تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي عدد من الفضائيات؛ احاديث ومقابلات مع عدد من العرافات والنجمات وقارئات الكف والفنجان والأبراج. واللواتي يدلين بآراء سياسية تتعلق بمستقبل منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه التحديد العراق، وإن هذا المستقبل مرهون بالويل والثبور والحروب والقبور، وان سلسلة من الحروب والزلازل والأعاصير والسيول والفيضانات...
تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي عدد من الفضائيات؛ احاديث ومقابلات مع عدد من العرافات والنجمات وقارئات الكف والفنجان والأبراج. واللواتي يدلين بآراء سياسية تتعلق بمستقبل منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه التحديد العراق.
وإن هذا المستقبل مرهون بالويل والثبور والحروب والقبور، وان سلسلة من الحروب والزلازل والأعاصير والسيول والفيضانات.. سترافق الحروب الإقليمية التي يرسمها هذا النوع من العرافات اليوم.
ومع أن عددا كبيرا من الناس والسياسيين لا يؤمنون بهذه الترهات والطروحات القائمة على التوقعات وقراءة المستقبل السياسي، إلا أننا نجدهم من حيث يدرون ولا يدرون، يتبنون هذا (الخطاب) القائم على الشعوذة والدجل، وذلك عن طريق تقديم رؤيتهم لمستقبل المنطقة والعراق خاصة وتصريحاتهم الشفاهية وفي البرامج السياسية، من دون أن يكون لهم القدرة على التحليل والاستنباط والمعرفة المعمقة في علم السياسة.
وفي المألوف لا تنتشر ظاهرة (العرافة السياسية)، إلا في البلدان، التي يسودها الجهل وتنتشر فيها البطالة والأمية والأمراض السايكولوجية والدعوات الوهمية الكاذبة، التي تعمد إلى تزوير التاريخ في وقت تخرج فيه من جغرافية الزمان والمكان.
كما أن غياب المحللين السياسيين الجادين، الذين تقوم تحليلاتهم على قراءة الواقع قراءة واعية ومتأنية، قائمة على خبرات معرفية سياسية معمقة.
ومن شأن غيابها أن نجد (العرافة السياسية) موجودة مكانا وزمانا، ولها حضور في ظل حياة سياسية قلقة وتكثر فيها التصريحات غير المنطقية والسلوكيات غير النظامية.
ما يجعل مساحة وجود هكذا نوع من الدجل منتشرا على نطاق واسع وعلى وفق أساليب ورؤى متعددة لا تمت إلى منطق الواقع بصلة.
وهو الأمر الذي يجعل المواطن في حالة قلق وتوتر وعدم استقرار له ولعائلته في ظل منجمات كاذبات يرسمن له المستقبل على وفق عمالة مدفوعة الثمن وشخصيات وأنظمة تعتمد على هكذا طراز من التصريحات، التي تجعل الناس في حالة اللا استقرار النفسي.
صحيح أن كل عقل نير، وكل صاحب وعي نابه، لا يعير أهمية لهكذا آراء فجة ترسمها لنا (العرافة السياسية) وهي موضع سخرية وتندر من قبل كل شخص يمتلك ذهنية راجحة ورؤية ثاقبة.
إلا أن هذه (العرافة) لا تعمل ولا تخاطب ولا تقترب من عقلاء الناس، وإنما هي تشتغل على عقلية الناس البسطاء، مستغلة جهلهم بواقع الأمور وطبيعة المتغيرات في الحياة.
وان كل الأمور مرهونة بعوامل مساعدة على رسم خارطة المستقبل وليس على ما ترسمه وتتوقعه وتعده حقيقة ملموسة ومؤكدة.
ذلك أن الجهل وحده من يقبل بهكذا تصورات للعرافة التي تقوم أساليبها على بعد وهمي ورسم للغيبيات لا يقبلها أي عقل راجح.
نعم.
قد يكون هناك تخاطر بين توقعات الأنواء الجوية مثلا وما تدعيه بعض أقوال هذه العرافة أو تلك.
أو انقلاب في هذا البلد أو ذاك، وهي نتيجة معلومة واقعية قبل أن تكون معلومة تبشر بها (العرافة).
لكننا وعلى جميع المستويات؛ لا بد أن ندين ونستنكر ونرفض ونوضح ونكشف هكذا تصريحات فجة وأقوال كاذبة وتوقعات مرفوضة نحن بها أدرى، ذلك أن (العرافة) لا تعرف أصلا شيئا عن ماضي وحاضر ومستقبل السياسة، وذلك لكونها شخصيات لا تشخص الواقع المادي على وفق تحليل علمي سليم، وعلى تراكم معرفي معقول؛ وإنما هي تعتمد على الدجل والتنجيم وقراءة الفنجان والكف والنجوم، من دون أن تقرأ الحياة قراءة منطقية سليمة.
لأنها لا تعرف أصلا إلى أي منطق تستوي أقوالها ولا إلى أي معرفة بصفحات الحياة يمكن أن تصل.
من هنا نجد من الضرورة دفع هكذا نوع من الأكاذيب خارج تفكيرنا وخارج اهتمامنا، والانصراف كليا إلى منظورنا الجاد والمنطقي والمعقول.
اضف تعليق