لا يعود الفضل للشيعة في دخول الإسلام إلى هذه البلاد وانتشاره فيها فقط بل يعود لهم الفضل في بناء حضارة إنسانية فيها وزرع ثقافة الإسلام ومفاهيمه في نفوس أهلها، كما كان لهم الفضل أيضاً في الدفاع عنها ضد الإستعمارين البرتغالي والهولندي حتى نالت استقلالها.
تقع هذه الأرض بين المحيطين الهادي والهندي وكانت تسمى (جزر الهند الشرقية) وقوامها عدة جزر كبيرة تفصل آسيا عن أستراليا وهي غنية بالبترول والرصاص والمطاط والبن والقطن وقصب السكر وجوز الهند والبهارات والأخشاب وغيرها من المواد التي تدخل في حيز الصناعة إضافة إلى جبالها المكونة من صخور رسوبية وغرانيتية غنية التعدين فكانت مطمح الإستعمار وغايته في الحصول على تلك الثروات ورغم أنها من أكثر مناطق العالم تعرضا للزلازل والبراكين إلا أن ذلك جعلها من أخصب بقاع الأرض بفضل المقذوفات البركانية مما زاد في جمال طبيعتها الثرية فخاض شعبها الحروب الطاحنة في سبيل حريتها واستقلالها وكان دور الشيعة في تلك الحروب رائدا وكبيرا.
أما عن بداية علاقة هذه الأرض بالمسلمين فقد قررته الندوة الخاصة التي عقدت في مدينة (ميدان) بسومطرا عام (1963) والتي استمرت ثلاثة أيام ببحث حول دخول الإسلام إلى أندونيسيا وانتهت بوضع سبع نقاط وهي (باختصار):
أن الإسلام دخل إلى أندونيسيا أول مرة في القرن الأول الهجري (فيما بين القرنين السابع والثامن الميلادي) ومن بلاد العرب مباشرة. وإن أول منطقة دخلها هي سواحل سومطرا وإن الأندونيسيين أنفسهم (أصحاب الأرض) ساهموا فعلا بعد ذلك في الدعوة إلى الإسلام وإن دعاة الإسلام كان بعضهم من التجار وإن الدعوة الإسلامية كانت سلمية وقد أتى الإسلام بثقافة وحضارة راقية هي من عناصر تكوين الشخصية الأندونيسية وتمخضت الندوة عن قرار نصه: (إن من الضروري وجود هيئة تقوم بأعمال تحقيق وتصنيف تاريخ الإسلام بأندونيسيا بصورة أوسع وبصفة دائمة، ورأينا أن تكون هذه الهيئة في ميدان مع إنشاء فروع لها في الأماكن المهمة لا سيما جاكرتا)
ويذكر المؤرخ الأندونيسي الكبير البروفيسور (حسين جاياديننغراد) المدرس بجامعة أندونيسيا: (إن الإسلام دخل إلى أندونيسيا على أيدي الشيعة وإن آثار ذلك لا تزال باقية إلى الآن)، ومن هذه الآثار الباقية هي النقوش التي على القبور القديمة التي دلت على أنها للشيعة فقد كتب على أكثرها (الله محمد وعلي) وعلى بعضها (لاسيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي) وغيرها من الآثار وتعود بعض هذه القبور إلى السادة العلويين.
وتؤكد المصادر التاريخية هذه الحقيقة فنجد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي الملقب بـ (شيخ الربوة) (654 ــ727هـ/1256 ــ 1327م) في كتابه (نخبة الدهر في عجائب البر والبحر) ــ وهو من الكتب النادرة ومن أصح المصادر في هذا المجال ــ يقول في (ص132 ــ 168) عند تعرضه لوصف جزيرة (جامبا): (إنه دخل جزائر (السيلا) قوم من العلويين لما فروا من بني أمية فاستوطنوا وملكوا وماتوا بها، وإن جزيرة صبح كانت تعرف بـ(العلوية).
ثم يقول: (وفيها نزل العلويون الفارون من بني أمية والحجاج ودخلوا البحر الزفتي بالجزيرة المعروفة بهم إلى الآن والزفتي في سومترا).
كما أكد هذه الحقيقة أحمد بن عبد الوهاب النويري المتوفى (733هـ) في كتابه (نهاية الأرب في فنون الأدب ج1 ص220) وتقي الدين أحمد بن علي المقريزي عميد المؤرخين المصريين (764 ــ 845هـ/1364 ــ 1442م) في كتابه (المواعظ والإعتبار في ذكر الخطط والآثارج1 ص25) المعروف باسم خطط المقريزي.
كانت الدعوة إلى الإسلام سلمية كما أقرّت ذلك الندوة التي ضمّت كبار الباحثين والمؤرخين فلم يحمل المسلمون الشيعة سلاحاً أو عدة حرب عندما هاجروا إلى تلك الجزر كما حمل الهولنديون عندما استعمروا تلك البلاد وارتكبوا فيها من المجازر والفظائع ما يندى له جبين البشرية بل حملوا معهم مبادئ دينهم الحنيف وأخلاق رسولهم الكريم كانوا يحملون السلم والمحبة والإخاء تقول السيدة (سيدة كاشف) في بحث لها عن تاريخ أندونيسيا:
(وتأثر أولئك السكان بوضوح العقيدة الإسلامية وببساطتها بما فيها من المساواة بين المؤمنين كما تأثروا بتفوق المسلمين في المدنية وبإقبالهم على مؤاخاة أهل البلاد وببعدهم عن الغايات الإستعمارية فكان ذلك كله سبباً في انتشار العقيدة الإسلامية بينهم).
فيما تتحدث السيدة كاشف في نفس البحث عن غايات البرتغاليين والهولنديين عندما دخلوا هذه الأرض:
(وكان كثير من الملاحين البرتغاليين مثل فسكو دي غاما) و(البوكرك) يعتقدون أن جهودهم في المحيطات وفي بحار الهند هدفها قتال المسلمين والقضاء على سلطانهم في أفريقيا وآسيا بل إن كولمبس نفسه كان يبغي الوصول إلى الهند لينشر المسيحية في الشرق ويستولي لقومه على تجارته حنى يحرم المماليك من مصدر ثروتهم).
ثم تقول: (وقد وصل البرتغاليون إلى ملقا في بداية القرن السادس عشر واستطاعوا الإستيلاء عليها ثم مدوا سلطانهم على بحار أندنوسيا وعملوا على انتزاع تجارة التوابل من المسلمين وعلى نشر المسيحية بين الوثنيين ولكنهم لم يصيبوا من النجاح حظاً وافراً)
وتقول أيضا عن أطماع الهولنديين: (وحدث سنة (1618) أن تولى منصب الحاكم العام لشركة الهند الشرقية قائد كبير هو (كوين) صاحب المشروع الأول في استعمار أندنوسيا استعماراً منظماً وأساس هذا المشروع الإستيلاء على بعض أراضيها ونقل جماعات من الهولنديين إليها للإشتغال بالزراعة والتجارة في الموانئ الآسيوية والعمل على إنشاء إمبراطورية تجارية واسعة في آسيا يكون مقرها مدينة باتافيا التي يرجع إليه فضل تأسيسها في جاوا).
وتصف كاشف في البحث نفسه عن بعض الجرائم التي ارتكبها الإستعمار الهولندي في أندونيسيا على يد أحد قادة هذا الإستعمار واسمه (كوين) فتقول:
(وقد استطاع كوين أن يحصل لهولندا على السيادة في بحار الهند الشرقية بعد أن ارتكب من أعمال العنف مع أهل البلاد ما فزع له الهولنديون أنفسهم).
وقد أجمعت كل المصادر التاريخية على أن المسلمين الشيعة أدخلوا الإسلام الفطري الحقيقي الذي لا تشوبه شائبة إلى هذه البلاد فكانوا خير ممثلين عنه في تلك الجزر يقول كراوفورد:
(إنهم لم يأتوا بسيوف مسلولة ولم يكونوا مغيرين ولا مستعمرين كالأسبان في القرن السادس عشر الذين جاؤوا بالقوة والبطش لإدخال الأندونيسيين إلى دينهم ولم يكونوا كالأوربيين الآخرين الذين احتكروا التجارات وآثروا الثروة فأهلكوا غيرهم إنهم جاؤوا تجاراً فاستعملوا عقولهم خلال ذلك وثقافتهم لنشر دينهم ولم تمر بأذهانهم فكرة الترفّع والتسلّط على غيرهم).
لقد كانت تلك نواياهم الصادقة وغاياتهم النظيفة وهدفهم النبيل هي التي أدخلت الإسلام إلى قلوب أهالي هذه البلاد فقد جسدوا الإسلام بأروع صوره بقوة عقيدتهم. ويعقب كراوفورد:
(لقد انتشر الإسلام بصورة عجيبة نشره الدعاة ولم ينالوا حظاً من مساعدة الملوك بل اعتمدوا على القوة الكامنة في نفس العقيدة التي تأتي على كل ما ينصب لها من عراقيل).
وكان من صفاء قلوبهم أنهم حتى عندما انتشر الإسلام وأصبح قوة لا يستهان بها وغطى على أكثر تلك الجزر لم يجبروا أحداً على الدخول فيه بل كانوا (دعاة صامتين) كما أوصى بذلك الإمام الصادق(ع) أصحابه يقول هاراهاب:
(ومن الممكن بعد قوتهم وعظم نفوذهم في سومترا أن يكرهوا الناس على أن يكونوا مؤمنين ولكنهم لم يفعلوا بدليل بقاء أهالي باتاك ــ وهم السكان الأصليون ــ على دينهم وتقاليدهم).
ويذكر الدكتور محمد بهجت المصري في مقال له في جريدة الإهرام بتاريخ (8/12/1955) تحت عنوان: (ذكريات من الشرق) بعد حديثه عن أول إتصال إسلامي بالهند في أواخر القرن السابع الميلادي فيقول:
(وقد رحّب بهم أمراء البلاد لأنهم كانوا يثرون من المتاجرة معهم وسمحوا لهم ببناء المساجد و(إقامة شعائرهم الدينية) ولم يحاول أولئك العرب المسالمون الوادعون أن يتغلغلوا في البلاد ويتملكوها ويفرضوا عليهم سلطانهم وبمثل هذا الأسلوب تقريباً دخل الإسلام إلى أندونيسيا).
ولا تدل هذه الكلمات (وإقامة شعائرهم الدينية) على شعائر الإسلام المعروفة كالصوم والصلاة فقط بل تدل على الشعائر الحسينية أيضاً بعد أن دلت كل الحقائق التاريخية على أن الشيعة هم أول من أدخل الإسلام إلى هذه البلاد وحيثما يتواجد الشيعة تتواجد هذه الشعائر.
ويقول الدكتور فيصل السامر في مقال له عن (الأصول التاريخية للإسلام في أندونيسيا) نشر في مجلة الأقلام (ج7 عام 1977):
(ويمكن القول أن العامل الأساسي في تحول جزر الهند الشرقية إلى الإسلام إنما كانت التجارة والتجار ومن رافق القوافل التجارية البحرية من فقهاء وعلماء جعلوا التجارة مصدر رزق لهم والدعوة الإسلامية هدفاً وطلب العلم هواية وإشباع رغبة).
يؤكد السامر هنا حقيقة أن المهاجرين لم يكونوا من التجار فحسب بل من العلماء والفقهاء ولكنه نسي أن يذكر العوامل الرئيسية لهجرة هؤلاء العلماء والتي ذكرها أغلب المؤرخين منهم الدمشقي كما أسلفنا ففي تلك المرحلة التي عاشها الشيعة كانت ضغوط السلطة تمارس على الفقهاء والعلماء الشيعة أكثر من غيرهم من الشرائح باعتبارهم من حملة الفكر الشيعي الذي حاربه العباسيون أكثر مما حاربه الأمويون مما جعل أولئك الفقهاء والعلماء يصطحبون التجار وخوض غمار البحر طلباً للهجرة وكان الكثير من هؤلاء من العلويين وهذا ما أكده فن دن بيرخ في كتابه (حضرموت والمستوطنات العربية في الجزائر الهندية) الصادر باللغة الفرنسية حيث يقول:
(إن نجاح الدعوة الإسلامية في (جاوا) كان لأن الدعاة كانوا من ذرية النبي).
ويضيف بيرخ (إن تأثير العرب في أمراء الأهالي بالجزائر الهندية راجع إلى مؤهلات العرب لأن أكثرهم من نسل مؤسس الإسلام وهذا واضح).
ويقول الهولندي سبات في كتابه (الإسلام في الهند الهولندية) (إن حملة الإسلام إلى هذه البلاد هم الأسر العلوية (آل علي).
لم يكن الإسلام لينتشر هذا الإنتشار الواسع في هذه الجزر لولا رجال أفذاذ حملوا فكر مدرسة أهل البيت(ع) فقد زخر تاريخ المسلمين في هذه الجزر بالكثير من العلماء الأعلام الذين كان لهم أثر كبير في دخول الإسلام إلى الأهالي يقول البروفيسور حسين جاياديننغراد في الإشارة إلى أعلام الشيعة في فترة من فترات التاريخ الأندونيسي والتي تضمنها بحثه:
(وطبعا إننا لا نستطيع أن نذكر ذلك بالتفصيل لكثرة رجالات الشيعة ولكنا سنذكر طرفاً منها ونكتفي بذكر بعضهم كأمثلة لأن الذي يريد أن يستقصي هذا لا يستطيع أن يفي بحثه حقه في كلمة موجزة لقد ظهر في هذه المرحلة بين عام (900م) وحتى عام (1596) عظماء من الشيعة بقيت آثارهم إلى اليوم ولا تزال قبورهم ظاهرة يزورها الكثير من الناس حتى من غير المسلمين وهذه القبور والمشاهد معظمة ومقدسة).
ثم يذكر أسماء علماء وتاريخ وفياتهم منهم (مولانا إبراهيم) و(مولانا حسن الدين) و(مولانا هداية الله) و(مولانا زين العابدين) و(مولانا محمد عين اليقين) ويقول:
(وهؤلاء كلهم من الشيعة الإمامية وغيرهم كثيرون وقبورهم موجودة مزارة وهؤلاء ينتسبون إلى أحمد بن علي بن الإمام جعفر الصادق(ع) بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام السبط الشهيد الحسين بن الإمام بطل الأبطال علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى شواهد قبورهم كتبت البسملة وآيات من القرآن الكريم ثم كلمات (الله، محمد، علي) حول الشاهدة ونجد أيضا بجانب هذا مقامات كثيرة للشيعة في أنحاء أندونيسيا).
ثم يعدد أسماء قبور لأعلام الشيعة منهم السيد حسام الدين الحسيني والسيد الشريف حسن بن علي الأسترابادي وغيرهم ثم يقول:
(وعلى شواهد قبورهم كتب (لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله) وعبارة (لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار) وأكثر هذه القبور مزار إلى اليوم).
وفضلا عن ذلك ففي بحث السيد محمد أسد شهاب حول (التشيع في أندونيسيا) الغاية في هذا الموضوع يقول شهاب: (إن دخول الإسلام إلى هذه الجزر بدأ في أوائل القرن الرابع للهجرة وهذا الترجيح بناء على الآثار التي لا تزال باقية إلى الآن والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع ومن هذه الآثار شواهد القبور).
وكان من أوائل المهاجرين إلى هذه الجزر هرباً من ظلم العباسيين أبناء محمد بن علي بن جعفر الصادق(ع) وأبناء الحسن بن علي بن جعفر الصادق(ع) الذين جاؤوا بصحبة كثير من أهلهم وذويهم وأتباعهم ومنهم أيضا أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن الإمام جعفر الصادق(ع) الملقب بـ (المهاجر) الذي انتشر أحفاده في هذه الجزر واستقروا فيها وصاروا من أهلها وهم كلهم من الشيعة الإمامية وقد أسلم الكثير من أهل هذه الجزر على أيديهم ورغم العهود المظلمة التي مرت بها أندونيسيا خلال الإستعمار الهولندي الذي استمر ثلاثة قرون ونصف إلا أنهم لم ينقطعوا عن موروثهم وعاداتهم.
يقول شهاب: (كما إن عوائد الشيعة لا تزال معمولا بها إلى اليوم في كثير من البلدان على رغم ما طرأ على هذه العوائد والطقوس من تغييرات بسبب مرور الزمن وانقطاع الصلات بين مسلمي هذه الديار والعالم الخارجي عدة قرون خصوصاً أيام الإستعمار الهولندي).
وكان سبب عداء الهولنديين المستعمرين للشيعة هو للمقاومة الباسلة التي واجهوها من قبلهم فمنذ أن دخل الهولنديون هذه الجزر عام (1592) حتى وجدوا أن روح الشيعة خلقت لمقاومة الظلم والطغيان حيث قابلهم الشيعة بشجاعة وضراوة رغم تفوق المستعمرين بالعدة والعدد فواجه الهولنديون تلك المقاومة الباسلة بالتنكيل والسجون وأشد أنواع التعذيب وفرض الأحكام التعسفية ولم يقتصر الأمر على ذلك بل سعى المستعمرون إلى إبادة تراث الشيعة فأحرقوا مكتباتهم منها مكتبة السيد محمد الحداد التي كانت تضم المئات من الكتب والمخطوطات النادرة وأباد الإستعمار الهولندي الكتب والوثائق التاريخية المهمة بل وكل ما له علاقة بالشيعة واشتد الضغط الهولندي الإستعماري على الشيعة فطاردوا زعمائهم وأودعوهم في غياهب السجون ومنعوهم من الإتصال بالعالم الخارجي وخاصة الحج وزيارة العتبات المقدسة في العراق وحضور المأتم الحسيني في كربلاء التي تعودوا عليها كل عام بعد انتهائهم من مناسك الحج.
ولكن إرادة الشيعة الحرة وروحهم الثورية التي جسدت أروع ملاحم الجهاد والتضحية لم تنفك تقاوم تلك الهجمات الشرسة وتسعى إلى الإستقلال حتى تحقق لها ذلك.
ولكن الإستعمار الهولندي لم يكتف باحتلال هذه الأرض وسرقة خيراتها والتنكيل بشعبها على مدى ثلاثة قرون ونصف بل بذر بذرة خبيثة وهي سياسة التفريق بين أبناء الشعب الأندونيسي وإثارة المسائل الفرعية الخلافية بين المذاهب والتي أدت إلى نشوب النزاعات بين أبناء الشعب الواحد.
أما بالنسبة للشعائر الحسينية في أندونيسيا فلها حرمة خاصة إلى اليوم حيث يطلق على هذا الشهر اسم (سورا) ويعزوها البعض إلى اسم (عاشوراء) ففي اليوم العاشر من محرم يقام تمثيل رمزي لاستشهاد الإمام الحسين(ع) يطلق عليه اسم (التابوت) أما في جزيرة (جاوا) فلهم طقس خاص بذلك اليوم حيث تطبخ (الشوربا) فقط وعلى نوعين ولونين هما الأحمر والأبيض وتوزع على الأطفال تعبيراً عن اليتم والحزن فاللون الأبيض تعبيراً عن التضحية والخلاص أما الأحمر فيرمز للدماء الطاهرة التي سالت يوم كربلاء.
ولشهري محرم وصفر حرمة مقدسة عندهم ويمتنعون فيهما عن الزواج والزفاف والأفراح ويسمي أهل مقاطعة إيجه في سومطرا هذين الشهرين باسم (حسن وحسين) وقد أولى الشيعة الشعائر الحسينية عناية خاصة فكانت شعارهم في الفترة الذهبية التي عاشوها كما كان شعار (لافتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار) شعار البطولة ولا يزال هناك مدفع قديم في مدينة (بانتن) وقد نقش عليه هذا الشعار الذي كان يكتب على القبور أيضا وعلى كل شيء عظيم ومحترم لديهم.
ولا تزال تلك الشعائر تقام في المدن والقرى في أندونيسيا بطرق وأساليب مختلفة لكنها تتحد في مضمونها الذي يدل على الحزن والأسى العميق وهي تلقى اهتماماً واسعاً من قبل الشيعة أكثر من المناسبات الأخرى فمنهم من يقيمها بقراءة مقتل الحسين(ع) ومنهم من يلقي الخطب ومنهم من يقيم التمثيل الرمزي.
اضف تعليق