشكيكات والإشكالات التي يلقيها الأعداء لا سيما النواصب وأتباع يزيد وعشاقه الذين مازالوا يرون به أميراً لهم وأنه مفترض الطاعة عليهم ولذا هم يبحثون عن شيعة الحسين ليتقربوا إلى الشيطان والسلطان الذي يمثله يزيدهم ليقتلوهم وإن لم يستطيعوا لا أقل يسعون لتشويه صورتهم المشرقة أو يحرفوا قضيتهم العادلة عن مسارها.

فهؤلاء الأشقياء الذين تربوا في بؤر الفساد وتعلموا على الإفساد لا يمكن لهم أن يروا مصلحاً أو منادياً بالإصلاح في الأمة كالإمام الحسين (ع) الذي قال منذ البداية: (أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلاَ بَطِراً وَلاَ مُفْسِداً وَلاَ ظَالِماً وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ اَلْإِصْلاَحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ اَلْحَقِّ فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ وَمَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اَللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ اَلْقَوْمِ بِالْحَقِّ وَهُوَ خَيْرُ اَلْحاكِمِينَ). (بحار الأنوار: ج44 ص۳۲۷)

فالحياة المعاصرة بلا حسين كأنها بلا حياة، وهي ظلام متراكم بل هي كما وصفها الباري سبحانه في قوله تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ) (النور: 40)، لأنه لا يكشف الظلمة إلا النور، والإمام الحسين (ع) هو المصباح كما هو كتوب على ساق العرش بحديث جده رسول الله (ص): (إِنَّ اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ فِي اَلسَّمَاءِ أَكْبَرُ مِنْهُ فِي اَلْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِصْبَاحُ هُدًى وَسَفِينَةُ نَجَاةٍ وَإِمَامٌ غَيْرُ وَهْنٍ وَعِزٌّ وَفَخْرٌ وَعِلْمٌ وَذُخْرٌ). (عيون الأخبار: ج۱ ص۵۹)

 وكما أنه لا يضيء الظلام إلا النور وكذلك لا ينقذ من الموج الملاطم في أعالي البحار إلا السفينة المحكمة، والتي ربانها حكيم، والإمام الحسين (ع) ربان (سَفِينَةُ نَجَاةٍ)، وسفينة الحسين هي الأوسع، وفي لجج بحار الظلمات أسرع، ولا نجاة لهذه الأمة ولهذا العصر الرقمي إلا بركوب سفينة الإمام الحسين (عليه السلام) لأنه النور الساطع أبداً والمتألق بالحق والصدق، وهو سفينة النجاة الحقيقية لهذا الخلق المتهالك في ظلمات التيه والجهل والظلم والظلام.

وجميل ما يقول الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره الشريف): (البشريّة إذ تعيش اليوم في ظلام دامس من الجهل، وتغرق في لُجج من الفوضى والاضطراب والقلق، لا علاج لها -إذا أرادت النجاة - إلاّ بالاستضاءة بأنوار هؤلاء الأطهار (أئمة أهل البيت)، وركوب سفينتهم فإنهم عِدل الكتاب الحكيم، حيث قال رسول اللّه (ص): (إنّي مُخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعِتْرَتي ما إنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِما لَنْ تَضِلّوا مِنْ بَعْدي أبداً).

ممّا يدلّ على أنّه لولا التمسّك بالعترة إلى جانب التمسّك بالكتاب يكون الضلال الذي في دنياه عار وشنار وفي آخرته جحيم ونار وماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال). (الإمام الحسين (ع) مصباح الهدى: ص4) 

 والإصلاح في كل نواحي الحياة لهذه الأمة هو الهدف الرئيس وأساسي لقيام ونهوض الإمام الحسين (ع)، فالحياة وصلاحها طريقه الإمام الحسين (ع) ومنهجه عاشوراء الفداء والتضحية من أجل القيم والدِّين الحق كما فعل الإمام الحسين (ع) وإخوته، وأبنائه وأصحابه الكرام جميعاً معه.

السلام على الحسين وعلى إخوته وأبنائه وأصحابه ورحمة الله وبركاته أبد الآبدين ودهر الداهرين.

اضف تعليق