زيارة الاربعين سفرة الى الله، سفرة الى القيم والاخلاق الحميدة، البذل، التكافل، اغاثة الملهوف، حب الاخر، التحمل، الصبر، وغير ذلك الكثير من القيم العليا والمثل والمبادئ. فرصة ذهبية تمنح فيها الامة سمعها وبصرها وافئدتها الى المبلغين، المصلحين، القادة لكي يستزيدوا ويتعلموا ليعملوا بما علموا فيما بعد، فهي فرصة...
كيف يمكن لزيارة الأربعين أن تكون مفتاحا للتحول الوطني السليم؟ وما هي طرق إستثمار زيارة الاربعين في تحقيق التنمية المستدامة؟
التحولات الوطنية المقصود بها التغير نحو الأفضل وحينما نقول وطنية فهي بحدود الوطن عابرة لحواجز المذهبية والعرقية والدينية وهذا يعني أن تتحول المناسبة -أعني مناسبة زيارة الاربعين - بشعائرها ومظاهر إحيائها إلى مناسبة وطنية وذلك عبر إظهار ما يلي:
- روح الوحدة رغم تعدد مشارب المشاركين في الثورة.
- روح الثورة ضد الظلم.
- نصرة المظلوم.
- بشاعة الطغيان.
- التكافل الاجتماعي.
وغير ذلك من المفاهيم العابرة للمكونات.
لكننا يجب ان نقر أن زيارة الاربعين مناسبة دينية مذهبية بامتياز وهي تتحدث عن واقعة تاريخية في دولة تدعي انها اسلامية وان ملك هذه الدولة يسمى امير المؤمنين وان التزام المعزين بما اشرنا اليه سابقاً يبدو نوعاً من المثالية غير الواقعية فما الحل اذن؟
في تقديري ان تنشئة جيل على مستوى الوطن يؤمن بالتسامح الديني وحرية اقامة الشعائر خاصةً عندما تكون هذه الشعائر لمكون يمثل 65% من الشعب هو الحل. نعم يجب احترام مشاعر الآخر وحقوقه في ممارسة حياته اليومية فذلك من واجبات الدولة تجاه جميع ابنائها. حينها تكون زيارة الاربعين سبباً لتحول وطني على مستوى الحقوق والحريات الممنوحة للمواطنين.
أما حول المقترحات لاستثمار الزيارة في التنمية المستدامة فعلينا الاعتراف بما يلي:
- لا مشكلة فيما يبذله العراقيون على الزائرين المحليين فالوجبة الغذائية التي يتناولها الزائر في الطريق يوفر ثمنها في بيته ولكن عندما يتعلق الامر بالزائر الاجنبي وبعدد اربعة ملايين زائر ومعدل المكوث عشرة ايام بثلاث وجبات يومياً فاذا كان معدل ثمن الوجبة الواحدة ثلاثة دولارات فذلك يعني انفاق (ثلاثمائة وستين مليون دولار) ناهيك عن نفقات الماء والكهرباء والبنى التحتية الاخرى. فلا اظن ان هناك تنمية مستدامة على المستوى الاقتصادي. هناك عدد محدود جداً من الزائرين يتوزع على الفنادق وما يتبضعه الزائر اثناء زيارته وهي مبالغ محدودة جداً بالقياس الى الانفاق.
لكني انظر الى التنمية المستدامة غير المباشرة وهي عملية ارتباط الاخلاق بالتنمية، ارتباط الاستقرار النفسي والسياسي والاجتماعي بالتنمية المستدامة.
زيارة الاربعين سفرة الى الله، سفرة الى القيم والاخلاق الحميدة، البذل، التكافل، اغاثة الملهوف، حب الاخر، التحمل، الصبر، وغير ذلك الكثير من القيم العليا والمثل والمبادئ.
زيارة الاربعين فرصة ذهبية تمنح فيها الامة سمعها وبصرها وافئدتها الى المبلغين، المصلحين، القادة لكي يستزيدوا ويتعلموا ليعملوا بما علموا فيما بعد، وبالتالي فهي فرصة لأن تعود الامة بعد الزيارة لخدمة عجلة الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة. حينها تتحول النفقات الى موارد.
اضف تعليق